ليلى واخواتها الثلاثة...؟


ليلى واخواتها الثلاثة...
---------------------------

468.JPG

ليست كعادتها دائما فقد اصبحت تبحث عن العزلة وتركن للوحدة بشكل دائم , ولا تمازح اخواتها كما جرت العادة فقل ما تصدر منها ابتسامة او ضحكة وان فعلت فهى مجاملة اقتضتها الضرورة لا اكثر..ليلى ابنة التاسع عشر ربيعا هى الثانية فى الترتيب بين اخواتها الاربع فى اسرة تباوية متوسطة الحال وهن: شتره (بتشديد حرف التاء) ,وليلى, ووده (بتشديد حرف الدال) ,وازمه ( بتشديد حرف الزين)... هذا كل ما رزق الله به الحاج وردكو من درية بعد ان فقد زوجته فى مرحلة مبكرة من حياته, حيث عمل جاهدا على تربيتهن كما تقتضى العادات والتقاليد...شتره تعتبر الاخت الكبرى لليلى وهى تكبرها باربع سنوات ,فتاة متوسطة القامة سمراء اللون هادية الطبع, مغرمة بالعادات والتقاليد التباوية الاصيلة فهى تلبس الرداء على الطريقة التباوية, وتظفر شعرها على الطريقة التباوية وتلبس الاساور التقليدية وتفضل دائما الكلام باللغة التباوية رغم معرفتها الجيدة باللغة العربية والتى تعلمتها بالمدرسة قبل ان تترك مقاعد الدراسة بعد اتمام مرحلة التعليم الاساس وبعد وفاة والدتها,اما بقية اخوات ليلى فهن وده , وأزمه واللاتى يصغرنها باربع وثلاث سنوات على التوالى.اسم شتره ربما اقتبست من اللغة العربية بمعنى السترة او الستر وهوتغطية العيوب أواخفاء الزلات ويطلق هذا الاسم فى مجتمع التبو تيمنا لستر العيوب فى الاسرة. 
فقدان الام فى مرحلة مبكرة من عمر البنات الاربع جعل من الاخت الكبرى شترة بمثاب الام بالبيت فهى تشرف على امور البيت والاعتناء بالوالد والذى تقدم بالسن و بلغ من العمر عتيا ,بالاضافة الى العمل على تلبية رغبات اخواتها فقد تقمصت شخصية الام رغم صغر سنها وتنازلت عن سنوات شبابها طوعا فى سبيل خدمة اسرتها وربما تكون هذه هى احدى اسباب التماهى بدور الامومة و تمسكها بالعادات والتقاليد.
اما ليلى فهى لا زالت تدرس بالسنة الاولى بكلية الاداب وهى تعشق التاريخ وتطمح ان تتحصل على شهادة ليسانس فى التاريخ.
فى مساء ذلك اليوم من ايام فصل شتاء الجنوب دخلت ليلى غرفة اخواتها للاطمأنان على سير دراستهن ,وما ان دخلت حتى توقفنا عن الحديث فجئة و الذى كان يدور بينهن و بدأنا يتبادلنا النظرات والهمزات لتعقبها ضحكات حاولنا عبثا كبثها بدون جدوى وفى خضم الصمت والذى لم يدم الا ثوان انطلق صوت ازمه لتقول لها " مبروك العريس يا عروسة" وتبادلها اختها الصغرى بضحكة و" احم ..احم" والذى لا اجد لها ترجمة الا ان تكون نبرة فرح و اعجاب .زاد فضول ليلى على السؤال لترد عليها " من العروسة"؟ وعندما لم تجب اختها على السؤال , اعادة السؤال باللحاح للمرة الثانية " من العروسة"؟ عندها بدأت كل علامات التعجب والاستغراب والارتباك تظهر فجئة على وجه ليلى حيث ادركت ومن خلال لغة الجسد ايضا ان اختها تعنى ما تقول وانها هى المعنية, فهكذا موضوع ليس بالعادة ان يكون محل مزاح بينهن.
يتبع بالجزء الثانى...
ولد عم ليلى ودوره فى صفقة الخطوبة..

عرس الطلاق عند قبائل التبو

15541250_1206167569471354_7001083280332958584_n.jpg

عرس الطلاق عند قبائل التبو..
الجواز سنة وعادة كونية تعرفها كل الشعوب ولكن لكل شعب او امة طريقته فى مراسم الجواز ولكن القاسم المشترك فى مناسبة الجواز هو الفرح عند كافة الشعوب ..فهى مناسبة اجتماعية لبناء بيت زوجية من رجل وامرأة يتشاركان لبناء مستقبل وانجاب اطفال يحافظون على استمرار شجرة العائلة...
الطلاق هو ايضا عادة اجتماعية لدى معظم الشعوب والقبائل وهو الظرف الاستثنائى والدى يندر بعدم التوافق فى الاستمرار فى الحياة بين الزوجيين لاسباب متعددة...وعادتا ما تكون مناسبة الطلاق مناسبة محزنة للاهل والاقارب والاطفال حال وجودهم وتصاحب هده المناسبة الحزن والاسى والصراخ والخصومة والضغينة والتى ربما تصل حتى لاسرة الزوجيين ...
ورغم عادة الفرح عند الزواج لدى معظم الشعوب الا انهم يختلفون فى مناسبة الطلاق فبعض القبائل تحتفل بهده المناسبة مثل قبيلة التبو وقبيلة الطوارق وبعض قبائل النوبة..
المرأة التباوية عندما يتم طلاقها تزغرد فرحا..وتدعوا الاقارب والاصدقاء للغناء والرقص ...هده العادة لازالت تمارس وحتى وان تقلصت مراسمها فى المدن ولكن بالقرى لازالت كما هى ؟
ليس هناك مصدر تاريخى وثراتى يفسر هده الحالة المتفردة لقبائل التبو والطوارق الا انه وبالتحليل النفسى والاجتماعى لقبائل الصحراء يمكن ان يعزوا دلك الى قوة الشخصية والكبرياء عند المرأة التباوية والتى ترى فى عملية الطلاق اهانة لها وهى بالتالى تعوض دلك بالفرح بدل الحزن..حتى تستعيد كبرياءها وتغيض خصمها وهو زوجها السابق ..وكلما تزوجت المطلقة مبكرا كلما كان التعويض النفسى اكبر والقيمة الاجتماعية لها اكبر ..والعكس صحييح للزوج المطلق خسارته الاجتماعية وكبرياءه الشخصى اكبر .
مرجع دلك ربما الى طريقة  التربية الصحراوية القاسية والتى تغرس وتحقن كل قيم قوة الشخصية والندية والكبرياء فى نفوسهن وفى فترة مبكرة من مراحل الطفولة ..

اربعون حكمة من كتاب " مقدمة ابن خلدون" مؤسس علم الاجتماع

th.jpg

الأربعون الخلدونية
أربعون حكمة من كتاب "مقدّمة ابن خلدون" مؤسّس علم الاجتماع

إنّ القبيلة إذا قوي سلطانها ضعف سلطان الدولة، وإذا قوي سلطان الدولة ضعف سلطان القبيلة.

 الاستبداد يقلب موازين الأخلاق، فيجعل من الفضائل رذائل، ومن الرذائل فضائل .

. الظلم مخرّب للعمران، وإنّ عائدة الخراب في العمران على الدولة بالفساد والانتقاض.

دخول الحكام والأمراء للسوق والتجارة والفلاحة مضرّة عاجلة للرعايا وفساد للجباية ونقص للعمارة.

السيف والقلم أداة بيد الحاكم يستعين بهما على أمره والحاجة إلى السيف في نشأة الدولة وهرمها أكثر من الحاجة للقلم.

 الُملك بالجند، والجند بالمال، والمال بالخراج، والخراج بالعمارة، والعمارة بالعدل، والعدل بإصلاح العمّال، وإصلاح العمّال باستقامة الوزراء.

. الهوية القبلية المبنية على البداوة تعرقل استقرار الدولة.

 إذا خشي الناس أن يسلب الظلم حقوقهم أحبّوا العدل وتغنّوا بفضائله، فإذا أمنوا وكانت لهم القوّة التي يظلمون بها تركوا العدل.

. الخوف يُحي النزعات القبلية والمناطقية والطائفية، والأمن والعدل يلغيها.

. إن الرخاء والازدهار والأمن تساهم في الحدّ من العصبية، بينما الحروب والخوف والفقر (البطالة) تعزّز من العصبية.

 إذا زال العدل انهارت العمارة وتوقف الإنتاج، فافتقر الناس واستمرّت سلسلة التساقط حتى زوال الملك.

 العدل إذا دام عمّر، والظلم إذا دام دمّر.

. لا تستقيم رعيّة في حالة كفر أو إيمان بلا عدل قائم أو ترتيب للأمور يشبه العدل .

 السلطان والأمراء لا يتركون غنيّاً في البلاد إلا وزاحموه في ماله وأملاكه، مستظلّين بحكم سلطاني جائر من صنعتهم.

. كلما فقد الناس ثقتهم بالقضاء تزداد حالة الفوضى، وهي أولى علامات الإصلاح، فالقضاء هو عقل الشعب ومتى فقدوه فقدوا عقولهم.

. إذا عمّ الفساد في الدولة فإنّ أولى مراحل الإصلاح في الدولة هي الفوضى.

. الظلم لا يقع إلا من أهل القدرة والسلطان .

. من أهمّ شروط العمران سدّ حاجة العيش والأمن {أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}.

. غاية العمران هي الحضارة والترف، وإنه إذا بلغ غايته انقلب إلى الفساد وأخذ في الهرم، كالأعمار الطبيعية للحيوانات.

. انتشار الفساد يدفع بعامّة الشعب إلى مهاوي الفقر والعجز عن تأمين مقتضيات العيش، وبداية لشرخ يؤدّي إلى انهيار الدولة .

. إنَّ أيّام الأمنِ وأيام الرَّغد تمضي سريعاً، وأيّام الجوعِ وأيّام الحروبِ والفتن تكون طويلة.

 كلّ أمر تُحمل عليه الكافة فلا بُد له من العصبية (القبيلة والنصرة) ففي الحديث ما بعث الله نبياً إلا في مَنَعة من قومه.

. إذا رأيت الدول تنقص من أطرافها، وحكّامها يكنزون الأموال فدقّ ناقوس الخطر .

 إذا تأذّن الله بانقراض الملك من أمّة حملهم على ارتكاب المذمومات وانتحال الرذائل وسلوك طريقها، وهذا ما حدث في الأندلس وأدّى فيما أدّى إلى ضياعه.

 ‏الحاكم الظالم يظهر له الشعب الولاء ويبطن له الكره والبغضاء، فإذا نزلت به نازلة أسلموه ولا يبالون.

 الشعوب المقهورة تسوء أخلاقها.

 حينما ينعم الحاكم بالترف والنعمة، تلك الأمور تستقطب له ثلة من المرتزقين والوصوليين يحجبونه عن الشعب، فيوصلون له من الأخبار أكذبها.

. أهل البدو أقرب إلى الشجاعة من أهل الحضر، والسبب في ذلك أن أهل الحضر ألقوا جنوبهم على مهاد الراحة والدعة وانغمسوا في النعيم والترف ووكلوا أمرهم في المدافعة عن أموالهم وأنفسهم إلى واليهم .

. عندما تنهار الدول يكثر المنجّمون والأفّاكون والمتفيهقون والانتهازيون وتعمّ الإشاعة وتطول المناظرات وتقصر البصيرة ويتشوّش الفكر.

. الدولة إذا دخلت في سنّ اليأس لا تعود لشبابها أبداً ولو حاول حكامها التغيير، فلكلّ زمان دولة ورجال.

. قد يحصل أنّ الدولة تأخذ بمظاهر القوة والبطش لكنّها إفاقة قريبة الخمود، أشبه بالسراج عند انتهاء الزيت منه، فإنّه يتوهّج لكن سرعان ما ينطفئ.

32. النَّاسُ في السَّكينةِ سَواء، فإن جَاءتِ المِحَنُ تَبايَنُوا .

. المغلوب مولع بمحاكاة الغالب، لأنّ الهزيمة توحي إليه أنّ مشابهة الغالب قوّة يدفع بها مهانة الضعف الذي جنى عليه تلك الهزيمة.

. أن سبب العصبية القبلية بأن الحضارات الأخرى تصعب عليها مخالطة الأعراب بسبب البيئة القاسية التي يعيشونها فجعلهم ذلك منعزلين.

 الظفر في الحروب إنما يقع بأمور نفسانية وهمية، وإن كان السلاح والقتال كفيلاً به، لذلك كان الخداع من أنفع ما يستعمل في الحرب ويُظفر به.

. الصراعات السياسية لا بدّ لها من نزعة قبليّة أو دينية، لكي يُحفّز قادتها أتباعهم على القتال والموت، فيتخيّلون أنّهم يموتون من أجلها.

. المُلك إذا كان قاهراً باطشاً منقّباً عن عورات الناس وتعديد ذنوبهم شملهم الخوف والذل، وربّما خذلوه في مواطن الحروب.

 إنّ تنظيم الحياة الاجتماعية وتصريف أمور الملك يتطلّب الرجوع إلى قوانين سياسية مفروضة يسلمها الكافة وينقادون إلى أحكامها .

. المناخ البارد والمعتدل يؤثّر في الناس فيُولد فيهم حبّاً للعمل والنشاط وإقبالاً جميلاً على الحياة وأمزجة صافية.

 للبقاع تأثير على الطباع، فكلما كانت البقعة من الأرض نديّة مزهرة أثّرت على طبع ساكنيها بالرقّة.

الفن والغناء ...

التعبير عن الفرح فى مجتمع التبو  يتخد اشكالا متعددةمن ضمنها الغناء ...الغناء والرقص والاهازيج هى تعبيرات تقليدية لكل الشعوب تعبر من خلالها ثراتها وماضيها وحاضرها . 

قلعة ربيانة ...

أثار|
صور من منطقة ربيانة.

33540547_2080226522267019_3696523011290038272_n.jpg

تقع منطقة ربيانة جنوب شرقي ليبيا عن منطقة تازر (الكفرة) مسافة 150 كلم وعن تازربو مسافة 90 كلم ، هي واحة صحراوية تعدادها ما يقارب 4000 نسمة غالبيتها من التبو .

فيها قلعة فوق جبل وردقو حيث لم تصلها آلات التدمير  التي دمرت معظم الآثار فيها ولكن لم تسلم من آيادي العابثين والمخربين بأن كسرو بعض الصخور التي تحمل نقوش للحيوانات ،بهذا بقت القلعة شامخة مع الإحتفاظ ببعض نقوشها وجدرانها لترمز لتاريخاً ثريد.

حيث ناشد أهالي ربيانة وزارة السياحة أن تهتم بما تبقى من آثار في المنطقة وأن تدرجها من المناطق السياحية ، حيث فيها من المناظر الطبيعية عدة تجعلها مزار للراغبين بالجمال الصحراوي .

اسود الشفاة زينة المرأة التباوية...

اسود الشفاه ...زينة المرأة التباوية ... قبل اكتشاف احمر الشفاه عرفت نساء الصحراء الكبرى أصول الزينة والمكياج بوسائل بداءية هى نتاج البيئة الصحراوية .."كوى نطوبى"..تعنى باللغة التباوية  "دق الفم"  باللغة العربية هى عملية تجميلية غاية فى الصعوبة تقوم المرأة التباوية خلالها بعملية جراحية للشفاه السفلى للفم وذلك بالوخز بالإبر وإضافة مسحوق صبغة سوداء اللون وتستمر هده العملية لمدة ساعة او اكثر تتحمل خلالها المرأة للألم المبرح حيث تتحمل ذلك من اجل الجمال ... هده الصبغة دائمة وغير قابلة للإزالة..تفتخر المرأة التى تجرى هده العملية وتزايد على زميلاتها بالشجاعة والصبر...ليس كل نساء التبو يقمن بهذه العملية .. هذا المكياج البداءى لأسود الشفاه بداء يختفى تدريجيا من مجتمع نساء التبو لتحل بعدها احدث ما أنتجته مصانع الموضى لأحمر الشفاه ..  ...

12672669_1752834348294164_1141888502_n.jpg

الجمل ...

 

الجمل جزء لايتجزء من ثرات التبو ...فهو وسيلة نقل ومصدر غداء ومصدر ثروة ورمز للفخر ووسيلة حرب فى القتال ..لقد ارتبط التبو ومند تاريخهم القديم بالجمل ..فتجد الجمل فى امثالهم واغانيهم واعراسهم..

1798754_273511602804386_1954684809_n.jpg

المرأة فى الامثال الشعبية التباوية

 

 

 

.....المرأة في الأمثال الشعبية التباوية

منقول...

10014642_514242805352968_5719231280125811354_n.jpg

المرأة نصف المجتمع، هذا ما تعلمناه وما يردده كثيرون، ولكن الأمثال الشعبية التباوية لم تنصفها، بل جاءت كثير منها مجحفة في حقها. إذ لا تدبير ولا رأي لها، وهي الحقودة والعنيفة، بالرغم من أن المرأة التباوية حظيت بمكانة عظيمة في المجتمع التباوي، ولنا في تاريخ التبو القديم أمثال عدة، وخير مثال على ذلك دور الأميرات التباويات في بلاط إمبراطورية كانم التي حكمها التبو ردحاً من الزمن. فقد كنّ الحكام الفعليات للإمبراطورية، كثيرات منهن كن وصيّات على أبنائهن القصر فحكمن باسمهن الإمبراطورية فعلياً! كما أعطين اسمائهن لأبنائهن الملوك، إذ كثير من ملوك كانم ينسبن إلى أمهاتهم، ومن أشهرهم الملك دونما دابلامي، دابالا أميرة تباوية أعطت اسمها لأبنه الملك العظيم دونما بن باكيرو. وهذه العادة لا زالت موجودة عند بعض التبو، خاصة سكان كاوار، إلى عهد قريب نجد كثير من أبطال التبو الذين اشتهروا ببطولاتهم في الغزوات يكنون بأسماء أمهاتهم. 
المرأة التباوية شديدة البأس، إذ شاركت العديد منهن الرّجال حتى في الغزوات، هناك قصص مأثورة لنساء شاركن في الغزوات، بل وتحصلن على غنائم عند قسمة الغنائم التي تتم بطريقة التداعي التي غالباً لا يحصل فيها الضعفاء من الرجال شيئاً. 
فوق ذلك، كانت منهن سديدات الرأي، يأخذ برأيهن سلاطين تبستي. يُذكر أنه إثر خسارة التبو المعركة أمام الفرنسيين إثناء الغزو الفرنسي لإقليم تبستي هرب سلطان تبستي إلى تازر (الكفرة)، فبعثت إليه إحدى النساء رسالة مضمونها المثل القائل: "رقبة السلطان حمراء، ومقبض السيف أحمر"(Durdo yê agasu yê turo to madu)، أي لا يجدر بالسّلطان أن يهرب بل عليه أن يواجه المخاطر لأن قدرهم، أي السلاطين، الموت في سبيل أوطانهم وشعوبهم. فعلاً، عاد سلطان تبستي بعد أن وصلت إليه الرّسالة من تلك السيدة، وذهب إلى كاوار حيث تتمركز القوات الفرنسية وتفاوض معهم وانتهى النزاع سليماً. 
حتى في عصرنا الحالي، قد أعجب الرحّالة الذين جابوا بلاد التبو خلال القرنين الماضيين بالمرأة التباوية أيما إعجاب، وفائها منقع النظير، إذ لم يجدوا مثيلاً لها في الوفاء في نساء الشعوب المجاورة للتبو من العرب والأفارقة والبربر وغيرهم. لنترك الحديث هنا لأحد أهم الرحّالة الذين زاروا بلاد التبو نهاية القرن التاسع عشر، وهو الرحّالة الألماني ناختيجال، إذ كتب يقول عن المرأة التباوية في كتابه المعنون بالصحراء وبلاد السودان: "فالاستقلالية التامة التي تدير بها نساء تبو الرشادة شؤون بيوتهن، وفي غيا بعولهن، يرعين شؤونهم المشتركة، لهو بكل تأكيد، أمر يدعو للإعجاب بحق. فالزوج يغيب لأشهر وحتى لسنوات، بينما تترك الدور والأبناء، والأغنام والجمال تحت رعاية الزوجة لوحدها، التي، بدون حاجة لأي مساعدة خارجية أبداً، تشرف على كل شيء، فهي تتولى تربية الأطفال وترعى الحيوانات المنزلية، تُبرم أمور المبيعات والمشتريات، تغير مواضع سكناهم، وتقوم برحلات داخل البلاد.". ويضيف أيضاً: "فكونهن رغم هذه الأنشطة الذكورية والاستقلالية، يتمتعن بمثل تلك السيرة الذائعة الصيت بالولاء لأزواجهن" (ناخيجال، ص473).
رغم هذه المكانة التي تتمتع بها المرأة في المجتمع التباوي، جاءت معظم الأمثال الشعبية التباوية سلبية ومجحفة في حقها، وهذه نماذج منها تبين نظرة التبو للمرأة في أمثالهم الشعبية، ومدى الظلم والحيف الذي لحق بها:
المرأة عند التبو عوجاء كالضلع، إذ يقول المثل بأن: "المرأة والضلع أعوجان" (Adibi yê yusonu yê turo gînidu). وفي هذا يشترك التبو مع العرب في ليبيا، إذ يقول المثل الشعبي العربي الليبي بأن: "النساوين من ضلعة عوجة". اتفق المثلان في اعوجاج المرأة وإن اختلفا في الصيغة. انطلاقاً من هذا المثل تأتي كل الأحكام المجحفة في حق المرأة من تسفيه لرأيها، وعدم الثقة فيها. 
المرأة لا تعتبر سنداً يعتمد عليها لذلك يقولون: لا تفتخر بامتلاكك لبنات كثيرة وحمير كثر"، لأنهن سوف يتزوجن عاجلاً أم آجلاً ويتفرقن ويذهبن مع أزواجهن، مثل الحمير الكثيرة التي ينتهي مصيرهم دائماً إلى التفرق والفقدان. وكثرتهن أيضاً يجلبن مصائب، فالمثل يقول: "إن تكثر من انجاب البنات تصاهر حتى الكلاب!" (Doba budi hosîe kîdi agurbi di mannu haŋi!). أي خوفاً من بقائهن دون زواج يزوجهن لمن يأتي. 
والمرأة تلهي الشخص وتأخذه حيث تريد، وهي كالطريدة التي يتبعها الصياد وتأخذه إلى مكان قصي دون إرادته طمعاً في النيل منها. وكذلك المرأة، يتعبها الشخص طمعاً ورغبة فيها حتى يجد نفسه في مكان لم يكن ليذهب إليه بإرادته، وفي هذا يقول المثل: "المرأة والطريدة تأخذانك إلى مكان لا تعرفه" (Adibi yê buyunu yê turo kôi hananumó njoŋu tedi). 
لارتباط المرأة بالعرض، فالدفاع عنها يتطلب كثيرٌ من الحزم، إذ يقول المثل: "إذا كانت لديك قضية امرأة قم بسلاحك" (Mêdi adibii taũwo, asubu numa yuda yerru)، والاقتراب من امرأة الغير خطر لا يوازيه خطر آخر، فالمثل يقول: "امرأة الغير وقبيلته لا دفاع عنهما" (Adibi aũu yê arbi aũu yê turo ndulodi yudadu). أي أنك لا تستطيع الاقتراب منها حتى من باب الدفاع عنها. كما يتشاءم التبو من قضايا المرأة، لأنها في الغالب تنتهي بإراقة دماء، يقول المثل في ذلك: "قضية المرأة خطيرة، قضية الدم خطيرة" (Mêdi adibii zundu ; mêdi guroi zundu). 
طموحات المرأة حسب نظرة التبو بسيطة جداً، أقصى ما تطمح إليه المرأة زوج تسكن إليه. بينما الرجل يطمح في الثروة. حسب المثل: "المرأة تموت وهي تقول سوف آخذه، أي اتزوجه، بينما الرجل يموت وهو يقول سوف امتلك" (Adimmi maari činî nohi ; ômuri-ĩ bîdiri činî nohi). 
المرأة قليلة التدبير، وعلى الرجل أن لا يعتمد عليها بتاتاً مهما علت منزلتها، فالمثل يقول: "قفا الرجل خير من وجه امرأة". (Bûri adibii di gûrti ômurii naũ). 
ينظرون إلى المرأة أنها مجلبة للعار لهم، لذلك لا يثقون فيها بتاتاً، ولو كانت فتاة صغيرة، في هذا يقولون: "المرأة والنّار لا صغر فيها" (Adibi yê wûni turo kunu yugó)، هنا تم تشبيهها بالنّار التي لا يمكن أن نأمن عليها مهما كانت صغيرة، لا بد من الحذر منها.
المرأة كثيرة الكلام ولا تعدم ما تقول، لذلك شُبّهت بالحمار، أكرمكم الله، إذ يقول المثل: "المرأة إذا انحنت لا تعدم ما تقول والحمار إذا انحنى لا يعدم ما يأكل" (Adibi gûnjinoo, yunu yahadîe wudú ; ormo gûnjinoo, yunu čubîe wudú). يضرب هذا المثل في الغالب لتسفيه حجج المرأة الحردانة، فهي كثيرة الحجج كالحمار الذي يأكل شيء يلتقطه على الأرض. 
والسيئات من النساء عند التبو أصناف عدة، المرأة ذات ابن سيئة عند التبو، فهي كالحمار ذات ابن تفكر في ابنها فقط. لذلك عُدت سيئة وجب تجنبها.
المرأة رغم ضعفها فهي عنيفة، ان قتلت تقتل بعنفٍ، وإن اعتدت تعتدي بعنف، فلذلك يقولون: "قِتلة النساء كقِتلة الغربان" (Adiba njîdo ; woa njîdo). الغربان تشوه جثة قاتلها، وكذلك المرأة إن قتلت لا تكتفي بالقتل بل تقتل بعنف وتشوه جثة قاتلتها! نتيجة لقسوتها وطبيعتها العنيفة فهي لا تصلح بأن تكون حاكمة، لأنها مجازية وغير عادلة، وفي هذا يقول المثل: "إذا نصبت المرأة رئيسةً فإنها تأمر بقتل شخص كلما تحركت ضفائرها!" (Adibi bui kohuũwo, gurunu huna čunnuã gunna aũ yîtu čîni). 
نظراً لرقة المرأة وضعفها دائماً تستعمل دموعها كسلاحٍ لنيل مبتغاها، كما تستعمل ضحكها وابتسامتها لذات الغرض. يقول المثل: "المرأة إذا بكت أكلتك وإذا ضحكت أكلتك" ( Adibi yugazoo, njubu ; čudoo, njubu). ولكن، دموعها صادقة، بل أكثر صدقاً من يمينها. يقول المثل: "لا تصدق المرأة إن حلفت ولكن صدّقها إن بكت" (Adibi kubor čuboo, muganuú čîidi, čudoo muganu). 
وأخيراً، المرأة تورث صفاتها لأبنائها، سواءٌ أكانت ايجابية أو سلبية، "فالمرأة السيئة ابنتها أيضاً سيئة" (Do zo ; doũ zo)، ويقول مثل آخر: "البقرة التي في رقبتها حبل في رقبة ابنتها أيضاً حبل" (Hor gûi hunã ha ôzi čîĩ gûi doũ hunã ha mannu, ôzi čî) . أي البقرة العنيدة التي لا يمكن حلبها إلا بربطها ابنتها أيضاً تكون مثلها. والقصد في البقرة هنا المرأة، المرأة المهملة تكون ابنتها أيضاً مهملة. 
ليست كل الأمثال التباوية ذات نظرة سوداوية للمرأة، هناك أمثال تحاول أن تبرز الجانب الآخر للمرأة في مجتمع ذكوري، فالمرأة تلعب دوراً كبيراً في منزلها، فهي ليست دائماً سيئة. يقول المثل في ذلك "المرأة عظيمة في الداخل، والرجل عظيم في الخارج" (Adibi du wor ; ômuri yuga wor). وهذا المثل مصداق لتكامل الأدوار بين الرجل والمرأة في الحياة الزوجية، بحيث تتولى هي شؤون بيتها الداخلية، بينما يهتم الرجل بالأمور الخارجية.
كذلك المرأة العظيمة تورث عظمتها لأبنائها، فالمرأة التي لا تفخر بنفسها ابنها كذلك لا يفخر بنفسه، وفي هذا يقول المثل: "المرأة التي لا تقول أنا ابنها أيضاً لا يقول أنا" (Adibi tani čináã mi huna mannu tani činú)، 
ورغم كثرة الأمثال التي تظهر الجانب المظلم من المرأة إلا أنهم يقرون بأنها كطير مصر الخرافي في المثل التباوي الذي إذا أمسكته فقدت بصرك وإذا تركته فنيت، فهي الجيدة والسيئة. المثل يقول: "أحضر جيداً المرأة ؛ أحضر سيئاً المرأة" (Gali kûrtu adibi ; zundu kûrtu adibi). 
المرأة وفية، فهي كالنّاقة تتمسك بالجميل الذي أسديته لها، يقول المثل: "الجمل والمرأة يتمسكان بما فعلته لهما" (Goni yê adibi yê turo yunu kohuũ yemma ha yuda čî

لماذا تخجل المرأة التباوية من ذكر اسم زوجها...؟

16602805_1843803382510241_7700818432318440642_n.jpg

 

من ثرات التبو...

-----------------------------------------------------
مهماى أبآه....او ابو حميدة
------------------------
عند ذاك الركن الشرقى والبعيد من القرية باقصى الجنوب الليبى وبين اشجار النخيل وشجيرات الطلح المثناترة جمع الريح كل حبات رمله ليصنع منها جبلا مسيفا بخطوط دهبية تعكس لون الصفرة مع اولى خيوط شمس الصباح .. جبل من الرمل اصبح واقيا طبيعيا لذلك البيت الصغير والذى نصفة من طوب ونصفة الاخر من جريد النخيل..وعلى مقربة من هذا البيت توجد حضيرة مصنوعة من جريد النخيل يوصده باب مصنوع من اللواح خشبية غير متناسقة, تنطلق من هذه الحضيرة من حين الى آخر اصوات ثغاء الماعز ونقنقة الدجاج وصياح الديكة.. فى هذا البيت تسكن هردة واطفالها.. اسم "هردة " باللغة التباوية تعنى "ام الخير" سميت تيمنا بالخير القادم على يديها... امرأة معتدلة القامة ضعيفة البنية سمراء اللون مفعمة بالنشاط والحيوية دائمة الحركة لا تكل ولا تمل ....هرده هى اميرة ذاك البيت الصغير حيث تشرف على ترتيبه ونظافته بالاضافة الى تربية الاطفال ..".مهماى" ابن الخامسة و"هاتيمى" ابنة الثالثة من العمر هما ما رزقت بهم هرده بعد سبع سنوات من جوازها من شاب يافعا مفعم بالنشاط هو الآخر...وهو كوريى ويكنا باسم كوريمى نظرا لقصر قامة جسمه.. شاب ضعيف البنية فى العقد الثالث من العمر ..حاد النظر نادرا ما تراه مبتسما ...كوري كثير التغيب عن البيت بسبب طبيعة عمله حيث يعمل كسائق يعمل لحسابه الخاص على سيارة اجرة صحراوية ذات دفع رباعى ينقل الركاب بين مدن الجنوب الليبى واحيانا يسافر الى النيجر..
اسرة سعيدة رغم مظهر الفقر الظاهر عليها ففى مجتمع التبو لا يهتمون كثيرا بمظاهر الثراء وهى قناعة مثوارتة لم اجد لها اساس ..سيدة هذا البيت هى من تقوم بكل الاعمال فى حضور او غياب رب البيت وهى صلاحية مطلقة متعارف عليها بمجتمع التبو تمارس بموجبها الزوجة واجبات قد تطال واجبات الزوج فى غيابه..
هرده لا تنادى زوجها باسمه فى حضوره اوفى غيابه بل تكتفى بان تطلق عليه "مورى" وهو ضميرالغائب "هو" حتى وأن وقعت فى مأزق يقضى بضرورة ذكر اسمه فتكتفى بان تطلق عليه "مهماى آباه" وتعنى " ابو حميده" ؟
بالمقابل الامر اقل حدة بالنسبة للرجل التباوى فهو لا يجد حرجا من ذكر اسم زوجته خاصة لاقاربه او اقربائها ؟
لم اجد سببا مقنعا فى ثرات التبو يبرر امتناع الزوجة عن ذكر أسم زوجها الا اذا استثنينا كبرياء المرأة التباوية والتى تجبرها على اخفاء عواطفها تجاه زوجها حتى لا تشعره بضعفها تجاه .غير ذلك تعتبر علامة مميزة وخصوصية ثقافية فى مجتمع التبو ..
هذه الظاهرة بدأت تختفى فى الجيل الجديد من مجتمع التبو بسبب التعليم وتسرب عوامل الثقافة والتى اصبحت تهدد كل ما يمثل الخصوصية والاختلاف.. ولكنها ليست بالمطلق فهى تزداد فى القرى والبادية وتختفى كلما اتجهنا نحو المدن ..
هرده.. لا زالت تستعمل ضمير الغائب مع زوجها فى حضوره او فى غيابه وهى من القلائل اللاتى لم يقتنعنا بعد بالتغيير حيث تحرم لسانها بالنطق باسمه...
الدكتور صابرالتباوى..