تمكن فريق دولي من الباحثين، بقيادة معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية في ألمانيا وبالتعاون مع جامعة سابينزا في روما، من اكتشاف سلالة بشرية قديمة ومعزولة في جنوب ليبيا، تعود إلى نحو 7 آلاف عام. تم هذا الاكتشاف من خلال تحليل الحمض النووي لمومياوين لامرأتين عُثر عليهما في كهف تاكاركوري الصخري بمنطقة فزان.
أبرز ما توصلت إليه الدراسة:
سلالة بشرية فريدة : أظهرت التحليلات الجينية أن هاتين المرأتين تنتميان إلى سلالة بشرية قديمة كانت معزولة في شمال إفريقيا، ولم تختلط كثيرًا بالسكان الآخرين الذين هاجروا إلى أوروبا وآسيا.
تأثير محدود من النياندرتال : احتوت جيناتهما على كميات ضئيلة جدًا من الحمض النووي لإنسان النياندرتال، مما يشير إلى أن هذه السلالة لم تتزاوج كثيرًا مع المجموعات البشرية التي غادرت إفريقيا وتزاوجت مع النياندرتال.
انتشار تربية الحيوانات عبر التبادل الثقافي : تشير الأدلة إلى أن تربية الحيوانات انتشرت في الصحراء الخضراء من خلال التبادل الثقافي، وليس عبر هجرات بشرية واسعة النطاق، كما حدث في مناطق أخرى.
نعزال جيني : لم تُظهر جينات هاتين المرأتين أي أثر للسلالات الإفريقية جنوب الصحراء أو سكان الشرق الأوسط وأوروبا في عصور ما قبل التاريخ، مما يدل على انعزال هذه السلالة لفترة طويلة.
أهمية الاكتشاف:
يُعد هذا الاكتشاف الأول من نوعه في منطقة الصحراء الكبرى، حيث تم الحصول على حمض نووي قديم محفوظ بشكل جيد بفضل التحنيط الطبيعي وظروف الكهف. يقدم هذا الاكتشاف رؤى جديدة حول التنوع البشري القديم في شمال إفريقيا، ويطرح تساؤلات حول كيفية بقاء هذه السلالة معزولة لفترة طويلة دون تأثر بالهجرات البشرية الأخرى.