أكلات من المطبخ التباوى فى شهر رمضان...؟

18670816_1693849110628246_4754275259977307466_n.jpg

كما هى العادة عند كل الشعوب , تختلف الاطعمة باختلاف العادات والتقاليد والبيئة فما هو معروف ومشهور من أكلات  لذى شعب معين قد لا يعرف عند  شعب آخر , عامل البيئة عامل مؤثر جدا فى نوعية الاكلات ...فالاكلالت عندالشعوب الصحراوية غير عند سكان الساحل التى تطل على البحر قبائل التبو وبحكم موطنها فى الصحراء تعتمد فى غدائها ما تجود به الصحراء من خيرات مثل الثمر الذى يجنى من النخيل والحليب الذى يتحصل عليه من الابل والاغنام بالاضافة الى الحبوب الموسمية  مثل القمح والشعير والحنطة والتى تطحن لتشكل الطحين اللازم لصناعة الخبز والعيش؟

فى شهر رمضان الكريم تختلف الاطعمة وتزداد الانواع ويكثر الزحام فى المطبخ التباوى فبالاضافة الى الاكلات التقليدية المعتادة تدخل على الصفرة انواع اخرى مميزة , ولكن اكثر ما يميز من شراب  فى صفرة الطعام  فى هذا الشهر عند الافطار هو شراب (القصب او السحلب او باللغة التباوية " هولى" فهو شراب ساخن يحضر من حبوب القصب بعد طحنها الى دقيق وتحضر فى ماء مغلى واضافة بعض البهارات  والسكر احيانا ..    

ليلى واخواتها الثلاثة ..

468.JPG


ليلى واخواتها الثلاثة..( الجزء الرابع والاخير)
-------------------------------------------

فى غرفة صغيرة تتوسطها طاولة مستديرة وضع فوقها بضع كتب, وحائط تزين بصورة كبيرة لوالدة ليلى الفقيدة بأبتسامتها الدافئة وهى تلقى بنظراتها وسط الغرفة حيث كانت تجلس ليلى وقد وضعت يدها على خدها حزنا ,تنظر بحزن شديد لصورة امها الفقيدة وكأنها بذلك تشتكى بهمها لامها..
انه وقت المساء والشمس قاربت على المغيب , عندما طرقت شترة باب غرفة اختها ليلى مستأدنة الدخول ,حيث اجابتها بصوت خافت لا يكاد ان يسمع " سوس" بمعنى ادخلى..دخلت شترة الغرفة وجلست بجانبها واضعة يدها على كتفها بدون ان تنطق بكلمة ؟ وهى علامة مواساة لما تمر به ليلى من محنة..
شترة على علم برأى اختها ليلى فى موضوع الخطوبة وعليه فقد بادرت بعرض مساعدتها لذى والدها وهنا انتفضت ليلى ونظرت الى اختها واحتضنتها بقوة وهى علامة تدل على الشكر والامتنان..
يوم الجمعة وهو يوم عائلى بامتياز فيها تتم الزيارات بين الاقارب و يتم التواصل بين الارحام ولكن مساء ذلك اليوم لم يكن يوما عاديا فى بيت الحاج وردكو..
اثنيين من الرجال فى العقد الخامس من العمر تقريبا كانا ضيوفا على الحاج وردكوا فى مساء ذلك اليوم حيث استقبلهما بترحاب كما تقتضى العادات والتقاليد وبعد شرب الشاهى وتقصى اخبار الاقارب وتبادل اطراف الحديث , ساد الهدوء المكان لبرهة من الزمن عندما كسرالحاج " طهرى " وهو تصغير لاسم الطاهر الصمت وقال " الحاج وردكوا... تنى ياردى تتقندى " بمعنى يا حاج وردكوا انا جاى وسيط ومرسول..وهى بالعادة العبارة التى تقال بهكذا مناسبة..واكمل " ضوه كورتيا ترى" بمعنى انا جئت طالبا بنتك؟
وحيث ان اسباب مثل هذه الزيارة لم تكن لتغيب عن الحاج وردكو وهو الذى تناقش مع ابن اخيه قبل ايام بالموضوع..؟ الا ان هناك ما يدعوا للتغافل والتظاهر بعدم معرفة الموضوع ...استرسل الحاج " طهرى " فى الموضوع وحدد طلبه بالتفصيل وهو خطوبة يد ابنته ليلى لابن "أرزى" وطلب رأى الحاج وردكو فى الموضوع ..؟ وبعد صمت ساد المكان والكل بانتظار سماع رأى الحاج وردكو وبينما هو يداعب اصبعه السبابة على الفراش وكانه يرسم حلقات دائرية على ذلك الفراش قال " مدينما تبص" اى سمعت طلبك؟
واتى بمجموعة حكم وامثال والتى توحى بان الجواز سنة الله فى خلقه وبأنه قسمة ونصيب ..ولكن فى عاداتنا وتقالدينا لا فرق بين دريتنا ولا نستطيع تجاوز نصيب البنت الكبرى الى الصغرى ؟
قال الحاج وردكو رايه ادا...وقد رمى الكرة فى ملعب الخطاب وعليهم اما القبول بطلب يد ابنته شتره او التراجع عن الطلب نهائيا ؟
وحيث ان الوسيط لا يستطيع المجادلة والمناورة كثيرا فى مثل هذه الحاله ,لان الجواب كان مفصليا وقاطعا فما كان منه الا نقل الرسالة بامانة الى اصحاب الشأن.
العادات والتقاليد العتيقة والتى لا تعترف بالعواطف ليست دائما سيئة ففى احيانا كثيرة قد تكون مخرجا للخروج من ازمة و احيانا اخرى تفتح بابا لحظ تأخر عن صاحبه ...

ليلى واخواتها الثلاثة...

468.JPG


ليلى واخواتها الثلاثة....( الجزء الثالث)
--------------------------------------

الحاج وردكو يقدر تماما مكانة ابنه الكبرى"شتره" وتضحيتها بشبابها فى خدمته وخدمت الاسرة ويتمنى لها التوفيق والحظ السعيد فى أن تنشىء اسرة سعيدة لهذا لم يستطع كبث شعوره بالاسف لهذا الموقف حيث تجاوز الحظ مصيرها وانتقل الى اختها الصغرى. 
وتسأل بينه وبين نفسه ,وبينه وبين ابن اخيه قائلا "ضوه بوى كيدى كونواه براينى أنطقاوى" بمعنى كيف يطلب يد البنت الصغرى فى وجود البنت الكبرى..وهى عبارة تحمل فى مضامينها الكثير من الاحتمالات وقد يكون الرفض احداها؟
(مسألة التراتبية فى الخطوبة هى من عادات مجتمع التبو القديمة ولازالت بعض الاسر تعمل بها دون اى اعتبار لمسألة العلاقة العاطفية بين الطرفين وفى مثل هذا الموقف قد يضع الخطيب فى موقف حرج لانه يفتقد التبرير اذا تم الرفض بحجة تجاوزه البنت الكبرى؟)
لقد احس هتى بان طلبه على المحك وأن عمه قد يرفض فتدارك الامر ولاطف عمه بان الجواز قسمة ونصيب وهو ما يعبر عنه فى اللغة التباوية بكلمة"لقواه" وتعنى نصيب وان الاخت الكبرى قد يكون لها نصيب آخر..ولكن هذا الكلام لم يقنع عمه بعد حيث طلب مهله للتشاور مع الاقارب .
خرج هتى من مجلس عمه وهو غير مطمئن من الاستجابة لطلبه وراودته افكار عدة طوال مسافة الطريق الى منزل عمته والتى يعلم جيدا مدى ثأثيرها على عمه وهى وسيلة ضغط حب ان يمارسها على عمه قبل ان يتفاقم الوضع ويقابل الطلب بالرفض رسميا حينها سوف يكون فى حرج مع صديقه وقد يخسر صفقته .
فى مساء ذلك اليوم لم يجلس الحاج وردكو امام المسجد مع اصحابه من الشيوخ بانتظار صلاة العشاء بعد ما ادى فريضة صلاة المغرب بالمسجد بل استأدن اصحابه للذهاب الى البيت الامر الذى زاد من استغراب ابنته " شتره" عند استقبالها له وسألته عن صحته.. الحاج وردكو لم يستطيع تحمل كثم طلب ابن اخيه والذى لازال سرا يكمن فى قلبه لهذا سارع الى البيت للاعلان عن السر والذى اثقل كاهله حيث لم يجد غير ابنته شتره لاطلاعها على الموضوع..
العلاقة بين الحاج وردكو وابنته "شتره" تجاوزت علاقة الاب مع ابنته فهو ينظر اليها مكانة الام فى البيت لذلك لا يخفى عنها شيئا من شؤون الاسره.
دخل الحاج الى المربوعة وطلب من "شتره" الحضور واغلاق الباب وراءها والجلوس, لا شك ان "شتره" كانت فى حالة قلق وتوجس من ان مكروهن قد اصاب اباها ؟
لقد افصح الحاج وردكو عما جرى بينه وبين ابن اخيه عصر ذلك اليوم ولكنه لم يفصح لها برأيه فى الموضوع وبأنه غير موافق على طلب الخطوبة بسببها؟
تنفست "شتره" الصعداء, وظهرت علامات الارتياح على وجهها واطمأنت بان الوالد بخير وان ما جاء به من خبر هوخيرللاسرة وقد فرحت بالخبر لدرجة انها نسيت ان تسأله ماذا كان جوابه على الطلب . 
سربت "شتره "الخبر الى اخواتها قبل ان تعلم ليلى بالموضوع فما استطعن اخواتها اخفاء هذا الخبرعن ليلى وهو ما كان حديث تلك الليلة من ليالى شتاء الجنوب بينهن؟
ليلى فتاة على وشك نيل نصيبها الوافر من التعليم العالى بالجامعة فهى بالسنة الاولى قسم التاريخ ولديها طموح تجاوز طموحات اخواتها وحتى مجتمعها الصغير والذى يرى ان البنت مهما تعلمت فمصيرها بيت الزوجية ,كان مصدر هذا الطموح لذى ليلى هو حبها للتعليم و ايضا علاقتها بزميلاتها فى المدرسة الثانوية وهن من خلفية ثقافية عربية واللاتى قررن ان يدرسن المرحلة الجامعية معا , ليلى قررت ان تشق طريقا مختلفا فى الحياة فى اسرتها لتحقيق طموحها, لذلك لم يكن موضوع الخطوبة والجواز ضمن اهتماماتها الامر الذى شكل لها صدمة وانتكاسة فى مسيرة حياتها؟
يتبع فى... (الجزء الرابع والاخير )

ليلى واخواتها الثلاثة ...

468.JPG


ليلى واخواتها الثلاث...(الجزء الثانى
-----------------------------------
كان ابن عم ليلى والذى يدعى "هتى" والذى كان يزورهم من وقت الى آخر قد وافق على طلب يد ليلى من صديقه ضمن صفقة تجارية وفى جلسة لعبة ورق حيث كانا يعملان سويا فى تجارة السيارات الامر الذى جعل "هتى " يسعى لذى عمه ويعلمه بانه" اعطى ليلى لصديقه" وهى عبارة متداولة فى مثل هذه الحالة, وان صديقه سوف يتقدم بشكل رسمى لخطوبة ابنته .( فى مجتمع التبو والذى تحكمه العادات والتقاليد المثوارته يعتبر العم تماما مثل الاب.. وابن العم تماما مثل الاخ وعليه فأن قيام احداهم بالتدخل فى موضوع مصيرى مثل الخطوبة والجواز أو حتى الطلاق لابنة عمه او قريبته شيئا معتادا ومتعارف عليه وفق التقاليد.)
كان الحاج وردكو جالسا فى مساء ذلك اليوم امام بيته وممسكا بسبحته الطويلة وقد ادى فريضة صلاة العصر امام بيته وكان ينتظر كأس الشاهى من يد بناته حتى اقتحم خلوته ابن اخوه "هتى" ليسلم عليه سلاما طويلا ويجلس بجانبه مدة طويلة على غير العادة ويعلمه بان احدا من اصدقاءه بيت النيه ليتقدم لخطبة ابنته؟ دون ان يعلن او يعلم عن صفقته التجارية مع صديقه بطبيعة الحال.
اعتدل الحاج وردكو فى جلسته متحاشيا النظر الى ابن اخيه وسأله "اندى نووه" بمعنى ماذا قلت وهى حالة كثيرة الحدوث, ليس لان الحاج لم يسمع ما قيل ولكنه ليتأكد من الذى قيل له؟ ليعيد على مسمعه الطلب ثانيتا؟
(فى مجتمع التبو لا تتوقع اجابة فورية لمثل هذه المسأل الحساسة حتى وان كنت عزيزا وقريبا من الاسرة ) وبعد صمت وتردد سأل ابن اخيه من هو صديقك وابن من هو ؟و من هى من بناتى المطلوبة ؟ وهى الاسئلة التى كان يتوقعها "هتى" واستعد لها جيدا..ليجيب بعدها دون تردد "مهما ارزيمى" (بتشديد الهاء والميم فى مهما) و(بتشديد الميم فى ارزيمى)..ليترك للحاج وقتا ليمرح فيه خياله ويستقصى ذاكرته ويتفقد ماضيه لعله يعرف اسم هذه العائلة, بالنسبة للحاج وردكو ليس مهما معرفة الشاب ولكن المهم معرفة العائلة وتاريخها؟ (موضوع التقصى والاستقصاء عن الخطيب وعائلته ذات اهمية كبيرة فى مجتمع التبو لان هناك عوائق كثيرة قد تمنع الجواز منها صلة القرابة او الاساءة او القتل) وبعد وقت غير قصير سأل ابن اخيه "ارزى كوشيمينى؟ وهى صيغة سؤال" ليرد عليه " أووه" اى نعم؟ لينقطع الحاج مرة اخرى عن التواصل مع ابن اخيه ويسأل بعد وقت غير قصير" ضو انقا بارينى" بمعنى اى من بناتى يطلب ..ليجيب ابن اخيه "ليلى"؟
وهنا دخل الحاج وردكو فى عزله وغاب عن الواقع رغم حضور ابن اخيه الجلسة فليس كل ما يتمنى المرء يدركه فهو كان يتوقع خطوبة ابنته البكر "شتره" الابنة الكبرى وليس ليلى ولكن فى كثير من الاحيان تجرى الاقدار بما لا يشتهيه الانسان؟
يتبع فى الجزء الثالث من القصة...
الحاج وردكو هل يقبل طلب يد ليلى ام يرفض؟

ليلى واخواتها الثلاثة...؟


ليلى واخواتها الثلاثة...
---------------------------

468.JPG

ليست كعادتها دائما فقد اصبحت تبحث عن العزلة وتركن للوحدة بشكل دائم , ولا تمازح اخواتها كما جرت العادة فقل ما تصدر منها ابتسامة او ضحكة وان فعلت فهى مجاملة اقتضتها الضرورة لا اكثر..ليلى ابنة التاسع عشر ربيعا هى الثانية فى الترتيب بين اخواتها الاربع فى اسرة تباوية متوسطة الحال وهن: شتره (بتشديد حرف التاء) ,وليلى, ووده (بتشديد حرف الدال) ,وازمه ( بتشديد حرف الزين)... هذا كل ما رزق الله به الحاج وردكو من درية بعد ان فقد زوجته فى مرحلة مبكرة من حياته, حيث عمل جاهدا على تربيتهن كما تقتضى العادات والتقاليد...شتره تعتبر الاخت الكبرى لليلى وهى تكبرها باربع سنوات ,فتاة متوسطة القامة سمراء اللون هادية الطبع, مغرمة بالعادات والتقاليد التباوية الاصيلة فهى تلبس الرداء على الطريقة التباوية, وتظفر شعرها على الطريقة التباوية وتلبس الاساور التقليدية وتفضل دائما الكلام باللغة التباوية رغم معرفتها الجيدة باللغة العربية والتى تعلمتها بالمدرسة قبل ان تترك مقاعد الدراسة بعد اتمام مرحلة التعليم الاساس وبعد وفاة والدتها,اما بقية اخوات ليلى فهن وده , وأزمه واللاتى يصغرنها باربع وثلاث سنوات على التوالى.اسم شتره ربما اقتبست من اللغة العربية بمعنى السترة او الستر وهوتغطية العيوب أواخفاء الزلات ويطلق هذا الاسم فى مجتمع التبو تيمنا لستر العيوب فى الاسرة. 
فقدان الام فى مرحلة مبكرة من عمر البنات الاربع جعل من الاخت الكبرى شترة بمثاب الام بالبيت فهى تشرف على امور البيت والاعتناء بالوالد والذى تقدم بالسن و بلغ من العمر عتيا ,بالاضافة الى العمل على تلبية رغبات اخواتها فقد تقمصت شخصية الام رغم صغر سنها وتنازلت عن سنوات شبابها طوعا فى سبيل خدمة اسرتها وربما تكون هذه هى احدى اسباب التماهى بدور الامومة و تمسكها بالعادات والتقاليد.
اما ليلى فهى لا زالت تدرس بالسنة الاولى بكلية الاداب وهى تعشق التاريخ وتطمح ان تتحصل على شهادة ليسانس فى التاريخ.
فى مساء ذلك اليوم من ايام فصل شتاء الجنوب دخلت ليلى غرفة اخواتها للاطمأنان على سير دراستهن ,وما ان دخلت حتى توقفنا عن الحديث فجئة و الذى كان يدور بينهن و بدأنا يتبادلنا النظرات والهمزات لتعقبها ضحكات حاولنا عبثا كبثها بدون جدوى وفى خضم الصمت والذى لم يدم الا ثوان انطلق صوت ازمه لتقول لها " مبروك العريس يا عروسة" وتبادلها اختها الصغرى بضحكة و" احم ..احم" والذى لا اجد لها ترجمة الا ان تكون نبرة فرح و اعجاب .زاد فضول ليلى على السؤال لترد عليها " من العروسة"؟ وعندما لم تجب اختها على السؤال , اعادة السؤال باللحاح للمرة الثانية " من العروسة"؟ عندها بدأت كل علامات التعجب والاستغراب والارتباك تظهر فجئة على وجه ليلى حيث ادركت ومن خلال لغة الجسد ايضا ان اختها تعنى ما تقول وانها هى المعنية, فهكذا موضوع ليس بالعادة ان يكون محل مزاح بينهن.
يتبع بالجزء الثانى...
ولد عم ليلى ودوره فى صفقة الخطوبة..

عرس الطلاق عند قبائل التبو

15541250_1206167569471354_7001083280332958584_n.jpg

عرس الطلاق عند قبائل التبو..
الجواز سنة وعادة كونية تعرفها كل الشعوب ولكن لكل شعب او امة طريقته فى مراسم الجواز ولكن القاسم المشترك فى مناسبة الجواز هو الفرح عند كافة الشعوب ..فهى مناسبة اجتماعية لبناء بيت زوجية من رجل وامرأة يتشاركان لبناء مستقبل وانجاب اطفال يحافظون على استمرار شجرة العائلة...
الطلاق هو ايضا عادة اجتماعية لدى معظم الشعوب والقبائل وهو الظرف الاستثنائى والدى يندر بعدم التوافق فى الاستمرار فى الحياة بين الزوجيين لاسباب متعددة...وعادتا ما تكون مناسبة الطلاق مناسبة محزنة للاهل والاقارب والاطفال حال وجودهم وتصاحب هده المناسبة الحزن والاسى والصراخ والخصومة والضغينة والتى ربما تصل حتى لاسرة الزوجيين ...
ورغم عادة الفرح عند الزواج لدى معظم الشعوب الا انهم يختلفون فى مناسبة الطلاق فبعض القبائل تحتفل بهده المناسبة مثل قبيلة التبو وقبيلة الطوارق وبعض قبائل النوبة..
المرأة التباوية عندما يتم طلاقها تزغرد فرحا..وتدعوا الاقارب والاصدقاء للغناء والرقص ...هده العادة لازالت تمارس وحتى وان تقلصت مراسمها فى المدن ولكن بالقرى لازالت كما هى ؟
ليس هناك مصدر تاريخى وثراتى يفسر هده الحالة المتفردة لقبائل التبو والطوارق الا انه وبالتحليل النفسى والاجتماعى لقبائل الصحراء يمكن ان يعزوا دلك الى قوة الشخصية والكبرياء عند المرأة التباوية والتى ترى فى عملية الطلاق اهانة لها وهى بالتالى تعوض دلك بالفرح بدل الحزن..حتى تستعيد كبرياءها وتغيض خصمها وهو زوجها السابق ..وكلما تزوجت المطلقة مبكرا كلما كان التعويض النفسى اكبر والقيمة الاجتماعية لها اكبر ..والعكس صحييح للزوج المطلق خسارته الاجتماعية وكبرياءه الشخصى اكبر .
مرجع دلك ربما الى طريقة  التربية الصحراوية القاسية والتى تغرس وتحقن كل قيم قوة الشخصية والندية والكبرياء فى نفوسهن وفى فترة مبكرة من مراحل الطفولة ..

اربعون حكمة من كتاب " مقدمة ابن خلدون" مؤسس علم الاجتماع

th.jpg

الأربعون الخلدونية
أربعون حكمة من كتاب "مقدّمة ابن خلدون" مؤسّس علم الاجتماع

إنّ القبيلة إذا قوي سلطانها ضعف سلطان الدولة، وإذا قوي سلطان الدولة ضعف سلطان القبيلة.

 الاستبداد يقلب موازين الأخلاق، فيجعل من الفضائل رذائل، ومن الرذائل فضائل .

. الظلم مخرّب للعمران، وإنّ عائدة الخراب في العمران على الدولة بالفساد والانتقاض.

دخول الحكام والأمراء للسوق والتجارة والفلاحة مضرّة عاجلة للرعايا وفساد للجباية ونقص للعمارة.

السيف والقلم أداة بيد الحاكم يستعين بهما على أمره والحاجة إلى السيف في نشأة الدولة وهرمها أكثر من الحاجة للقلم.

 الُملك بالجند، والجند بالمال، والمال بالخراج، والخراج بالعمارة، والعمارة بالعدل، والعدل بإصلاح العمّال، وإصلاح العمّال باستقامة الوزراء.

. الهوية القبلية المبنية على البداوة تعرقل استقرار الدولة.

 إذا خشي الناس أن يسلب الظلم حقوقهم أحبّوا العدل وتغنّوا بفضائله، فإذا أمنوا وكانت لهم القوّة التي يظلمون بها تركوا العدل.

. الخوف يُحي النزعات القبلية والمناطقية والطائفية، والأمن والعدل يلغيها.

. إن الرخاء والازدهار والأمن تساهم في الحدّ من العصبية، بينما الحروب والخوف والفقر (البطالة) تعزّز من العصبية.

 إذا زال العدل انهارت العمارة وتوقف الإنتاج، فافتقر الناس واستمرّت سلسلة التساقط حتى زوال الملك.

 العدل إذا دام عمّر، والظلم إذا دام دمّر.

. لا تستقيم رعيّة في حالة كفر أو إيمان بلا عدل قائم أو ترتيب للأمور يشبه العدل .

 السلطان والأمراء لا يتركون غنيّاً في البلاد إلا وزاحموه في ماله وأملاكه، مستظلّين بحكم سلطاني جائر من صنعتهم.

. كلما فقد الناس ثقتهم بالقضاء تزداد حالة الفوضى، وهي أولى علامات الإصلاح، فالقضاء هو عقل الشعب ومتى فقدوه فقدوا عقولهم.

. إذا عمّ الفساد في الدولة فإنّ أولى مراحل الإصلاح في الدولة هي الفوضى.

. الظلم لا يقع إلا من أهل القدرة والسلطان .

. من أهمّ شروط العمران سدّ حاجة العيش والأمن {أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}.

. غاية العمران هي الحضارة والترف، وإنه إذا بلغ غايته انقلب إلى الفساد وأخذ في الهرم، كالأعمار الطبيعية للحيوانات.

. انتشار الفساد يدفع بعامّة الشعب إلى مهاوي الفقر والعجز عن تأمين مقتضيات العيش، وبداية لشرخ يؤدّي إلى انهيار الدولة .

. إنَّ أيّام الأمنِ وأيام الرَّغد تمضي سريعاً، وأيّام الجوعِ وأيّام الحروبِ والفتن تكون طويلة.

 كلّ أمر تُحمل عليه الكافة فلا بُد له من العصبية (القبيلة والنصرة) ففي الحديث ما بعث الله نبياً إلا في مَنَعة من قومه.

. إذا رأيت الدول تنقص من أطرافها، وحكّامها يكنزون الأموال فدقّ ناقوس الخطر .

 إذا تأذّن الله بانقراض الملك من أمّة حملهم على ارتكاب المذمومات وانتحال الرذائل وسلوك طريقها، وهذا ما حدث في الأندلس وأدّى فيما أدّى إلى ضياعه.

 ‏الحاكم الظالم يظهر له الشعب الولاء ويبطن له الكره والبغضاء، فإذا نزلت به نازلة أسلموه ولا يبالون.

 الشعوب المقهورة تسوء أخلاقها.

 حينما ينعم الحاكم بالترف والنعمة، تلك الأمور تستقطب له ثلة من المرتزقين والوصوليين يحجبونه عن الشعب، فيوصلون له من الأخبار أكذبها.

. أهل البدو أقرب إلى الشجاعة من أهل الحضر، والسبب في ذلك أن أهل الحضر ألقوا جنوبهم على مهاد الراحة والدعة وانغمسوا في النعيم والترف ووكلوا أمرهم في المدافعة عن أموالهم وأنفسهم إلى واليهم .

. عندما تنهار الدول يكثر المنجّمون والأفّاكون والمتفيهقون والانتهازيون وتعمّ الإشاعة وتطول المناظرات وتقصر البصيرة ويتشوّش الفكر.

. الدولة إذا دخلت في سنّ اليأس لا تعود لشبابها أبداً ولو حاول حكامها التغيير، فلكلّ زمان دولة ورجال.

. قد يحصل أنّ الدولة تأخذ بمظاهر القوة والبطش لكنّها إفاقة قريبة الخمود، أشبه بالسراج عند انتهاء الزيت منه، فإنّه يتوهّج لكن سرعان ما ينطفئ.

32. النَّاسُ في السَّكينةِ سَواء، فإن جَاءتِ المِحَنُ تَبايَنُوا .

. المغلوب مولع بمحاكاة الغالب، لأنّ الهزيمة توحي إليه أنّ مشابهة الغالب قوّة يدفع بها مهانة الضعف الذي جنى عليه تلك الهزيمة.

. أن سبب العصبية القبلية بأن الحضارات الأخرى تصعب عليها مخالطة الأعراب بسبب البيئة القاسية التي يعيشونها فجعلهم ذلك منعزلين.

 الظفر في الحروب إنما يقع بأمور نفسانية وهمية، وإن كان السلاح والقتال كفيلاً به، لذلك كان الخداع من أنفع ما يستعمل في الحرب ويُظفر به.

. الصراعات السياسية لا بدّ لها من نزعة قبليّة أو دينية، لكي يُحفّز قادتها أتباعهم على القتال والموت، فيتخيّلون أنّهم يموتون من أجلها.

. المُلك إذا كان قاهراً باطشاً منقّباً عن عورات الناس وتعديد ذنوبهم شملهم الخوف والذل، وربّما خذلوه في مواطن الحروب.

 إنّ تنظيم الحياة الاجتماعية وتصريف أمور الملك يتطلّب الرجوع إلى قوانين سياسية مفروضة يسلمها الكافة وينقادون إلى أحكامها .

. المناخ البارد والمعتدل يؤثّر في الناس فيُولد فيهم حبّاً للعمل والنشاط وإقبالاً جميلاً على الحياة وأمزجة صافية.

 للبقاع تأثير على الطباع، فكلما كانت البقعة من الأرض نديّة مزهرة أثّرت على طبع ساكنيها بالرقّة.

الفن والغناء ...

التعبير عن الفرح فى مجتمع التبو  يتخد اشكالا متعددةمن ضمنها الغناء ...الغناء والرقص والاهازيج هى تعبيرات تقليدية لكل الشعوب تعبر من خلالها ثراتها وماضيها وحاضرها . 

قلعة ربيانة ...

أثار|
صور من منطقة ربيانة.

33540547_2080226522267019_3696523011290038272_n.jpg

تقع منطقة ربيانة جنوب شرقي ليبيا عن منطقة تازر (الكفرة) مسافة 150 كلم وعن تازربو مسافة 90 كلم ، هي واحة صحراوية تعدادها ما يقارب 4000 نسمة غالبيتها من التبو .

فيها قلعة فوق جبل وردقو حيث لم تصلها آلات التدمير  التي دمرت معظم الآثار فيها ولكن لم تسلم من آيادي العابثين والمخربين بأن كسرو بعض الصخور التي تحمل نقوش للحيوانات ،بهذا بقت القلعة شامخة مع الإحتفاظ ببعض نقوشها وجدرانها لترمز لتاريخاً ثريد.

حيث ناشد أهالي ربيانة وزارة السياحة أن تهتم بما تبقى من آثار في المنطقة وأن تدرجها من المناطق السياحية ، حيث فيها من المناظر الطبيعية عدة تجعلها مزار للراغبين بالجمال الصحراوي .