دعوة لحضور عرس الشيطان فى كازراه

 

 

الجزء الثالث والاخير

660.jpg


بدأت الاصوات تتعالى حينا وتنخفظ حينا آخر, واللسنة اللهب بدأت كانها شهاب ثاقب تبهر الابصار, وبينما الحال كذلك بدأ النوم يداعب جفونى ويتسرب الى انحاء جسمى حتى اخدنى فى سبات عميق , لم استيقظ الا على صوت "كوريمى " وهو يوقضنا لاداء صلاة الفجر, استيقضت فى فزع وانا لا اكاد اصدق اننى نمت كل هذا الوقت ,وتوجهت بنظرى الى مكان حفلة الشيطان ولكننى لم أرى شيئا فالامر برمته كانه كان حلما وتلاشى..
بعد صلاة الفجر , حرصت ان اصنع الشاهى بنفسى واقدمه ل"كوريمى" على امل ان يسمح مزاجه بالاجابة على تلك الاسئلة والتى تثقل رأسى ,فسألته عن هذه الاصوات واللسنة النيران والتى شاهدناها الليلة الماضية فى الجهة المقابلة؟
اجابنى وهو يحتسى كأس الشاهى وقد علت الابتسامة وجه , يا ابنى هذه " كازرا" وما كان البارح هو عرس الشيطان وكان لابد ان تشاهد ما شاهدته البارحة.ليل كازرا ليس..ليس كنهارها فالليل دائما ملىء بالافراح ..
واضاف "كان للشيطان الكبير ولدان فى تبستى فطلب من ولديه غواية ولى صالح اسمه "مهدى"( لذلك نتبرك نحن التبو ونقول دائما "بركة شدى مهدى") ولكنهما لم يستطيعا غوايته لانه كان رجلا تقيا ووليا صالحا فغضب الشيطان الكبير من ابناءه فحلت عليهما لعنته فتشردا شرقا وغربا..ورفعت لعنة الشيطان الكبير احدهم الى منطقة "كازرا" ورفعت الآخر الى منطقة"مآو"..
فى التقاليد التباوية فى اقليم " زلا" والى زمن قريب كان لا يستحب السفر خلال الثلاث ايام الاولى من عيد الاضحى , وخاصة عبر منطقة "كازرا"... حيث يحكى ان بنتان كانتا ترعيان الغنم فى الايام المحضورة قد اختفتا ولم يعثر لهما على أثر حتى يومنا هذا.
يا بنى انت مرحب بك دائما فى "كازرا" ما لم تزعج الشيطان و تشاركه افراحه ..
نهاية القصة...

دعوة لحضور عرس الشيطان فى كازراه

 · 

اقراء المقدمة فى الجزء الاول...


الجزء الثانى...

660.jpg

واصلت القافلة مسيرها فى صمت على امل ان تصل منطقة "كازرا" وهو الاسم باللغة التباوية او "كازراوه" باللغة العربية بعد صلاة العشاء.
"كازراه" هى منطقة تقع بين قرية مدروسة وقرية تجرهى , منطقة عامرة باشجار النخيل والطلح والاعشاب الصحراوية ,وهى خالية من السكان فى الوقت الحاضر . "كازراه" منطقة تتوسط الوادى الممتد من القطرون حتى تجرهى..يقال ان المنطقة سكنها قديما بعضا من قبائل التبو وذلك فى النصف الاول من القرن الماضى حيث عملوا فى رعى الماشية والابل وكانت المنطقة غنية بالماء والعشب ولكن لا دليل على اى آثار للبناء او العمران .
منطقة كازراه تعرف فى ثرات واساطير مجتمع التبو بانها منطقة مسكونة بالشيطان حيث نسجت العديد من الحكايات والقصص والتى يصل البعض منها الى حد الخرافة او الاسطورة, ولكن ما من اسطورة او خرافة ألا ولها اساس.
وصلنا الى المنطقة وقد انهكنا التعب ونال منا الجوع والعطش وفى ظلمة الليل وسكونه كسر صوت "كوريمى" السكون وهو يعلن باننا سوف نعسكر هنا هذه الليلة ..
اقعدنا الابل وانزلنا الاثقال من على ظهورها واسرع البعض منا بجمع الحطب من الاشجار والتى من حولنا لايقاد النار لطبخ ما امكن من طعام العشاء..وفى ركن غير بعيد ترأى لنا قوما آخرين وقد اوقدوا نارا حيث وصلت اصواتهم الى مسامعنا..ونهض "بوكريى" وهو مشتق من اسم " ابوبكر " باللغة العربية حيث اضيفت الياء للتصغير, وهو شاب لم يتجاوز العشرون من العمر سريع الحركة وسريع الكلام للدهاب الى اولئك القوم لطلب نار لاشعال الحطب...وما كاد ان يتحرك حتى اوقفه "كوريمى" بصوت لا يخلوا من نبرة الامر والنهر؟
البعض منا عرف السبب ..والبعض الاخر لم ينشغل بالامر حيث شغلته القافلة ومتاعها..ووقف "بوكريى" متعجبا وحائرا وهو ينظر الينا والى "كوريمى"لعله يجد اجابة لهذا الاستيقاف ..ولم تتأخر اجابة كوريمى حيث قال له وبكل ثقة " لا تذهب اليهم هؤلاء ليسوا قوم مثلنا", هذه بلدهم ونحن ضيوف عليهم لا يجب ان نزعجهم بالطلبات ,و قريبا سنسمع اصوات الطبول والعويل,,,..ضحك بعض الرجال لانهم على درايه بما يدور حولنا واندهش "بوكرى" حتى كاد ان يسقط ارضا ,وقبل ان نتدبر الامر و نوقد نارنا سمعنا اصوات الطبول تدق , والزغاريد تطلق , واللسنة النار ترتفع فى عنان السماء..
وفى خضم ضجيج اصوات الطبول ,اعد الرجال ما امكن من طعام العشاء ,وتناولناه على عجل ليبحث كل واحد منا على ركن آمن للاستراحة والنوم, كانت ليلة طويلة ومرعبه لم استطع فيها النوم رغم الارهاق و التعب , فالفضول كان قد اخد حيز من تفكيرى بشأن اولئك القوم والذين يقيمون عرسا على مقربة منا, حاولت أن أتسلل فى ظلمة الليل الى جوار "كوريمى" لمعرفة المزيد عنهم. ولكن "كوريمى" كان يغط فى سبات عميق فالامر بالنسبة له طبيعى ولا يعدوا ان يكون الا عرس للشيطان ولايريد ان يفسد نومه بالقلق على نفسه او على مصير الشيطان .

الاسماء التباوية ومعانيها باللغة العربية...

 من يوم ان خلق الله الإنسان واستعمره فى الارض وانشاء مجتمعا...يسعى هذا  الإنسان لإعمار الأرض بمختلف الوسائل  اختلفت المجتمعات البشرية القديمة منها والحديثة  على نظام التسمية وإطلاق الاسماء والمسميات على الأشياء..فكانت صفات الأشياء من شكل ولون وعدد الاقرب الى الاستعانة والاستعمال مجتمعات الصحراء مثل التبو لم يختلفوا كثيرا عن باقى المجتمعات فى نظام التسمية ...فهم استعمل أسماء وصفات الحيوان فى التسمية وكذلك استعملوا صفات الجود والكرم والفخر ...واستعملوا صفات الطول والقصر  واللون فى التسمية اليكم بعض الاسماء التباوية  وترجمتها ومعناها باللغة العربية...


- وردقو (وردكو): يتكون من مقطعين، ور: أي القوي، دقو (دكو): أي الحفيد، والمعنى حفيد الأقوياء.

- اللهوزة: كلمة من مقطعين وهما، اللـه، وكلمة هوزة، ومعناها المساعدة أو الإغاثة، والمعنى: الذي أغاثه اللـه، ويقابله: غيث اللـه.

- قرقي: أي اجتماع.

- امربو: أي رجل كبير.

- وهلي: ويطلق هذا الاسم على الرجل الأبيض أو العربي، ومثله كذلك اسم: ملكني، مولي، شو، وكلها تدلّ على لون البشرة.

- يسكي: ويطلق على الرجل الأسود.

- مَيْنا: ويطلق على الرجل النبيل ذي المعنويات المرتفعة.

- كوني: أي مسرور،

- وجي: أي الطويل.

- أرزي: أي الرزق.

- هوديي: أي البحر، ويشبَّه به الرجل لسخائه وكرمه.

ومن أسماء النساء:

- هردة: أي أم الخير أو خيرية.

- بودي: أي كريمة.

- سغوية: وتطلق على التي ماتت أختها الكبرى قبل ولادتها.

- كلاي: وتطلق على شيء ذي طعم حلو مثل العسل أو السكر.

- بلي: أي نبيلة.

- درايا: أي ابنة العظماء.

#منقوله

upload.jpg

دعوة لحضور عرس الشيطان فى كازراه


 مقدمة: منطقة كازراه هى منطقة تقع بين القطرون وتجرهى فى اقصى الجنوب الليبى وهى منطقة غنية باشجار النخيل والطلح والاتل كانت فى غابر الازمان منطقة سكنية ورعوية لسكان التبو وكانت محطة واستراحة لمن اراد السفر جنوبا الى تجرهى او شمالا الى مدروسة والبخى حتى القطرون ؟نسجت الكثير من الاساطير حول هذه المنطقة وعرف عنها بانها منطقة مسكونة بالشياطين تناقلها العديد من سكان المنطقة حتى لايكاد عابر بها  الا ويحكى حكاية  شاهدها او سمع عنها.؟

يحاول الادب التباوى المستوحاه من الثرات  ان ينقل لنا صورة عن هذه المنطقة وما ينسج عنها من قصص:  

660.JPG


الجزء الاول...
------------------------------------------
فى عصر ذلك اليوم من ايام صيف" زلا" أو فزان و فى دفء احضان وادى الحكمة فى اقصى الجنوب الليبى ما كان ممكن الترحال والسفر الا على ظهور الابل, الشمس تستأدن بالمغيب وقد اخدت اشعتها والتى تميل الى الحمرة فى الاختفاء ,تاركتا ما تبقى من اشعتها تتسرب من وراء اشجار النخيل والتى تطل علينا من ناحية الغرب وكأنها هى الاخرى تستأدننا بالرحيل , حيث بداء ظلام الليل يزحف ببطىء على تلك البقعة من الصحراء حاملا معه السكون والهدوء , لا يكسر هدوءها الا اصوات رغاء الابل واصوات الرجال وهم يحملون ظهور الابل باكياس الدقيق والتمر.
الكل منهمك فى الاستعداد للرحلة حيث سادت الفوضى المكان حتى لا تكاد تعرف من بين الرجال من هو دليل هذه القافلة , هناك عند طرف الساحة رجل قصير القامة ضعيف البنية اللتحف بقطعة قماش فوق رأسه يكبراضعاف حجم رأسه يجلس وهو يحمل ابريق ماء استعدادا للوضوء, انه "كوريمى" واصل الاسم "كورى" حيث اضيفت الميم للتصغيرللدلالة على قصر قامتة.
كوريمى ..رجل رسم الزمن على وجهه كل علامات قسوة الصحراء ومقارعة المستحيل , تستطيع ان ترى ذلك حتى فى عينيه ,فعلامات تحدى الزمن والذى لازال يلاحقه للنيل منه بارزة فى نظراته, وقف "كوريمى " ليعطى اشارة انطلاق الرحلة مشيرا بيده وقد لف مسبحته الطويلة عليها وهو يصيح للرجال "هيا".
انطلقت الرحلة نحوالجنوب وذلك قبل آذان المغرب بقليل, لا يعترض طريقها سوى اشجار الطلح والنخيل والتى تملاء الوادى حيث تنعرج الطريق وتنعرج معها القافلة كل ما صادفها اشجار النخيل او الطلح, وبعد مسير غير طويل وبينما اختفت الشمس تحت افق بعيد توقفت القافلة لاداء صلاة المغرب , ووقفنا لاداء الصلاة خلف كوريمى, وبعد اتمام الصلاة رفع يديه الى السماء ليناجى ربه وهو يدعوه بعبارات اختلطت فيها اللغة العربية بالتباوية حتى لا نكاد نفهم معناها ولكننا قرأنا جميعا فى نهايتها سورة الفاتحة وروجنا من الله الاستجابة والتوفيق فى رحلتنا هذه بقول"آمين" ..

كيف وصف هيرودوت سكان تازر قبل 460عام قبل الميلاد؟

th.jpg

هيردوت مؤرخ إغريقى عاش فى القرن الخامس قبل الميلاد.
قام بزيارة ليبيا فى عام 460 قبل الميلاد من أشهر مقولاته (من ليبيا يأتى الجديد)
و عند زيارته لتازر لما يعرف اليوم بالكفرة قام بوصف من يسكن تلك بالبقعة بهذا الشكل: بأنهم ذوو بشرة ليست سوداء تماماً، إلا أنها شديدة السمرة، وقوامهم متوسط الطول ونحيل البنية وسواعدهم مفتولة ومشيتهم سريعة رشيقة. عيونهم بها شرارة ذكاء وفطنة طبيعية، شفاههم غليظة وأنوفهم فطساء وليست بكبيرة، شعورهم طويلة جداً ولكنها أقل تجعداً من شعر الأفارقة الآخرين.
يا ترى من هولاء نرجو الاجابة يا متابعين الصفحة.

البيت التباوى للثقافة والثرات

10313311_336866759802203_4880583804989391029_n.jpg

 

لا زلت احفظ بعضا من القصص والروايات والتى كان يرويها جدى على مسامعنا على  ضوء القمر بأحدى ليالى الصيف عندما كان افراد الاسرة  وبعض الاقارب يجتمعون  فى جلسة شاهى عائلية امام منزل العائلة ..عندها لم تكن مصابيح النيون واعمدة واسلاك الكهرباء قد عرفت طريقها الى اقصى الجنوب الليبى ,و كان فانوس كيروسين او موقد نار كفيلا لارشاد غريب او هداية ضال يتلمس طريقه فى ظلمة الليل الى غايته فى اتجاه القرية .

كان حديثه  ذو شجون والكل كان ينتظر بما تجود به قريحته  وداكرته من اخبار الاولين من قوم التبو فى غابر الازمان وكان عادتا ما يستدل  حديثه بالامثال والحكم التباوية كوسيلة للتاثير واقناع مستمعيه بحديثه,كانت ليالى جميلة رغم ظلمتها تجمع الاحبة والاقارب حول الكانون وهو موقد النار استعدادا لاعداد الشاهى الاخضر شراب جدى المفضل.

جدى رجل امى لم يكن يعرف الكتابة او القرأة  ولكنه كان يحفظ آيات قصيرة من الذكر الحكيم يتلوها فى صلواته بلغة عربية ضعيفة ممزوجة بلكنة تباوية , اما الدعاء بعد الصلاة فكان يدعوا ربه باللغة التباوية , ولازلت احفظ بعضا من ادعيته ..جدى كان ذكيا بالفطرة حيث كان يوصل رسائله الى احفاده ومستمعيه بطريقة ذكية من خلال القصص التى كان يرويها لنا..اذكر قصة دلك الرجل من أقاربه والدى كان قد أخد الثأر من قاتل احد اقاربه ويسمى بلغة التبو (غرضى) وهو اسم الفاعل من كلمة (غرى) وهو الدم بضم وادغام حرف الغين والدى مضى علي قصته عمر جيل كامل... وأذكر كيف كان يحكيها لنا بحماس وقد اختفت تجاعيد وجهه وعلامات شيخوخته نتيجة حماسه واعجابه بقريبه..لقد عرفت من خلاله معنى كلمت (كهانوا) باللغة التباوية والتى اعتقد ان مصدرها كلمة اهانة باللغة العربية وقد حرفت الى كهانوا باللغة التباوية وهو ان ترى القاتل طليقا ولا تأخد بثأر القتيل... عرفت من خلاله سر عدم القبول اوالتسامح مع الاهانة فى مجتمع التبو..القتل العمد فى مجتمع التبو قضية لا تنتهى الا بالقتل ما لم يقبل اهل القتيل الديه بعد مفاوضات شاقة وصعبة وقد شرع مجتمع التبو دستورا  لحل جميع مشاكلهم سميى (كتبا) حيث لا زالت بنوده سارية المفعول الى وقتنا الحاضر, هدا الدستور وغيره من القوانيين الاجتماعيةيحفظها شيوخ القبيلة عن ظهر قلب رغم غياب وسائل الثوتيق والتسجيل فى مجتمع التبو. نستعرض هنا للمثال لا الحصربند القتل والدية:
في حالة حصول جريمة قتل 1- لا يجوز اخد الثأر الا من القاتل نفسه فلا اعتداء على اخوته او ابناء عمومته ؛وعليهم عدم الدخول فى مشاحنات مع اهل القتيل من قبل احد اقاربه من الدرجات المختلفة ؛2- تجنب حظور المناسبات التى لها علاقة باهل القتيل من القريب او البعيد حتى عقد الصلح بين الطرفين 3- يعقد الصلح عند مجتمع التبو  بعد اتخاد اجراءت تمهيدية مرهقة ؛يكون الهدف منها استرضاء وتقريب وجهات النظر وتصريف الاحقاد وكف الايدى المطالبة بالثأر وهدة الاجراءت بطيئة ومرهقة حتى يتم الاتفاق على دفع الدية حال قبولها 
4-لايجوز فى عرف التبو الثمتيل بجثة القتيل بأى حال من الاحوال وفى حالة وقوع التمثيل بالجثة تعتبر القضية من اصعب القضايا و يصعب حلها.

لعلك اخى القارىء تتسأل ما علاقة  "قصة جدك" بعنوان المقال "البيت التباوى للثقافة والثرات"؟

نحن فى مجتمع التبو نعانى من ازمة مركبة شقها الاول لها علاقة باللغة والكتابة وشقها الثانى غياب ثقافة جمع الثرات وتدوينها. الثرات الغير موثق عرضة للضياع والتشتت وعرضة للثأثر بعادات وتقاليد الحضارات الاخرى ..مشكلة ثرتنا انه ثرات شفهى ومنقول من السلف الى الخلف والثرات المنقول عرضة للنسيان وهى طبيعة انسانية لا حول لنا فيها ولا قوة لمنعها..جدى قد يكون نسى الكثير من التفاصيل دات العلاقة ولا يلام فى ذلك..

نحن بحاجة الى موسسات اهلية اجتماعية تدون و تحفظ الثرات من فن ولغة وعادات وتقاليد ونحن بحاجة الى مبادرات داتية من المثقفين ونشطاء المجتمع المدنى فى تأسيس هدا المشروع فى كل قرية ومدينة وما مسمى بيت التبو للثقافة والثرات الا مقترح يمكن ان يؤخد بعين الاعتبار.

عادات الختان عند قبائل التبو..


"أريدى يدسوا" ...الختان او " الطهار" فى مجتمع التبو...

22406154_2022183528025910_1332715006659251968_n.jpg

اللبسونى قميص واسع وطويل وذو أكمام واسعة به جيب كبير فى مقدمته وهو ليس ككل قمصانى .. وحملونى عصا أطول منى وفى نهايتها جرس يتدلى ...لا لاهش بها على غنمى عند المرعى بل لاندر بها من فى ألَّبيت بانى قادم .. واللبسونى أحجية تتدلى من على رقبتى ليس للزينة بل قالوا عن العين والحسد... واللبسونى طاقية بيضاء تتدلى من فوقها أحجية بألوان الطيف وقالوا لكى لا يسكنك الشيطان عند المغيب .. وزينوا عيناى بالكحل حتى أبدوا مختلفا عن اقرانى .... 
امتلاء البيت بالضيوف .. وكثر الهرج والمرج والكل ياتى ليلقى علي نظرة .. لا اعرف تفسير لها إعجاب او تعاطف؟
وانا اتسال لماذا يفعلون بى هذا ولكن لا احد يجيب؟ وعندها عبرت عن احتجاجى وهددت بان اخلع هذا الديكور المزعج .. عندها اقتربت منى امى وهمزت فى أدنى وقالت قريبا ستصبح رجلا ؟
يا اللهى انا لازلت طفلا صغير كيف سأصبح. رجلا بهذا الديكور ؟؟؟
أتى ابى ليحملنى بين يديه قبل ان يقول لى انت رجل والرجال لا يبكون ؟ ليحضرنى امام جمع من الرجال تملاء الابتسامة وجوههم حتى عمى اللافى والذى بالعادة لا يبتسم الا لامر جلل ابتسم فى وجهى حينها ادركت ان الامر جلل ..اقعدونى على كرسى والكل يقول لى انت رجل والرجال لايبكون .. اقترب منى ذلك العجوز وهو يحمل موسا وقطنا كان حينها ابى وعَمَى امسكا برجلى ..ليقوم ذلك العجوز بواجبه وما هى الا دقاىءق حتى اعتصر الالم كل جسمى...اردت الصراخ من شدة الالم ولكنى تذكرت كلام ابى بان الرجال لايبكون...
الرجل العجوز أتم مهمته .. حيث سمعته وانا أءن من الالم "خلاص .. شجاع يا بطل" ...حملنى ابى بين دراعيه لاستقبل بالزغاريد والغناء والاهازيج ....
أسبوع مضى والزحمة لا تقل والضيوف لا يكفون عن الزيارة.. وفى اليوم السابع اخرجت من البيت واجلست على فراش احمر امام البيت واللتم الاقارب من حولى ليعلن كل واحد منهم عن هديته لى...
-عمى حمد قال لى النخلة التى فى وأدى الرسو والتى تحت الرملة هى لك؟
-خالى أنر قال لى الناقة حامل وعندما تلد حوارها هى لك؟
-جدتى قالت المعزة السوداء واللى فى بطنها بقعة بيضاء هى ليك؟
- اما ابى فقال الجمل الأبيض والدى تحبه هو لك؟
- اما امى العزيزة فأحضرت صندوقا صغيرا وقالت ما بهذا الصندوق الصغير هو لك يا بنى؟
-اما الاقارب فكل واحدة منهن أهدت مبلغا من المال ووضعته فى جيب قميصى الطويل عندها فقط عرفت لماذا صنعوا لهذا القميص هذا الجيب الكبير؟