مثلث الذهب يخلق منطقة تجارة حرة ويدمر الطبيعة؟ ...

 

=========================

Korni Pokdi

كورنى بقدى— ليس حى راقي من احياء نيويورك.. ولا هو احدى شوارع لندن أو باريس... انها اسم لمنطقة باللغة التباوية وتعنى (رملة الشيخ).

كورنى بقدى —اسم منطقة فى عمق الصحراء قريبة من ثلاث دول وهى ليبيا والنيجر وتشاد تحولت وبقدرة قادر وفى مدة وجيزة من صحراء قاحلة الى شبه مدينة اقتصادية ,يتوافد عليها الالاف من البشر من جنوب ليبيا ومن شمال النيجر وتشاد بحيث شكل تجمعا بشريا غير مسبوق وتشكلت معها المنطقة الى سوق اقتصادى كبير جاز ان يطلق عليها "سوق حرة " لا جمارك ولا ضرائب ولا معوقات اقتصادية ممنوعة ولا سياسات دولة تسعى للاحتكار والاستغلال.

كورنى بقدى هى منطقة تعدين للذهب فى عمق الصحراء بين الجبال والكثبان الرملية ذات مسالك وطرق وعرة وتحتاج الى وسيلة مواصلات خاصة , لذى لا اعتقد ان اول من قصد المنطقة تعمد وخطط ان يجعلها مدينة , ولكن المعدن الثمين كان له الفضل فى ان تصبح منطقة تجارية حرة يقصدها كل من يبحث عن الذهب أو اراد ان يمارس التجارة الحرة بعيدا عن قيود الدولة.

المنطقة ازدهرت وتزدهر يوميا والخدمات تتطور بشكل ملحوظ لتستجيب لمتطلبات هذا التجمع البشرى الهائل والذى تشكل طبيعيا وتلقائيا .

اذا زرت المنطقة ليلا يظهر لك منظر المنطقة وكانها مدينة عصرية تتلاءلاء بها الاضواء وترتفع بها اصوات محركات الكهرباء مع ضجيج اصوات السيارات والبشر وحركة جموع بشرية طوال اليوم دون كلل او ملل .

يغلب على النشاط الاقتصادى بالمنطقة التبادل التجارى بين الافراد وهى تبادل السلع بمختلف انواعها من المواد الغدائية الى الماشية والابل الى تجارة العملة الى السيارات الى بيع وشراء الدهب الخام وغيرها كثير.

ولأول مرة فى التاريخ الحديث يعتمد نظام المقايضة فى هذه المنطقة,فعلى سبيل المثال الذى يحضر سلعة التمر من فزان يتستطيع مقايضتها بالماشية او الابل , او الذى يحضر سيارة من النيجر يستطيع مقايضتها بغرامات ذهب خام مستخرج للتو من المنجم .والذى يملك عملة ليبية او نيجرية او تشادية او عملة صعبة يستطيع شراء عملة اخرى او سلعة اذا اراد.

كورنى بقدى ظاهرة جديرة بالدراسة بناء على المعطيات التالية:

-الحاجة هى ام الاختراع ..والحاجة الى الذهب جعل من المنطقة منطقة حرة .

-الجموع البشرية لها القدرة على التخطيط والابداع اذا تخلصت من سلطة الدولة .

-الجموع البشرية لها القدرة على خلق نظام اقتصادى يلبى طموحها ومتطلباتها اذا تخلصت من سلطة وقيود الدولة.

المعدن الثمين او الذهب اصبح هو المعيار والذى يقاس عليه قيمة كل السلع الاخرى فى هذه المنطقة واصبح هو وحدة القيمة

بدون منازع وعليه اصبح الطلب يتزايد فى البحث عنه وامتلاكه

وبقدر الفوائد الاقتصادية لهده المنطقة —فان الطبيعة من انسان و من ارض وماء وهواء يتعرض الى التلوث كثرت المواد السمية من زئبق وسياتيد التى تستعمل في استخراج الدهب فى كل المنطقة واصبحت الاحياء البرية من طيور وحيوانات تصارع الموت من اجل البقاء-لا قانون -ولا رقابة ولا دولة .

الحكومة التشادية استشعرت بالخطر السياسي للموقع فسعت الى السيطرة عليها بمليشيات عسكرية وتحاول اللغاء عدا التجمع , وشل قدرته الاقتصادية , لكن ليس من السهل اللغاءه فهو قادر فى اى لحظة على تجميع نفسه والبدء من جديد ؟ انه الاقتصاد الذى يحرك السياسة؟