كيف وصف هيرودوت سكان تازر قبل 460عام قبل الميلاد؟

th.jpg

هيردوت مؤرخ إغريقى عاش فى القرن الخامس قبل الميلاد.
قام بزيارة ليبيا فى عام 460 قبل الميلاد من أشهر مقولاته (من ليبيا يأتى الجديد)
و عند زيارته لتازر لما يعرف اليوم بالكفرة قام بوصف من يسكن تلك بالبقعة بهذا الشكل: بأنهم ذوو بشرة ليست سوداء تماماً، إلا أنها شديدة السمرة، وقوامهم متوسط الطول ونحيل البنية وسواعدهم مفتولة ومشيتهم سريعة رشيقة. عيونهم بها شرارة ذكاء وفطنة طبيعية، شفاههم غليظة وأنوفهم فطساء وليست بكبيرة، شعورهم طويلة جداً ولكنها أقل تجعداً من شعر الأفارقة الآخرين.
يا ترى من هولاء نرجو الاجابة يا متابعين الصفحة.

البيت التباوى للثقافة والثرات

10313311_336866759802203_4880583804989391029_n.jpg

 

لا زلت احفظ بعضا من القصص والروايات والتى كان يرويها جدى على مسامعنا على  ضوء القمر بأحدى ليالى الصيف عندما كان افراد الاسرة  وبعض الاقارب يجتمعون  فى جلسة شاهى عائلية امام منزل العائلة ..عندها لم تكن مصابيح النيون واعمدة واسلاك الكهرباء قد عرفت طريقها الى اقصى الجنوب الليبى ,و كان فانوس كيروسين او موقد نار كفيلا لارشاد غريب او هداية ضال يتلمس طريقه فى ظلمة الليل الى غايته فى اتجاه القرية .

كان حديثه  ذو شجون والكل كان ينتظر بما تجود به قريحته  وداكرته من اخبار الاولين من قوم التبو فى غابر الازمان وكان عادتا ما يستدل  حديثه بالامثال والحكم التباوية كوسيلة للتاثير واقناع مستمعيه بحديثه,كانت ليالى جميلة رغم ظلمتها تجمع الاحبة والاقارب حول الكانون وهو موقد النار استعدادا لاعداد الشاهى الاخضر شراب جدى المفضل.

جدى رجل امى لم يكن يعرف الكتابة او القرأة  ولكنه كان يحفظ آيات قصيرة من الذكر الحكيم يتلوها فى صلواته بلغة عربية ضعيفة ممزوجة بلكنة تباوية , اما الدعاء بعد الصلاة فكان يدعوا ربه باللغة التباوية , ولازلت احفظ بعضا من ادعيته ..جدى كان ذكيا بالفطرة حيث كان يوصل رسائله الى احفاده ومستمعيه بطريقة ذكية من خلال القصص التى كان يرويها لنا..اذكر قصة دلك الرجل من أقاربه والدى كان قد أخد الثأر من قاتل احد اقاربه ويسمى بلغة التبو (غرضى) وهو اسم الفاعل من كلمة (غرى) وهو الدم بضم وادغام حرف الغين والدى مضى علي قصته عمر جيل كامل... وأذكر كيف كان يحكيها لنا بحماس وقد اختفت تجاعيد وجهه وعلامات شيخوخته نتيجة حماسه واعجابه بقريبه..لقد عرفت من خلاله معنى كلمت (كهانوا) باللغة التباوية والتى اعتقد ان مصدرها كلمة اهانة باللغة العربية وقد حرفت الى كهانوا باللغة التباوية وهو ان ترى القاتل طليقا ولا تأخد بثأر القتيل... عرفت من خلاله سر عدم القبول اوالتسامح مع الاهانة فى مجتمع التبو..القتل العمد فى مجتمع التبو قضية لا تنتهى الا بالقتل ما لم يقبل اهل القتيل الديه بعد مفاوضات شاقة وصعبة وقد شرع مجتمع التبو دستورا  لحل جميع مشاكلهم سميى (كتبا) حيث لا زالت بنوده سارية المفعول الى وقتنا الحاضر, هدا الدستور وغيره من القوانيين الاجتماعيةيحفظها شيوخ القبيلة عن ظهر قلب رغم غياب وسائل الثوتيق والتسجيل فى مجتمع التبو. نستعرض هنا للمثال لا الحصربند القتل والدية:
في حالة حصول جريمة قتل 1- لا يجوز اخد الثأر الا من القاتل نفسه فلا اعتداء على اخوته او ابناء عمومته ؛وعليهم عدم الدخول فى مشاحنات مع اهل القتيل من قبل احد اقاربه من الدرجات المختلفة ؛2- تجنب حظور المناسبات التى لها علاقة باهل القتيل من القريب او البعيد حتى عقد الصلح بين الطرفين 3- يعقد الصلح عند مجتمع التبو  بعد اتخاد اجراءت تمهيدية مرهقة ؛يكون الهدف منها استرضاء وتقريب وجهات النظر وتصريف الاحقاد وكف الايدى المطالبة بالثأر وهدة الاجراءت بطيئة ومرهقة حتى يتم الاتفاق على دفع الدية حال قبولها 
4-لايجوز فى عرف التبو الثمتيل بجثة القتيل بأى حال من الاحوال وفى حالة وقوع التمثيل بالجثة تعتبر القضية من اصعب القضايا و يصعب حلها.

لعلك اخى القارىء تتسأل ما علاقة  "قصة جدك" بعنوان المقال "البيت التباوى للثقافة والثرات"؟

نحن فى مجتمع التبو نعانى من ازمة مركبة شقها الاول لها علاقة باللغة والكتابة وشقها الثانى غياب ثقافة جمع الثرات وتدوينها. الثرات الغير موثق عرضة للضياع والتشتت وعرضة للثأثر بعادات وتقاليد الحضارات الاخرى ..مشكلة ثرتنا انه ثرات شفهى ومنقول من السلف الى الخلف والثرات المنقول عرضة للنسيان وهى طبيعة انسانية لا حول لنا فيها ولا قوة لمنعها..جدى قد يكون نسى الكثير من التفاصيل دات العلاقة ولا يلام فى ذلك..

نحن بحاجة الى موسسات اهلية اجتماعية تدون و تحفظ الثرات من فن ولغة وعادات وتقاليد ونحن بحاجة الى مبادرات داتية من المثقفين ونشطاء المجتمع المدنى فى تأسيس هدا المشروع فى كل قرية ومدينة وما مسمى بيت التبو للثقافة والثرات الا مقترح يمكن ان يؤخد بعين الاعتبار.

عادات الختان عند قبائل التبو..


"أريدى يدسوا" ...الختان او " الطهار" فى مجتمع التبو...

22406154_2022183528025910_1332715006659251968_n.jpg

اللبسونى قميص واسع وطويل وذو أكمام واسعة به جيب كبير فى مقدمته وهو ليس ككل قمصانى .. وحملونى عصا أطول منى وفى نهايتها جرس يتدلى ...لا لاهش بها على غنمى عند المرعى بل لاندر بها من فى ألَّبيت بانى قادم .. واللبسونى أحجية تتدلى من على رقبتى ليس للزينة بل قالوا عن العين والحسد... واللبسونى طاقية بيضاء تتدلى من فوقها أحجية بألوان الطيف وقالوا لكى لا يسكنك الشيطان عند المغيب .. وزينوا عيناى بالكحل حتى أبدوا مختلفا عن اقرانى .... 
امتلاء البيت بالضيوف .. وكثر الهرج والمرج والكل ياتى ليلقى علي نظرة .. لا اعرف تفسير لها إعجاب او تعاطف؟
وانا اتسال لماذا يفعلون بى هذا ولكن لا احد يجيب؟ وعندها عبرت عن احتجاجى وهددت بان اخلع هذا الديكور المزعج .. عندها اقتربت منى امى وهمزت فى أدنى وقالت قريبا ستصبح رجلا ؟
يا اللهى انا لازلت طفلا صغير كيف سأصبح. رجلا بهذا الديكور ؟؟؟
أتى ابى ليحملنى بين يديه قبل ان يقول لى انت رجل والرجال لا يبكون ؟ ليحضرنى امام جمع من الرجال تملاء الابتسامة وجوههم حتى عمى اللافى والذى بالعادة لا يبتسم الا لامر جلل ابتسم فى وجهى حينها ادركت ان الامر جلل ..اقعدونى على كرسى والكل يقول لى انت رجل والرجال لايبكون .. اقترب منى ذلك العجوز وهو يحمل موسا وقطنا كان حينها ابى وعَمَى امسكا برجلى ..ليقوم ذلك العجوز بواجبه وما هى الا دقاىءق حتى اعتصر الالم كل جسمى...اردت الصراخ من شدة الالم ولكنى تذكرت كلام ابى بان الرجال لايبكون...
الرجل العجوز أتم مهمته .. حيث سمعته وانا أءن من الالم "خلاص .. شجاع يا بطل" ...حملنى ابى بين دراعيه لاستقبل بالزغاريد والغناء والاهازيج ....
أسبوع مضى والزحمة لا تقل والضيوف لا يكفون عن الزيارة.. وفى اليوم السابع اخرجت من البيت واجلست على فراش احمر امام البيت واللتم الاقارب من حولى ليعلن كل واحد منهم عن هديته لى...
-عمى حمد قال لى النخلة التى فى وأدى الرسو والتى تحت الرملة هى لك؟
-خالى أنر قال لى الناقة حامل وعندما تلد حوارها هى لك؟
-جدتى قالت المعزة السوداء واللى فى بطنها بقعة بيضاء هى ليك؟
- اما ابى فقال الجمل الأبيض والدى تحبه هو لك؟
- اما امى العزيزة فأحضرت صندوقا صغيرا وقالت ما بهذا الصندوق الصغير هو لك يا بنى؟
-اما الاقارب فكل واحدة منهن أهدت مبلغا من المال ووضعته فى جيب قميصى الطويل عندها فقط عرفت لماذا صنعوا لهذا القميص هذا الجيب الكبير؟

 

أكلات من المطبخ التباوى فى شهر رمضان...؟

18670816_1693849110628246_4754275259977307466_n.jpg

كما هى العادة عند كل الشعوب , تختلف الاطعمة باختلاف العادات والتقاليد والبيئة فما هو معروف ومشهور من أكلات  لذى شعب معين قد لا يعرف عند  شعب آخر , عامل البيئة عامل مؤثر جدا فى نوعية الاكلات ...فالاكلالت عندالشعوب الصحراوية غير عند سكان الساحل التى تطل على البحر قبائل التبو وبحكم موطنها فى الصحراء تعتمد فى غدائها ما تجود به الصحراء من خيرات مثل الثمر الذى يجنى من النخيل والحليب الذى يتحصل عليه من الابل والاغنام بالاضافة الى الحبوب الموسمية  مثل القمح والشعير والحنطة والتى تطحن لتشكل الطحين اللازم لصناعة الخبز والعيش؟

فى شهر رمضان الكريم تختلف الاطعمة وتزداد الانواع ويكثر الزحام فى المطبخ التباوى فبالاضافة الى الاكلات التقليدية المعتادة تدخل على الصفرة انواع اخرى مميزة , ولكن اكثر ما يميز من شراب  فى صفرة الطعام  فى هذا الشهر عند الافطار هو شراب (القصب او السحلب او باللغة التباوية " هولى" فهو شراب ساخن يحضر من حبوب القصب بعد طحنها الى دقيق وتحضر فى ماء مغلى واضافة بعض البهارات  والسكر احيانا ..    

ليلى واخواتها الثلاثة ..

468.JPG


ليلى واخواتها الثلاثة..( الجزء الرابع والاخير)
-------------------------------------------

فى غرفة صغيرة تتوسطها طاولة مستديرة وضع فوقها بضع كتب, وحائط تزين بصورة كبيرة لوالدة ليلى الفقيدة بأبتسامتها الدافئة وهى تلقى بنظراتها وسط الغرفة حيث كانت تجلس ليلى وقد وضعت يدها على خدها حزنا ,تنظر بحزن شديد لصورة امها الفقيدة وكأنها بذلك تشتكى بهمها لامها..
انه وقت المساء والشمس قاربت على المغيب , عندما طرقت شترة باب غرفة اختها ليلى مستأدنة الدخول ,حيث اجابتها بصوت خافت لا يكاد ان يسمع " سوس" بمعنى ادخلى..دخلت شترة الغرفة وجلست بجانبها واضعة يدها على كتفها بدون ان تنطق بكلمة ؟ وهى علامة مواساة لما تمر به ليلى من محنة..
شترة على علم برأى اختها ليلى فى موضوع الخطوبة وعليه فقد بادرت بعرض مساعدتها لذى والدها وهنا انتفضت ليلى ونظرت الى اختها واحتضنتها بقوة وهى علامة تدل على الشكر والامتنان..
يوم الجمعة وهو يوم عائلى بامتياز فيها تتم الزيارات بين الاقارب و يتم التواصل بين الارحام ولكن مساء ذلك اليوم لم يكن يوما عاديا فى بيت الحاج وردكو..
اثنيين من الرجال فى العقد الخامس من العمر تقريبا كانا ضيوفا على الحاج وردكوا فى مساء ذلك اليوم حيث استقبلهما بترحاب كما تقتضى العادات والتقاليد وبعد شرب الشاهى وتقصى اخبار الاقارب وتبادل اطراف الحديث , ساد الهدوء المكان لبرهة من الزمن عندما كسرالحاج " طهرى " وهو تصغير لاسم الطاهر الصمت وقال " الحاج وردكوا... تنى ياردى تتقندى " بمعنى يا حاج وردكوا انا جاى وسيط ومرسول..وهى بالعادة العبارة التى تقال بهكذا مناسبة..واكمل " ضوه كورتيا ترى" بمعنى انا جئت طالبا بنتك؟
وحيث ان اسباب مثل هذه الزيارة لم تكن لتغيب عن الحاج وردكو وهو الذى تناقش مع ابن اخيه قبل ايام بالموضوع..؟ الا ان هناك ما يدعوا للتغافل والتظاهر بعدم معرفة الموضوع ...استرسل الحاج " طهرى " فى الموضوع وحدد طلبه بالتفصيل وهو خطوبة يد ابنته ليلى لابن "أرزى" وطلب رأى الحاج وردكو فى الموضوع ..؟ وبعد صمت ساد المكان والكل بانتظار سماع رأى الحاج وردكو وبينما هو يداعب اصبعه السبابة على الفراش وكانه يرسم حلقات دائرية على ذلك الفراش قال " مدينما تبص" اى سمعت طلبك؟
واتى بمجموعة حكم وامثال والتى توحى بان الجواز سنة الله فى خلقه وبأنه قسمة ونصيب ..ولكن فى عاداتنا وتقالدينا لا فرق بين دريتنا ولا نستطيع تجاوز نصيب البنت الكبرى الى الصغرى ؟
قال الحاج وردكو رايه ادا...وقد رمى الكرة فى ملعب الخطاب وعليهم اما القبول بطلب يد ابنته شتره او التراجع عن الطلب نهائيا ؟
وحيث ان الوسيط لا يستطيع المجادلة والمناورة كثيرا فى مثل هذه الحاله ,لان الجواب كان مفصليا وقاطعا فما كان منه الا نقل الرسالة بامانة الى اصحاب الشأن.
العادات والتقاليد العتيقة والتى لا تعترف بالعواطف ليست دائما سيئة ففى احيانا كثيرة قد تكون مخرجا للخروج من ازمة و احيانا اخرى تفتح بابا لحظ تأخر عن صاحبه ...

ليلى واخواتها الثلاثة...

468.JPG


ليلى واخواتها الثلاثة....( الجزء الثالث)
--------------------------------------

الحاج وردكو يقدر تماما مكانة ابنه الكبرى"شتره" وتضحيتها بشبابها فى خدمته وخدمت الاسرة ويتمنى لها التوفيق والحظ السعيد فى أن تنشىء اسرة سعيدة لهذا لم يستطع كبث شعوره بالاسف لهذا الموقف حيث تجاوز الحظ مصيرها وانتقل الى اختها الصغرى. 
وتسأل بينه وبين نفسه ,وبينه وبين ابن اخيه قائلا "ضوه بوى كيدى كونواه براينى أنطقاوى" بمعنى كيف يطلب يد البنت الصغرى فى وجود البنت الكبرى..وهى عبارة تحمل فى مضامينها الكثير من الاحتمالات وقد يكون الرفض احداها؟
(مسألة التراتبية فى الخطوبة هى من عادات مجتمع التبو القديمة ولازالت بعض الاسر تعمل بها دون اى اعتبار لمسألة العلاقة العاطفية بين الطرفين وفى مثل هذا الموقف قد يضع الخطيب فى موقف حرج لانه يفتقد التبرير اذا تم الرفض بحجة تجاوزه البنت الكبرى؟)
لقد احس هتى بان طلبه على المحك وأن عمه قد يرفض فتدارك الامر ولاطف عمه بان الجواز قسمة ونصيب وهو ما يعبر عنه فى اللغة التباوية بكلمة"لقواه" وتعنى نصيب وان الاخت الكبرى قد يكون لها نصيب آخر..ولكن هذا الكلام لم يقنع عمه بعد حيث طلب مهله للتشاور مع الاقارب .
خرج هتى من مجلس عمه وهو غير مطمئن من الاستجابة لطلبه وراودته افكار عدة طوال مسافة الطريق الى منزل عمته والتى يعلم جيدا مدى ثأثيرها على عمه وهى وسيلة ضغط حب ان يمارسها على عمه قبل ان يتفاقم الوضع ويقابل الطلب بالرفض رسميا حينها سوف يكون فى حرج مع صديقه وقد يخسر صفقته .
فى مساء ذلك اليوم لم يجلس الحاج وردكو امام المسجد مع اصحابه من الشيوخ بانتظار صلاة العشاء بعد ما ادى فريضة صلاة المغرب بالمسجد بل استأدن اصحابه للذهاب الى البيت الامر الذى زاد من استغراب ابنته " شتره" عند استقبالها له وسألته عن صحته.. الحاج وردكو لم يستطيع تحمل كثم طلب ابن اخيه والذى لازال سرا يكمن فى قلبه لهذا سارع الى البيت للاعلان عن السر والذى اثقل كاهله حيث لم يجد غير ابنته شتره لاطلاعها على الموضوع..
العلاقة بين الحاج وردكو وابنته "شتره" تجاوزت علاقة الاب مع ابنته فهو ينظر اليها مكانة الام فى البيت لذلك لا يخفى عنها شيئا من شؤون الاسره.
دخل الحاج الى المربوعة وطلب من "شتره" الحضور واغلاق الباب وراءها والجلوس, لا شك ان "شتره" كانت فى حالة قلق وتوجس من ان مكروهن قد اصاب اباها ؟
لقد افصح الحاج وردكو عما جرى بينه وبين ابن اخيه عصر ذلك اليوم ولكنه لم يفصح لها برأيه فى الموضوع وبأنه غير موافق على طلب الخطوبة بسببها؟
تنفست "شتره" الصعداء, وظهرت علامات الارتياح على وجهها واطمأنت بان الوالد بخير وان ما جاء به من خبر هوخيرللاسرة وقد فرحت بالخبر لدرجة انها نسيت ان تسأله ماذا كان جوابه على الطلب . 
سربت "شتره "الخبر الى اخواتها قبل ان تعلم ليلى بالموضوع فما استطعن اخواتها اخفاء هذا الخبرعن ليلى وهو ما كان حديث تلك الليلة من ليالى شتاء الجنوب بينهن؟
ليلى فتاة على وشك نيل نصيبها الوافر من التعليم العالى بالجامعة فهى بالسنة الاولى قسم التاريخ ولديها طموح تجاوز طموحات اخواتها وحتى مجتمعها الصغير والذى يرى ان البنت مهما تعلمت فمصيرها بيت الزوجية ,كان مصدر هذا الطموح لذى ليلى هو حبها للتعليم و ايضا علاقتها بزميلاتها فى المدرسة الثانوية وهن من خلفية ثقافية عربية واللاتى قررن ان يدرسن المرحلة الجامعية معا , ليلى قررت ان تشق طريقا مختلفا فى الحياة فى اسرتها لتحقيق طموحها, لذلك لم يكن موضوع الخطوبة والجواز ضمن اهتماماتها الامر الذى شكل لها صدمة وانتكاسة فى مسيرة حياتها؟
يتبع فى... (الجزء الرابع والاخير )

ليلى واخواتها الثلاثة ...

468.JPG


ليلى واخواتها الثلاث...(الجزء الثانى
-----------------------------------
كان ابن عم ليلى والذى يدعى "هتى" والذى كان يزورهم من وقت الى آخر قد وافق على طلب يد ليلى من صديقه ضمن صفقة تجارية وفى جلسة لعبة ورق حيث كانا يعملان سويا فى تجارة السيارات الامر الذى جعل "هتى " يسعى لذى عمه ويعلمه بانه" اعطى ليلى لصديقه" وهى عبارة متداولة فى مثل هذه الحالة, وان صديقه سوف يتقدم بشكل رسمى لخطوبة ابنته .( فى مجتمع التبو والذى تحكمه العادات والتقاليد المثوارته يعتبر العم تماما مثل الاب.. وابن العم تماما مثل الاخ وعليه فأن قيام احداهم بالتدخل فى موضوع مصيرى مثل الخطوبة والجواز أو حتى الطلاق لابنة عمه او قريبته شيئا معتادا ومتعارف عليه وفق التقاليد.)
كان الحاج وردكو جالسا فى مساء ذلك اليوم امام بيته وممسكا بسبحته الطويلة وقد ادى فريضة صلاة العصر امام بيته وكان ينتظر كأس الشاهى من يد بناته حتى اقتحم خلوته ابن اخوه "هتى" ليسلم عليه سلاما طويلا ويجلس بجانبه مدة طويلة على غير العادة ويعلمه بان احدا من اصدقاءه بيت النيه ليتقدم لخطبة ابنته؟ دون ان يعلن او يعلم عن صفقته التجارية مع صديقه بطبيعة الحال.
اعتدل الحاج وردكو فى جلسته متحاشيا النظر الى ابن اخيه وسأله "اندى نووه" بمعنى ماذا قلت وهى حالة كثيرة الحدوث, ليس لان الحاج لم يسمع ما قيل ولكنه ليتأكد من الذى قيل له؟ ليعيد على مسمعه الطلب ثانيتا؟
(فى مجتمع التبو لا تتوقع اجابة فورية لمثل هذه المسأل الحساسة حتى وان كنت عزيزا وقريبا من الاسرة ) وبعد صمت وتردد سأل ابن اخيه من هو صديقك وابن من هو ؟و من هى من بناتى المطلوبة ؟ وهى الاسئلة التى كان يتوقعها "هتى" واستعد لها جيدا..ليجيب بعدها دون تردد "مهما ارزيمى" (بتشديد الهاء والميم فى مهما) و(بتشديد الميم فى ارزيمى)..ليترك للحاج وقتا ليمرح فيه خياله ويستقصى ذاكرته ويتفقد ماضيه لعله يعرف اسم هذه العائلة, بالنسبة للحاج وردكو ليس مهما معرفة الشاب ولكن المهم معرفة العائلة وتاريخها؟ (موضوع التقصى والاستقصاء عن الخطيب وعائلته ذات اهمية كبيرة فى مجتمع التبو لان هناك عوائق كثيرة قد تمنع الجواز منها صلة القرابة او الاساءة او القتل) وبعد وقت غير قصير سأل ابن اخيه "ارزى كوشيمينى؟ وهى صيغة سؤال" ليرد عليه " أووه" اى نعم؟ لينقطع الحاج مرة اخرى عن التواصل مع ابن اخيه ويسأل بعد وقت غير قصير" ضو انقا بارينى" بمعنى اى من بناتى يطلب ..ليجيب ابن اخيه "ليلى"؟
وهنا دخل الحاج وردكو فى عزله وغاب عن الواقع رغم حضور ابن اخيه الجلسة فليس كل ما يتمنى المرء يدركه فهو كان يتوقع خطوبة ابنته البكر "شتره" الابنة الكبرى وليس ليلى ولكن فى كثير من الاحيان تجرى الاقدار بما لا يشتهيه الانسان؟
يتبع فى الجزء الثالث من القصة...
الحاج وردكو هل يقبل طلب يد ليلى ام يرفض؟