في ذكرى تحرير بنغازي من الارهاب ----.
------------------------
الطريق كان شاقا وصعبا وخطرا ..كانت رؤس الرجال تتطاير ...وآهات الجرحى تتعالى تحت سماء ملبد بالنار والدخان.. وأرض ضاقت بركام الدمار وآليات محطمة كانت تحمل اسباب الموت طول مسافة الطريق , جثت القتلى تثناترت بين ركام الابنية وفى العربات العسكرية المحترقة ...واصوات الرصاص كان يسمع بين الفينة والاخرى لتعقبها أنيين رجال يصارعون الموت حيث تسمع شهادة التوحيد تنطلق بصعوبة من حناجرهم وهم فى الرمق الاخير ..
التبو او "رجال الليل"... هكذا كانوا يسمونهم فى الشرق وهذا الاسم لم يأتى من فراغ... بل صفة اطلقها عليهم رفاقهم فى السلاح من ابناء الشرق الليبى لانهم بارعون بقتال الليل حيث يخلد اعدائهم للراحة والنوم فينقضون عليهم انقضاض الوحش على فريسته .. لا نبالغ اذا قلنا لولا السواعد السمراء لصلى بن حميد فى بنينا كما وعد اتباعه ولكن سمرالسواعد من الرجال كانوا له بالمرصاد ولم يهنئوا حتى ارسلوه الى الجحيم ثأرا لما جنت يداه من قتل الابرياء فى الكفرة..
الطريق من بنينا الى قنفودة لم يكن مفروشا بالورود والزهور بل كان مزروع بوسائل الموت فى كل جانب , هذا الطريق اخد من اعمار الرجال سنة ونيف واخدت من ارواحهم المئات.. هذا بحسابنا نحن اما بحسابهم فلا شىء اغلى من الوطن ولاشىء اثمن من الكرامة هذا هو الدرس الذى لقنته التباوية لابناءها قبل نعومة اظافرهم .
كان حفتر يزورهم في مواقعهم القتالية قبل ان يصبح مشيرا ؟ ..لا ليرفع معنوياتهم القتالية فهم لا يحتاجون الى من يرفع معنوياتهم ,ولكن لكى يثبت لهم بانه معهم ولولاهم لكان الوضع ربما اسواء.
الحرب قذرة ليست فقط لانها وسيلة قتل للارواح وتدمير الممتلكات ...ولكنها قذرة لانها سوق تباع فيها قيم الرجال ودماء الشرفاء ؟
كنا شركاء في معركة تحرير بنغازي ، لانها معركة حق و تحرير ضد الارهاب الوافد الى الوطن ،...
لا زلنا على العهد اذا تعلق الأمر بالوطن ،وسيادته..
محمد.طاهر