الله حدد المسئولية ، وألغى التبرير ، وقطع العلاقة في ذلك حتى مع أقرب الناس أليك ، فحتى أبيك وأمك وزوجك لن يكونوا معك ، وحتى من يرأسك ويقودك ويحرضك ويفتي لك لن يحاسب معك ، وحتى الشيطان في هيئة وسواس لن يتحمل مسئولية خطأك .. ( بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره ) ..
من هنا يبدو واضحا ، أن الله أعطانا كل قواعد المسئولية ( وهديناه النجدين ) ، عقل يفكر وضمير يحذر وقلب يوجه ويد تعمل ، وأرسل لنا نبيا ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) ، وأنزل لنا مرجعية شاملة مفصلة محكمة ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) ، ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) ..
وفي زمننا أصبح كل شئ ميسر ، وسهل البحث عليه ، والقراءة حوله ، والنقاش فيه ، ومعرفة خفاياه ، فالوسائل بين أيدينا من مدرسة ومسجد وكتاب ومكتبة وإذاعة وهاتف وحاسوب ...
اليوم ، ورغم فضاعة الفعل وبشاعة الجرم ، نجد الكثير لايعترف بالذنب ، وإن أعترف على حياء فإنه يبرره بأسباب الزمن والنظام والقيادة والجهل والإعلام والأحلام والوعود والرفاق ، رغم أن الله أكد لنا أننا سنحاسب وحدنا ، ولن يحمل وزر ذنوبنا غيرنا ، ولن يسمع لمبرراتنا ، فالمرجعية مفصلة ، والعقل ناضج ، والحق واضح ، والحقائق جلية ، والأدلة ساطعة ، والنهاية حتمية ، والحساب قادم لاريب فيه