قصةبية الرئيس التشادي فرانسوا تومبالباي.. من حكم الحديد إلى النهاية على يد قوم فرانسوا تومبالباي هو أول رئيس لتشاد بعد الاستقلال عن فرنسا سنة 1960. كان ينحدر من الجنوب المسيحي، وتولى السلطة في دولة يغلب عليها الطابع القبلي والديني المتنوع، ما بين شمال مسلم وجنوب مسيحي/وثني. منذ البداية، حاول تومبالباي فرض سلطة مركزية قوية، وألغى التعددية الحزبية سنة 1962، وجعل “حزب التقدم التشادي” هو الحزب الوحيد، وبدأ في فرض هوية وطنية قائمة على ثقافته الجنو
سياسته تجاه الشماليين المسلمين كانت عدائية نوعاً ما، إذ نظر إليهم بريبة واعتبرهم أقل ولاءً للدولة الجديدة. رفض تعيينهم في المناصب الحساسة، وضغط على المدارس الإسلامية، بل حاول فرض اللغة والثقافة الجنوبية (السارا) عليهم . اعتمد على أبناء منطقته في المناصب العليا، وبدأ بتهميش أبناء الشمال المسلمين . في مناطق مثل فادا (Fada) وبوركو (Borkou)، ارتكب الجيش التشادي مجازر جماعية ضد السكان المسلمين بحجة أنهم “يدعمون التمرد” يُقال إن قرى بأكملها أُبيدت أو نزحت، وتم تدمير الآبار والمزارع، في نوع من العقاب الجماعي.
في 1965، انفجر الوضع في الشمال، خاصة في شمال ، وقامت أولى الانتفاضات المسلحة ضد حكم تومبالباي، لتتحول لاحقاً إلى حركة التمرد المعروفة باسم FROLINAT (جبهة التحرير الوطني التشادي). ردّ تومبالباي على التمرد بالقوة المفرطة، واستخدم الجيش لقمع المتمردين، ما زاد من حدة الانقسام بين الشمال والجنوب، وزاد من نفور الشماليين من الدولة المركزية. جاب قوات فرنسية و حارب فرولينا ؛ أقام علاقات سرية مع إسرائيل في بداية السبعينات: بالرغم من أن تشاد بلد مسلم بنسبة كبيرة، فإن تومبالباي سمح لإسرائيل بفتح سفارة في نجامينا. التعاون كان عسكرياً واستخباراتياً، حيث دعمت إسرائيل النظام التشادي بالمعدات والتدريب في مواجهة التمرد في الشمال
سياسته تجاه الشماليين المسلمين كانت عدائية نوعاً ما، إذ نظر إليهم بريبة واعتبرهم أقل ولاءً للدولة الجديدة. رفض تعيينهم في المناصب الحساسة، وضغط على المدارس الإسلامية، بل حاول فرض اللغة والثقافة الجنوبية (السارا) عليهم . اعتمد على أبناء منطقته في المناصب العليا، وبدأ بتهميش أبناء
في 1965، انفجر الوضع في الشمال، خاصة في شمال ، وقامت أولى الانتفاضات المسلحة ضد حكم تومبالباي، لتتحول لاحقاً إلى حركة التمرد المعروفة باسم FROLINAT (جبهة التحرير الوطني التشادي). ردّ تومبالباي على التمرد بالقوة المفرطة، واستخدم الجيش لقمع المتمردين، ما زاد من حدة الانقسام بين الشمال والجنوب، وزاد من نفور الشماليين من الدولة المركزية. جاب قوات فرنسية و حارب فرولينا ؛ أقام علاقات سرية مع إسرائيل في بداية السبعينات: بالرغم من أن تشاد بلد مسلم بنسبة كبيرة، فإن تومبالباي سمح لإسرائيل بفتح سفارة في نجامينا. التعاون كان عسكرياً واستخباراتياً، حيث دعمت إسرائيل النظام التشادي بالمعدات والتدريب في مواجهة التمرد في الشمال
هذا التعاون أغضب العالم العربي والإسلامي، وساهم في فقدان تومبالباي لدعم شعبي أكبر بين المسلمين في الداخل والخارج. تأسست فرولينا: في السودان مدينة نيالا = المكان الذي بدأ فيه التخطيط الفكري والتنظيمي. و في ليبيا طرابلس شهد الإعلان الرسمي والتأسيس الفعلي للجبهة. •عبدالله وداي ( معروف بي أبا صديك)اختير كأول أمين عام سياسي للجبهة، وكان شخصية مثقفة، خريج جامعات فرنسية، ومن منطقة شمال تشاد. المؤسس الميداني العسكري الحقيقي هو: إبراهيم أباشا هو الذي نقل FROLINAT من مجرد فكرة إلى ثورة مسلحة ميدانية، استُشهد في المعركة في أواخر 1968 قرب منطقة Ounianga Kébir، ويُعتبر عند كثيرين القائد الفعلي الأول للجبهة، لأنه كان يقاتل على الأرض
بعد استشهاد إبراهيم أبا شا، دخلت الجبهة في أزمة قيادة، وتمرد بعض القادة الميدانيين، مما أدى إلى صعود قوكومي ودي ( ابن سلطان التيدا ( من أمة التبو )في منطقة تيبستي) لاحقًا كقائد للجناح العسكري والسياسي. انضم حسين هبري من قبيلة القرعان (التبو) إلى فرولينا: في أواخر الستينيات، كان حسين هبري طالبًا في فرنسا، درس علم الاجتماع والعلوم السياسية. بعد تخرجه، عاد إلى إفريقيا، وانضم إلى صفوف المعارضة ضد تومبالباي. التحق بـ فرولينا، التي كانت تنشط بشكل رئيسي في شمال تشاد وبدعم مباشر من ليبيا. كان ذكيًا وطموحًا، واستطاع بسرعة أن يصبح قائدًا عسكريًا وسياسيًا مؤثرًا داخل الجبهة.
في بدايات السبعينات، بدأ تومبالباي يعاني من عزلة داخلية، حتى داخل قومه من الجنوبيين، خصوصاً بعد محاولاته “لأفْرَقَة” الإدارة والتشدد في فرض طقوس مثل “Yondo”، وهي طقوس تقليدية جنوبية اعتبرها البعض إذلالاً. الجيش نفسه، والذي أغلب أفراده من الجنوب، بدأ يشعر بالضيق من سياسات تومبالباي، خاصة بعد أن أصبح يشك في الجميع، وبدأت تظهر خلافات عميقة داخل النظام نفسه. في 13 أبريل 1975، وقع الانقلاب. مجموعة من الضباط بقيادة نويل أودينغار وبدعم من الجنرال فيليكس مالو(اللي كان مسجون)، ألقوا القبض على تومبالباي، وتم قتله ، كان أول رئيس لتشاد مقتولاً على يد قومه.
انقلاب مالوم (أبريل 1975): بدأ الخلاف بين قوكوني وهبري يتوسع أكثر الانشقاق الرسمي في فرولينا : حسين هبري انفصل عن فرولينا وأسّس فصيله المستقل: “قوات الشمال المسلحة” FAN بينما بقي قوكوني في قيادة فصيله المدعوم من ليبيا. أصبح الجنرال فليكس مالوم( من الجنوب) رئيسًا، وبدأ يبحث عن تسويات مع المعارضة تم توقيع اتفاق بين مالوم وهبري، حيث: أصبح حسين هبري رئيسًا للوزراء في حكومة وحدة وطنية. مالوم بقي رئيسًا للجمهورية. الهدف من الاتفاق: توحيد البلاد وإنهاء التمرد.
عد ما عين مالوم حسين هبري رئيسًا للوزراء (في أغسطس 1978) في محاولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية، ظهرت مشاكل كبيرة: الجيش الوطني الموالي لمالوم وقوات FAN الموالية لهبري ما اتفقوا. الطرفان كانوا يسيطرون على أجزاء مختلفة في العاصمة . في يناير 1979، اندلع القتال بين الطرفين داخل العاصمة نجامينا. شوارع العاصمة تحولت لساحة حرب. الحكومة انهارت. آلاف المدنيين نزحوا
قوكوني وداي لم يكن موجودًا في العاصمة وقت الحرب بين مالوم وهبري. كان يقود فصيله المسلح في شمال تشاد، بدعم قوي من ليبيا . لما شاف أن أنجمينا تنهار، استغل الفرصة دخل على خط الأزمة بعد سقوط مالوم. شارك في مفاوضات كانو الأولى (برعاية نيجيريا ) في مارس 1979. أصبح جزءًا من حكومة الوحدة الوطنية (GUNT) لاحقًا، وتم تعيينه رئيسًا لتشاد في نوفمبر 1979. و حسين كان وقتها وزير الدفاع في حكومة الوحدة (GUNT) لكنه انقلب على الحكومة. الثريد التالت في غير وقت لانو يدخلنا في صراع ليبيا.
.