حفر قناة بحرية من خليج سرت وحتى الصحراء الليبية؟

ا

يقال ان الموضوع يتم دراسته حاليا في احدى المراكز الكبرى في أمريكا ؟ وهو عن فكرة حفر قناة بحرية من خليج سرت وحتى الصحراء الليبية .

المتوقع من هذه الدراسة ان القناة ستبدأ بالإنحدار للأسفل لأن مستوى الأرض في الجنوب الليبي منخفض عن سطح البحر وهذا مايميز الصحراء الليبية .

...

والمتوقع أيضا انه بعد الحفر ستتدفق المياه ذاتيا بفعل الإنحدار وستتجمع مياه البحر الناتجة عن ذوبان الجليد في القطب الشمالي والذي يصب في البحر الابيض المتوسط ستتجمع في الصحراء الليبية بعد حفر القناة؟.

يروج بان هذا المشروع المستقبلي سيكون ذو إستفادة مزدوجة فنقل مياه البحر للصحراء الليبية سيساهم في خفض مستويات مياه البحر وفي الجانب الأخر تبخر هذه المياه في الصحراء الليبية سيساعد في تكوين سحب ممطرة هذه السحب ستجعل ليبيا تملك تروة مطرية هائلة وربما ستحول الصحراء الليبية إلى غابات كما كانت عليه قبل ملايين السنين ..

ولكن لا احد قدم اي ضمانات علمية للنتائج التى يروحون لها، في ظل تغيير المناخ الذي يشهده العالم ، نتيجة الانبعاثات الغازية التى تنتجها الدول الصناعية؟ كل ما يخشاه العالم الفقير الذي لا يملك التقنية ان تكون هذه المشاريع على حساب استقرار البيئي والمناخي للدول الفقيرة

السؤال:لا احد يعلم حتى الساعة ما ان كان هذا المشروع فيما لو تحقق سيكون له تأثير إيجابي أو سلبي على البيئة الليبية ؟

قرأة تباوية لاتفاق سيداو الدولية…

المجتمعات التقليدية عموما ومنها المجتمع التقليدي التباوي قد يكون سمح بوقوع ظلم للمرأة, تحت طائل التقاليد والعادات والثقافة المجتمعية وحتى الدين بمفهومة التقليدي لا كما اراده الله , وقد تكون هذه المجتمعات قد استغلت حاجات المرأة الضعيفة وخاصة عند فقد عائلها, كأبيها او زوجها او اصبحت طليقة تتقادفها الشائعات وتلاحقها الاشاعات , وجعلها تقبل دائما باهون الشر الذي يقع عليها حتى اهينت كرامتها ؟, العامل الاقتصادي كان دائما من العوامل الرئيسة فى اجبارها واخضاعها بان تجنح لهذا الظلم وتستسلم.

لا احد فى العالم يبحث فى اسباب اضطهاد المرأة , فالاسباب تاريخية وثقافية مزمنة ومتعبة فى البحث , ولكن العالم ينظر الى نتائج هذا الاضطهاد , ويحاول استغلالها وتكييفها وفق مشاريعه المستقبلية حتى وان كان هذا الاستغلال, يرسخ مفاهيم لا دينية وتتعارض مع الثقافة المجتمعية التقليدية , ويحاول جاهدا تطبيق ساطور مفاهيم الحضارة الغربية على مجتمعات تقليدية تعيش خارج جغرافيا وتاريخ العالم الغربي.

اتفاقية او معاهدة سيداو هى اتفاقية دولية اصدرتها الامم المتحدة سنة1979م , وصادقت عليها سنة 1981م من قبل 189دولة بالامم المتحدة , منها 50 دولة وافقت بتحفظات على بعض بنودها , والغريب في الامر ان الكرسي الرسولي المسيحي بالفاتيكان كان قد رفض توقيع الاتفاقية ذلك الوقت؟

اصحاب اتفاقية سيداو يرون المجتمع المسلم عموما ظالما للمرأة ..

وبالتالي هم يرون المجتمعات التقليدية كالمجتمع التباوي المسلم ظالما للمرأة للاسباب التالية :

- يمنع عريها ويربيها على الحشمة ..

-يمنع علاقاتها بالرجل خارج مؤسسة الزواج الشرعي ..

-يجعل ولاية تزويجها للرجل من أوليائها ...

-إعطاء الرجل القوامة الأسرية ..

-تمليك زوجها حق الطلاق ..

-توريثها النصف من ميراث الرجل المساوي لها في الدرجة

هذه المعاني شريعة دينية محكمة إنكارها أو اعتقاد ظلمها كفر بالله وردة عن الإسلام؟

مشرعي اتفاقية سيداو بهذه البنود يهدمون البيت التقليدي المسلم من اساسه , ويعلنون تحديهم لكل المجتمعات التى تتخد تعاليم الدين , ومفاهيم العرف , وموروث الثقافة والتقاليد اساسا للحياة الاجتماعية .. ..

ورغم ذلك كله فاتفاقية سيداو لها ايجابية واحدة , وهو استفزاز المجتمعات التقليدية بحيث جعلها تنظر وتعيد النظر فى مفاهيم لطالما اعتقدنا انها مقدسة ولا يجوز الاجتهاد فيها, مع كل احترامنا وتقديسنا للنصوص الدينية التى انزلها الله فى كتابه الكريم؟ ..

يجب على المجتمعات التقليدية ان تجتمع وتتفق على وثيقة حقوق المرأة في المجتمع المسلم بدل أن يستغل أعداء ديننا ذلك في وثائق تنقض الدين ولا تكفل الحقوق؟

ان اباحة الزنا , والحمل خارج مؤسسة الزواج , واباحة الاجهاض , تبيحها اتفاقية سيداو في نصوص وبنود مبهمة لا يدركها الا ذو بصيرة ومعرفة لواقع المجتمعات الغربية , وهذه بالمطلق لن ترضى بها اي أمرأة مسلمة عاشت وترعرعت فى كنف مجتمع تقليدي مسلم ؟

لقد رأينا وزيرة شؤؤن المرأة وهى ترفع وتلوح بمسودة قالت انها مذكرة تفاهم بشأن الاتفاقية الملغومة بعد توقيعها ,؟والسؤال الذى يطرح نفسه: هل قرأت وزيرتنا بنود المذكرة وهل لها علاقة بمعاهدة سيداو حتى وان كانت بطريقة غير مباشرة وهل قرأت العبارات التى بين سطور هذه المذكرة ؟

الضجة الاعلامية التى جرت على هذا الموضوع ضجة مشروعة , لان الموضوع يمس المقدس من ثرات هذا الشعب ؟

يجب ان لا تهان كرامة المرأة الليبية عموما والتباوية خصوصا بهكذا مطالب في اتفاقية لا يعرف لها مقصود ؟

تباوي-ودبوماسي سابق

هل جزء الاحسان الا الاحسان؟

ﻓﻲ_ﺍﺳﻜﺘﻠﻨﺪﺍ؛

ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻼ‌ﺡ ﻓﻘﻴﺮ ﻳﺪﻋﻰ ﻓﻠﻤﻨﺞ ،ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟشديد، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺸﻜﻮ ﺃﻭ ﻳﺘﺬﻣﺮ ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺧﺎﺋﻔـًﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺑنه من الفقر الذي يعيشه ، ﻓﻬﻮ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺗﺤﻤﻞ ﺷﻈﻒ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺍﺑﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺻﻐﻴﺮًﺍ ؟!

ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﺠﻮﻝ ﻓﻠﻤﻨﺞ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺮﺍﻋﻲ ، ﺳﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﻛﻠﺐ ﻳﻨﺒﺢ ﻧﺒﺎﺣًﺎ ﻣﺴﺘﻤﺮًﺍ ، ﻓﺬﻫﺐ ﻓﻠﻤﻨﺞ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺣﻴﺚ ﻭﺟﺪ ﻃﻔﻼ‌ً ﻳﻐﻮﺹ ﻓﻲ ﺑﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﻞ ﺗﺮﺗﺴﻢ على وجهه ﻋﻼ‌ﻣﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻭﺍﻟﻔﺰﻉ ، ﻳﺼﺮﺥ ﺑﺼﻮﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻤﻮﻉ ﻣﻦ ﻫﻮﻝ ﺍﻟﺮﻋﺐ.

ﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻠﻤﻨﺞ ، ﺑﻞ ﻗﻔﺰ ﺑﻤﻼ‌ﺑﺴﻪ ﻓﻲ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﺍﻟﻮﺣﻞ ، ﺃﻣﺴﻚ ﺑﺎﻟﺼﺒﻲ ، ﺃﺧﺮﺟﻪ ، ﺃﻧﻘﺬ ﺣﻴﺎﺗﻪ.

ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ، ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﺗﺒﺪﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻼ‌ﻣﺎﺕ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﺍﻟﺜﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﻋﺮﺑﺔ ﻣﺰﺭﻛﺸﺔ ﺗﺠﺮﻫﺎ ﺧﻴﻮﻝ عظيمة ﻭﻣﻌﻪ ﺣﺎﺭﺳﺎﻥ ، ﺍﻧﺪﻫﺶ ﻓﻠﻤﻨﺞ ﻣﻦ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻮﺭﺩ ﺍﻟﺜﺮﻱ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﺮ ، وﻫﻨﺎ ﺃﺩﺭﻙ أﻧﻪ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﻘﺬﻩ ﻓﻠﻤﻨﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ.

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻮﺭﺩ ﺍﻟﺜﺮﻱ: "ﻟﻮ ﻇﻠﻠﺖ ﺃﺷﻜﺮﻙ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻲ ، ﻓﻠﻦ ﺃﻭﻓﻲ ﻟﻚ ﺣﻘﻚ ، ﺃﻧﺎ ﻣﺪﻳﻦ ﻟﻚ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﺍﺑﻨﻲ ، ﺍﻃﻠﺐ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺃﻭ ﻣﺠﻮﻫﺮﺍﺕ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﻘﺮ ﻋﻴﻨﻚ".

ﺃﺟﺎﺏ ﻓﻠﻤﻨﺞ: "ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﻠﻮﺭﺩ ، ﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﻓﻌﻞ ﺳﻮﻯ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻴﻪ ﻋﻠﻲّ ﺿﻤﻴﺮﻱ ، ﻭ ﺃﻱ ﻓﻼ‌ﺡ ﻣﺜﻠﻲ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﻔﻌﻞ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ، ﻓﺎﺑﻨﻚ ﻫﺬﺍ ﻣﺜﻞ ﺍﺑﻨﻲ ﻭﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﻛﺎﻥ من الممكن

ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﺍﺑﻨﻲ ﺃﻳﻀﺎ".

ﺃﺟﺎﺏ ﺍﻟﻠﻮﺭﺩ ﺍﻟﺜﺮﻱ: "ﺣﺴﻨـًﺎ ، ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﺑﻨﻲ ﻣﺜﻞ ﺍﺑﻨﻚ ، ﻓﺄﻧﺎ ﺳﺄﺧﺬ ﺍﺑﻨﻚ ﻭﺃﺗﻮﻟﻰ ﻣﺼﺎﺭﻳﻒ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﺣﺘﻲ ﻳﺼﻴﺮ ﺭﺟﻼ‌ً ﻣﺘﻌﻠﻤًﺎ ﻧﺎﻓﻌًﺎ ﻟﺒﻼ‌ﺩﻩ ﻭﻗﻮﻣﻪ".

ﻟﻢ ﻳﺼﺪﻕ ﻓﻠﻤﻨﺞ ، ﻃﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ، ﺃﺧﻴﺮًﺍ ﺳﻴﺘﻌﻠﻢ ﺍﺑﻨﻪ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ ، ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗﺨﺮﺝ ﻓﻠﻤﻨﺞ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺳﺎﻧﺖ ﻣﺎﺭﻱ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺭﺟﻼ‌ً ﻣﺘﻌﻠﻤًﺎ ﺑﻞ ﻋﺎﻟﻤًﺎ ﻛﺒﻴﺮًﺍ .. ﻧﻌﻢ ؛ ﻓﺬﺍﻙ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﺳﻴﺮ ﺃﻟﻜﺴﻨﺪﺭ ﻓﻠﻤﻨﺞ ( 1881 ــ 1955 ) ﻣﻜﺘﺸﻒ ﺍﻟﺒﻨﺴﻠﻴﻦ penicillin ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1929 ، ﺃﻭﻝ ﻣﻀﺎﺩ ﺣﻴﻮﻱ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹ‌ﻃﻼ‌ﻕ ،، ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﻧﻮﺑﻞ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1945.

ﻟﻢ ﺗﻨﺘﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻫﻜﺬﺍ ﺑﻞ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻣﺮﺽ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻠﻮﺭﺩ ﺍﻟﺜﺮﻱ ﺑﺎﻟﺘﻬﺎﺏ ﺭﺋﻮﻱ ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻨﺴﻠﻴﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﻘﺬ ﺣﻴﺎﺗﻪ !!

ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﺍﻷ‌ﻛﺒﺮ ،أن ذﺍﻙ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺜﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻰ ﺍﻟﻠﻮﺭﺩ ﺭﺍﻧﺪﻭﻟﻒ ﺗﺸﺮﺷﻞ، ﺍﺳﻤﻪ ﻭﻧﺴﺘﻮﻥ ﺗﺸﺮﺷﻞ، ﺃﻋﻈﻢ ﺭﺋﻴﺲ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ، ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﺩ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺿﺪ ﻫﺘﻠﺮ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ( 1939 ــ 1945 ) ﻭﻳﻌﻮﺩ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ (إﻧﺠﻠﺘﺮﺍ ﻭﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺍﻟﻮﻻ‌ﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷ‌ﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﺍﻻ‌ﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ) ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻮﺭ ( ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ ).

كل ذلك ﺑﺪﺃ ﺑﻔﻼ‌ﺡ ﺍﺳﻜﺘﻠﻨﺪﻱ ﻓﻘﻴﺮ ﺃﻧﻘﺬ ﻃﻔﻼ‌ً ﺻﻐﻴﺮًﺍ !

ألقي خبزك على وجه المياه وسوف يأتي ولو بعد حين ..

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ...

رئيس التشادي السابق : غوكوني ودَي يقول “ يجب “على عاتقنا الالتزام لسير منهج الحوار والمصالحة”

تشاد…

الرئيس التشادي السابق : غوكوني ودَي يقول “ يجب “على عاتقنا الالتزام لسير منهج الحوار والمصالحة”

قال رئيس لجنة مشاركة السياسيين العسكريين في الحوار الوطني الشامل، رئيس البلاد الأسبق، غوكني ودَي، إنه وجب على عاتقنا الالتزام الأخلاقي والتقليدي لسير منهج الحوار والمصالحة والسلام لتعزيز وحدتنا، مؤكداً بقوله "وقت الحوار قد حان".

وفي حديث صحفي أجراه، فجر اليوم الجمعة، أوجب رئيس اللجنة تقبل البعض للبعض رغم الاختلافات للمشاركة في حوار وصفه ب"صريح ومباشر وصادق" حول المستقبل البلاد، موضحاً بقوله" تشاد ملك للجميع ولا ينبغي لأحد أن يشعر بالاستبعاد".

وشدد غوكوني ودَي، على أن الحوار سيجري دون أي أحكام مسبقة أو تحيزات على صحة هذا النهج، والذي يسمح على المدى الطويل للبلا باستعادة السلام والاستقرار لإتاحة الفرص لكل أبناء لتنميتها.

وأوضح ودَي، أن لجنته هدفها التفويض وتحديد إقامة روابط مع الجميع، وتنظيم اللقاءات وتحديد المعالم والطرائق لتهيئة الظروف المناسبة للتبادلات من أجل فتح مسار الحوار الوطني الشامل.

ومن أجل الحوار الوطني الشامل، قال رئيس اللجنة غوكوني ودَي "لدينا التزام بوضع أسس متينة لبناء مشروعنا الاجتماعي وطرق جديدة للنظر إلى المستقبل مع احترام مؤسساتنا (...) وأن نجاح الحوار يتحقق من خلال مجموع التنازلات التي نقدمها لبعضنا البعض".

وأضاف رئيس لجنة مشاركة السياسيين العسكريين في الحوار الوطني الشامل، غوكني ودَي، بقوله "تشكل التصريحات الرسمية لـ(رئيس المجلس العسكري الإنتقالي) بشأن الحوار الوطني الشامل ودعم المجتمع الدولي لهذه العملية التزامات قوية وثقة في عملية تفكيرنا"

وأعلن رئيس اللجنة، تعهد "اللجنة الفنية الخاصة" بتقديم جميع التقارير وبطريقة منتظمة وأمانة من خلال "الصحافة"، إلى الشعب التشادي بأسره وللشركاء حول تطور التبادلات مع السياسيين والعسكريين.

الرئيس التشادي السابق كوكني وداي

هل يسمعنا الميت بعد موته؟

فجرت جامعة ستوني بروك للطب و مقرها نيويورك واحدة من أكثر قنابل علم ما بعد الموت جنونا و إثارة....

ففي دراسة علمية هي الأحدث و الأكثر دقة.. تبين لكبار الباحثين فيها أن المخ يتوقف عن العمل بمجرد الوفاة.. أو بعدها بدقائق... و هذا كان متعارف عليه منذ زمن..

لكن جديد الدراسة أثبت أن توقف المخ يكون بنسبة تقارب ٩٥ في المائة.. تشمل كل مراكز رد الفعل و المراكز الحيوية الرئيسية كالتنفس و النبض و الحركة و غيرها... لكن مراكز السمع والإبصار علي وجه الدقة تستمر في إعطاء إشارات لفترات طويلة بعد الوفاة تجاوزت بضع ساعات..

نفس الإشارات التي تعطيها المراكز نفسها للشخص الحي... الميت يسمعنا حوله بكل وضوح.. يرانا حوله بجلاء تام.. لكنه أصبح حبيس نفسه.. انعدمت عنده الحركة و ردود الفعل... لا يستطيع الرد عليك.. لا يستطيع الحركة تجاهك... لكنه يراك و يسمعك تماما كما لو كان حيا..... مذهل

أثناء قراءة البحث.. و مع كل كلمة و إثبات... يحضرني موقف رسول الله صلي الله عليه و سلم مع قتلي المشركين في بدر ..

وقف صلي الله عليه وسلم ينادي : يا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة، ويا أمية بن خلف، ويا أبا جهل بن هشام.. هل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟..... فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا.... .

فقال عمر : يا رسول الله أتنادي أقواما قد جيفوا؟!!

فقال صلي الله عليه وسلم : و الذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لي منهم... غير أنهم لا يجيبون

أشهد أنك رسول الله ...

في بحث من جامعة ميتشيجين University of Michigan تؤكد الدكتورة Jimo Borjigin أن الإنسان قبيل الموت بلحظات يرى أشياء مجهولة!!!!

وعندما قام فريق البحث بمراقبة نشاط الدماغ لدى عدد من البشر لحظة الموت وجدوا نشاطاً غير عادي في المنطقة البصرية من الدماغ!

لقد سجل العلماء من هذه الجامعة إشارات بواسطة الأقطاب الكهربائية لقياس تقلّبات الكهربية في الدماغ Electroencephalogram EEG صادرة من عدد من البشر خلال الموت، و تبين أن نشاطاً زائداً في منطقة الإبصار في الدماغ يدل على أن الميت يرى أشياء مذهلة تؤدي لحدوث هذا النشاط، ولكن لم يتعرف العلماء حينها على نوعية الصور التي يراها من يشرف على الموت.

و تبين من صور المسح بالرنين المغنطيسي الوظيفي نشاطاً زائداً في منطقة الإبصار، مما يدل على أن الكائن الذي يشرف على الموت يرى أشياء غريبة لحظة الموت.

ما نوعية الأشياء التي يراها الميت؟؟؟

أجابتها دراسة لاحقة لجامعة ميتشيجن الأمريكية ذاتها... و التي أكدت بشكل تام أن إشارات مركز الإبصار في المخ لحظة الاحتضار تكون بشكل أقوي بكثير جدا من الاشارات الطبيعية..

و تقارب الإشارات التي يعطيها مركز الإبصار في المخ حين التعرض لوميض قوي جدا... يبدوا أن الميت يري حينها أشياء عالية الإضاءة بشكل غير طبيعي...

يراها بوضوح و جلاء تام يفسره الإشارات القوية التي يعطيها مركز الإبصار في المخ بأن هناك موجات ضوئية عالية القوة و الوضوح.

وصدق الله العظيم

" لَّقَدۡ كُنتَ فِی غَفۡلَةࣲ مِّنۡ هَـٰذَا فَكَشَفۡنَا عَنكَ غِطَاۤءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلۡیَوۡمَ حَدِیدࣱ " ..سوره ق 22

أشهد أن هذا كلام الله....

يبدوا أن الوميض هذا.... المصحوب بإشارات قوية جدا لمركز الإبصار في المخ حين الاحتضار... هو لظهور كائنات نورانية عالية الإضاءة جدا... بشكل لا يمكن للكائن الحي العادي أن يراها.. و لكن لا يراها إلا من أصبح بصره اليوم حديد...

(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)

(فصلت)

https://metro.co.uk/2018/11/24/your-brain-can-keep-working-for-hours-after-you-die-8174294/

نقل بتصرف الاثبات العلمي

الانسحاب الامريكي من افغانستان

عناصر من حركة طالبان يجولون في مطار كابول

عناصر من حركة طالبان يجولون في مطار كابول ©

احتفل مقاتلو طالبان الثلاثاء 08/31 بانتصارهم في أفغانستان بعد رحيل آخر الجنود الأميركيين ليلا ما ينهي حربا مدمرة استمرت عشرين عاما ويفتح فصلا جديدا في البلاد.

أطلقت زخات من الرصاص في الهواء احتفالا في كابول بعد الإعلان عن الانسحاب النهائي للجيش الأميركي الذي اعتبرته الحركة نجاحا "تاريخيا" بعد استعادتها السلطة في 15 آب/اغسطس.

دخل الأميركيون الى أفغانستان عام 2001 على رأس تحالف دولي لطرد حركة طالبان من السلطة بسبب رفضها تسليم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بعد اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر في الولايات المتحدة. صرح المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد للصحافيين صباح الثلاثاء بعد ساعات من دخول الحركة المطار، "نهنئ أفغانستان (...) إنه نصر لنا جميعًا".

وأضاف أن "الهزيمة الأميركية درس كبير لغزاة آخرين ولأجيالنا في المستقبل ... إنه أيضا درس للعالم". وقال "هذا يوم تاريخي، إنها لحظة تاريخية ونحن فخورون بها". علت صيحات الفرح أيضا في قندهار بجنوب البلاد، في قلب معقل اتنية الباشتون التي يتحدر منها عدد كبير من عناصر طالبان . ونزل أنصار الإسلاميين الى شوارع ثاني مدن أفغانستان ليلا على متن شاحنات صغيرة او دراجات نارية.

وردد رجال مسلحون يرتدون اللباس التقليدي الأفغاني "لقد هزمنا القوى العظمى. أفغانستان هي مقبرة القوى العظمى". بعد أسبوعين من عمليات الإجلاء التي اتسمت بالفوضى، أقلعت آخر طائرة نقل عسكرية من طراز سي-17 من مطار كابول الاثنين عند الساعة 19,29 ت غ و23,59 بتوقيت افغانستان كما أعلن الجنرال الأميركي كينيث ماكنزي رئيس مركز القيادة التي تشمل أفغانستان.

انتهى الانسحاب العسكري الأميركي بالتالي قبل 24 ساعة من الموعد الذي حدده الرئيس الأميركي جو بايدن الذي سيتحدث الثلاثاء الى الأميركيين الذين يتساءل عدد كبير منهم حول جدوى عقدين من الالتزام في افغانستان.

هدف القضاء على أسامة بن لادن تحقق في 2 أيار/مايو 2011 حين قتلته القوات الخاصة الأميركية في باكستان. لكن الولايات المتحدة بقيت في أفغانستان لا سيما لتدريب الجيش الأفغاني الذي انهار في نهاية المطاف أمام طالبان. برر الرئيس بايدن عدة مرات الانسحاب برفضه إطالة أمد أطول حرب خاضتها أميركا.

إجلاء 123 ألف شخص

خسرت الولايات المتحدة حوالى 2500 جندي ودفعت 2313 مليار دولار على مدى عشرين عاما بحسب دراسة أجرتها جامعة براون. وهي خرجت من أفغانستان وقد تضررت صورتها بسبب عجزها عن توقع الانتصار السريع لطالبان وإدارتها لعمليات الإجلاء. منذ 14 آب/اغسطس وعلى مدى 18 يوما، قامت طائرات الولايات المتحدة وحلفائها بإجلاء أكثر من 123 ألف مدني عبر جسر جوي من مطار حميد كرزاي الدولي في كابول بحسب البنتاغون.

فقد أرغمت عودة الإسلاميين الى السلطة الغربيين على إجلاء رعاياهم لكن أيضا الأفغان الخائفين من أعمال انتقامية بسبب عملهم مع القوات الأجنبية. هذه العمليات بلبلها في 26 آب/اغسطس اعتداء انتحاري أوقع أكثر من مئة قتيل بينهم 13 جنديا أميركيا. وتبنى الهجوم تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان الذي ما زال يشكل تهديدا للمستقبل.

في تكرار للانتقادات التي وجهت إليهم على مدى 20 عاما، غادر الأميركيون وسط انباء عن هفوة محتملة أخيرة الاحد مع سقوط صاروخ على سيارة في كابول كانت تقل عشرة أفراد من نفس العائلة بينهم أطفال بحسب أقاربهم الذين تحدثوا لوكالة فرانس برس. وقال الجيش الأميركي إنه يحقق في الأمر.

أقر البنتاغون الاثنين بانه لم يتمكن من إخراج العدد الذي كان يرغب به من الأشخاص من أفغانستان. تم الانسحاب بشكل طارىء لان واشنطن لم تتوقع انهيار الجيش والحكومة الافغانيين بهذه السرعة ووصول طالبان الى السلطة بعد استيلائها على كل المدن الكبرى في عشرة أيام. وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن واشطن ستساعد كل الأميركيين- يبقى هناك ما بين مئة ومئتين في البلاد- الراغبين في مغادرة أفغانستان.

ماذا تعرف عن أفعى وادي المجنين ،،،


لعل الكثير من الليبين يمرون على برج مراقبة سد وادى مجنين والذى تم تصميمه على هيئة رأس افعى ولا يعرفون قصته ؟
مات القذافى صاحب المشروع وترك لنا المشروع والقصة ؟

منقول....

طرابلس الغرب سنة 1510 م رست سفينتان اسبانيتان في ميناء طرابلس قبالة القلعة التي يحيط بها ماء البحر من ثلاث جوانب هذه السفن المشبوهة لقراصنة جلبت بضائع متنوعة تم بيعها في سوق طرابلس وكان من ضمن بضائعهم صندوق كبير به ثقوب ، من أمريكا الجنوبية ، ويوجد بداخله أفعى أناكوندا يبلغ طولها ستة أمتار قبل بلوغها شكلها مخيف ومرعب فلم يشتريها أحد لخوف الليبيين من الأفاعي ،،
بعد أيام أبحرت سفينة وبقت الأخرى لغرض الصيانة وتركت القليل من البضائع على الرصيف بما فيه صندوق الأفعى التي قضت مضجع الطرابلسيين،،
بعد شهر جاءت 10 سفن أسبانية مليئة بالمرتزقة لغزو طرابلس وتم دك المدينة بالمدافع ، وتم احتلال المدينة ... وخلال الإرتباك والمطاردة للسكان اختفت الأفعى في سراديب المدينة وتحديدا مقر يسمى الكوري خلف سيدي عمران جهة الأسوار الغربية للمدينة توجد به أكواخ باليه يسكنها المهجرين والفقراء ..
أثناء حكم فرسان القديس يوحنا للمدينة التي استلموها من الأسبان ، وفي عام 1551 م استنجد أهل طرابلس بالسلطان العثماني سليمان القانوني وأرسل الأساطيل وجيشا بقيادة مراد آغا التي زحف عليها بمساعدة مجاهدي تاجوراء والأهالي من مختلف المناطق وأصبحت المدينة تحت الخلافة العثمانية ..
بعد 200 سنة من من غزو الأسبان وفي سنة 1795م حكم طرابلس الوالي يوسف باشا القرمانلي الحاكم الأشهر والأقوى للدولة الليبية بأقاليمها الثلاث . وفي عهده بقيت طرابلس أقوى وأجمل ،، وبنا اسطولا قويا سيطر به على البحر المتوسط حينها.
في عام 1801م أعلن باشا طرابلس الحرب على أمريكا ،، أرسلت أمريكا أسطولا حربيا مكونا من فرقاطتين معروفتين باسمي وليدج «بريزيدنت» و«فيلادلفيا»، كل منهما مزودة بأربعة وأربعين مدفعا، ترافقهما سفينتان حربيتان بأثنين وثلاثين مدفعا، ثم أضيف إلى الأسطول، سفن أخرى في ما بعد لقصف درنة .
بعد حصار طرابلس واسمرار الحرب لمدة ثلاث أو اربع سنوات وفي عام 1803 م ،، بدأت تتبادل أصوات المدافع بين مدافع القلعة بمساندة مدافع برج أبوليلة وبرج التراب شمال غرب قصر السراي، والأسطول السادس الأمريكي وبدأ دوي المدافع يهز المدينة أصيبت سفينتان واشتعلت فيهما النيران وابتعدت بقية السفن وبقيت المدمرة فيلادلفيا تقصف المدينة وقلعة السراي مقر الباشا بكل عنف إلى أن تمكن البحارة الليبيين من إغتصابها وأسر بحارتها وضباطها ، بقيادة رايس محمد ازريق وسط تكبير وتهليل سكان المدينة ،،،
نعود لقصة أفعى الأناكوندا التي توحشت واختبأت في مغارة المعبد الروماني وهي على شكل باحة كبيرة عبدت أرضيتها بالرخام الروماني ويتوسط أرضيتها رسومات من الفسيفساء القديمة التي ترمز لبعض الآلهة الرومانية القديمة ويصطف على جوانب المغارة تماثيل وفي الواجهة تمثال ضخم يدعى اسكلابيوس وهي آلهة رومانية قديمة . وفي هذه المغارة يدخل الدراويش المجانين والدجالون من فئة الشيش باني : يدقون لها الطبول وتقديم القرابين لهذه الأفعى من الحيوانات وأحيانا البشر ! خفية عن أعين حراس القلعة وشرطة طرابلس . لاستخراج الكنوز الخفية التي يدعون وجودها .
أثناء القصف العنيف في ذلك الفجر وبعد سقوط قذائف وانفجار المغارة خرجت أفعى الأنكوندا من مخبأها بصوت أزير غليظ خرجت منتصبة كصاري السفينة وبدأت بالهجوم ولقف كل من يقابلها من الجنود والناس داخل الأزقة ، وكل ما يطلق عليه النار تزداد في الصراخ والغضب والأهالي مدعورين وسقوط قذائف البحرية الأمريكية على المدينة ،، إلى أن تم استدراجها جهة زنقة الريح والتي يؤذي أخرها إلى البحر ، جوار القلعة جهة باب البحر حيت تم إطلاق خمس قدائف من مدافع القلعة صوب الأفعى ومزقتها أشلاء وبقي رأس الأفعى يصدر أصواتا ويتخبط في مشهد غير طبيعي وساد هدوء تام رافقه انتصار البحرية الليبية على الأسطول السادس الأمريكي ،، وخرج الوالي يوسف باشا والجنود والتحموا مع الأهالي عند كورنيش السراي معبرين عن فرحتهم ..
آمر باشا طرابلس بنصب صاري السفينة فيلادلفيا في أعلى قلعة السراي الحمراء وهو إلى غاية الآن شاهدا على صمود أهل طرابلس .
أما أشلاء الأفعى وعظامها فقد أمر الباشا يوسف القرمانلي أن تدفن بعيدا في وادي المجانين 15 كلم جنوب طرابلس .

69587737_2453825764861682_5560081287772897280_n.jpg

في أواخر الستينات من القرن الماضي وعلى بعد 64 كيلومتر جنوب طرابلس تم البدء في إنشاء سد ساتري على وادي مجنين وتم الإنتهاء من تنفيذه عام 1972 سعة التخزين السنوي للسد تبلغ 10 ملايين متر مكعب من المياه، وأن إجمالي السعة التخزينية للسد هي 58 مليون متر مكعب، وكان الغرض الرئيسي من انشاؤه هو توفير المياه من أجل العمليات الزراعة في المنطقة وأيضًا للتحكم في الفيضانات التي تهدد المدينة .
وتم تصميم برج مراقبة السد على شكل رأس أفعى وجزء من جسدها في منظر معماري مميز .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
المصدر :
ـ كتاب : شيش باني للكاتب أ سمير شقوارة .
ـ كتاب : ليبيا أثناء حكم يوسف باشا القره مانلي للكاتب د كولافولايان ترجمة د عبدالقادر المحيشي .
ـ روايات منفدي المشروع

ما حكاية قنابل المولوتوف وكيف تحوَّلت إلى سلاح سرّي للمحتجين حول العالم

تُشكِّل قنابل المولوتوف أو الزجاجات الحارقة تطوراً جديداً نسبياً في مجال التكنولوجيا العسكرية، رغم أنها سلاح ذو تقنية منخفضة بالتأكيد. فعلى الرغم من وجود العديد من أنواع القنابل هذه، إلا أنها جميعاً تتبع نفس الصيغة بالأساس: وعاء زجاجي، يكون عادةً جرّة أو زجاجة، مملوءة بسائل قابل للاشتعال (غالباً بنزين)، تُلصَق به قطعة قماش. وقبل الرمي، تُشعَل قطعة القماش؛ مما يخلق كرة نارية عندما تهبط على الهدف المنشود.

ما حكاية قنابل المولوتوف ومن أين جاءت تسميتها؟

تعتبر قنبلة المولوتوف اختراعاً فنلندياً، وتسمى بالفنلندية "polttopullo"، وقد سميت بذلك نسبة إلى فاياشسلاف مولوتوف، وزير الخارجية السوفييتي المثير للجدل، كنوع من السخرية بسبب اعتراض الفنلنديين على اتفاق "مولتوف-ربنتروب" الموقع في أغسطس/آب عام 1939 بين الاتحاد السوفييتي وألمانيا النازية، وأُرفِق ما يسمى بالبروتوكول السري للاتفاقية التي تنص على نطاقات مجالات اهتمام ألمانيا وروسيا. ووقعت فنلندا تماماً في نطاق ما اعتبره الكرملين جزءاً من مجال اهتمامهم.

واستخدمت حينها قنابل المولوتوف من قبل المواطنين الفنلنديين لمهاجمة القوات السوفيتية قبل اندلاع حرب الشتاء 1939-1940.

جندي فنلندي يحمل زجاجة مولوتوف خلال حرب الشتاء،

ووفقاً لدعاية الدولة السوفييتية، وُصِف الهجوم الأولي على فنلندا بأنه "مهمة إنسانية". وبدلاً من القنابل، قيل للجمهور السوفييتي إنَّ الطعام كان يُسقَط على الشعب الفنلندي للتخفيف من معاناته. وأُطلِق على الذخائر السوفييتية، الحارقة بطبيعتها، الاسم الساخر "سلال خبز مولوتوف". 

ولجأ الجيش الفنلندي، الذي تفوقت عليه آلة الحرب التابعة للاتحاد السوفييتي، إلى تصنيع عددٍ من الأسلحة محلية الصنع للدفاع عن نفسه. وكانت القنابل الحارقة من بين هذه الأسلحة، التي اعتقد الفنلنديون أنها تتوافق جيداً مع قنابل جارهم السوفييتي. وأطلق عليها الفنلنديون لقب "كوكتيل مولوتوف".

ما محتويات المولوتوف وكيف يتم تصنيعها؟

تعد قنبلة المولوتوف من الأسلحة البسيطة التي تصنع منزلياً، وتتكون من زجاجة فارغة مملوءة بسائل سريع الاشتعال ثم سدادة من القماش، وعبر العقود، اختلفت القنبلة القاتلة كثيراً في حجمها ومحتوياتها. وكانت إحدى الطرق التي جُعِل الخليط بها أكثر فتكاً هي إضافة عوامل تكثيف مثل القطران أو الراتنغ أو الكيروسين الثقيل إلى المزيج القابل للاشتعال. وسمح هذا للهب بالالتصاق بالملابس والمركبات، بدلاً من التساقط؛ ومن ثم جعل السلاح أكثر فاعلية.

ووُضِع نظام موحد لعملية التصنيع بفضل الروح البطولية لمعمل تقطير خلال الحرب. وبدلاً من صناعة الخمور للاستهلاك البشري، صنع معمل تقطير Rajamäki الفنلندي كوكتيلاً من المولوتوف للتدمير البشري. إذ كان يعبئ مزيجاً قوياً من البنزين والإيثانول والقطران في زجاجات بحجم زجاجات النبيذ، وتُربَط أعواد ثقاب طويلة وسميكة بجوانب الزجاجة؛ مما يؤدي إلى زيادة ضمان اشتعال الخليط عندما تنكسر الزجاجة على الدبابات السوفييتية أو الأرض.

كيف انتشرت قنابل المولوتوف؟

بعد فنلندا، أخذ هذا السلاح البسيط شعبية كبيرة عبر العالم خلال العقود اللاحقة، وصار شائعاً في النزاعات المدنية وأعمال الشغب والتخريب وكذلك حرب الشوارع بسبب سهولة تصنيعه واستعماله.

ولم يقتصر استخدام زجاجات المولوتوف على ذلك فحسب. فخلال معركة الفلوجة إبان الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، وردت تقارير أن مشاة البحرية الأمريكية صنعوا قنابل مولوتوف باستخدام مقدار واحد من منظف الغسيل السائل إلى مقدارين من البنزين، في حاويات زجاجية. واستُخدِمَت هذه الكوكتيلات محلية الصنع لإخلاء الغرف في القتال المرير مع المقاومة العراقية من منزل إلى منزل.

وفي الآونة الأخيرة، شوهدت زجاجات المولوتوف خلال احتجاجات هونغ كونغ. إذ استخدم المتظاهرون المناهضون للحكومة القنابل محلية الصنع لتدمير المباني وإبقاء الشرطة على بُعد منهم.

بصرف النظر عن هذين الصراعين التاليين للحرب، استُخدِمت قنابل المولوتوف، أو أشكال مختلفة منها، في النزاعات والمظاهرات في آسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية. 

في النهاية، يقول الخبراء إنه يمكن للقنابل أن تظل في حالة تطور تكنولوجي مستمر، إلا أن قنابل المولوتوف لن تغيب عن الاحتجاجات أو المظاهرات أو ساحات القتال في أي وقت قريب.

ما مدى قانونية استخدام قنابل المولوتوف؟

تجّرم العديد من الدول تصنيع أو استخدام الزجاجات الحارقة، وتفرض العقوبات في حال استخدامها ضد الأفراد أو المؤسسات، قد تصل إلى الإعدام في حال أدت إلى القتل أو الشروع في القتل، في بعض الدول. وفي حال استخدامها ضد الممتلكات فإنها تدخل في أعمال الشغب والإضرار بالمال العام والخاص، وقد نصت القوانين على عقوبات لهذه الأفعال.

ولكن في دولة أخرى كالولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال، رغم أن مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية في الولايات المتحدة يعتبرها "سلاحاً أو أداة مدمرة"، إلا أنها ليست محظورة هناك، ولكن يبقى عليك تسجيلها كسلاح بموجب قانون الأسلحة النارية.

وفي مصر أيضاً، يقول الخبراء إنه لا توجد عقوبة خاصة لحامل أو مُصنع زجاجات أو قنابل المولوتوف، حيث إن أكثر من 95% منهم يحصل على البراءة من أول جلسة لضعف الأدلة ولشيوع الاتهام. ويعزى ذلك بحسب الخبراء، إلى أن هناك خللاً في القوانين بمصر التي تعالج ظاهرة استخدام الزجاجات الحارقة.

أما في البحرين، فقد وضعت السلطات قانوناً يعاقب بالحبس والغرامة أو بإحدى العقوبتين كل من يصنع عبوات قابلة للاشتعال أو الانفجار، بقصد استخدامها لتعريض حياة الناس أو الأموال العامة والخاصة للخطر، أو على كل من حاز أو أحرز مواد ما يصنع منها عبوّات لذات الغرض.

لقاء سيف الإسلام القذافي مع مراسل صحيفة نيويورك تايمز الامريكية؟

اللقاء كان في شهر مايو وتم نشره اليوم الجمعة 30.07.2021 في صحيفة نيويورك تاتمز الامريكية والصحفي Robert F. Worth

وهذه الترجمة العربية

وكذلك الواصل الالكتروني للصحيفة

https://www.google.com.ly/amp/s/www.nytimes.com/ar/2021/07/30/magazine/gaddafi-libya.amp.html

تقرير: "داعش" ينشئ 4 ولايات في بحيرة تشاد ويعيد انتشاره عبر ليبيا

كشف تقرير أمني أن تنظيم "داعش" يعيد انتشاره بشكل واسع في شمال وغرب إفريقيا، مستغلا جنوب ليبيا كأهم محطة لتحرك مقاتليه، وأنشأ 4 ولايات في منطقة بحيرة تشاد.

وتحدث تقرير معهد الدراسات الأمنية الإفريقية أن التنظيم يعتمد على شبكة معقدة من الاتصالات والطرق التي تمتد عبر غرب وشمال إفريقيا، بين دول ليبيا والجزائر ومالي والنيجر ونيجيريا، لتسهيل تحركات مقاتليه وضمن حركة التنقلات، ضبطت السلطات في تشاد مجموعة من الشباب أثناء تسللهم إلى جنوب ليبيا للانضمام إلى المعارضة التشادية التي تضم فصائل إرهابية، وتتمركز ببعض مناطق الجنوب الليبي استغلالا لحالة الانفلات التي يعززها تنظيم الإخوان في ليبيا لمواجهة الجيش.

وهذه التحركات لتنظيم "داعش" وبقية الجماعات الإرهابية بين جنوب ليبيا ودول الجوار، وصولا إلى نيجيريا، مدفوعة بالتنافس الساخن بين إيطاليا وتركيا وفرنسا حول مساحات النفوذ في ليبيا وشمال إفريقيا ومنطقة الساحل الإفريقي، وتبدو فيها إيطاليا وتركيا تنازعان فرنسا نفوذها التقليدي في إقليم فزان بجنوب ليبيا، مما دفع مراقبين إلى الحديث عن توافق إيطالي تركي حول دعم الميليشيات هناك، أو على الأقل غض الطرف عنها والتنافس بين إيطاليا وتركيا من جانب وفرنسا من جانب آخر ليس مستغربا، بحسب مراقبين، كون إيطاليا هي المحتل القديم لليبيا وتواجهها في الحدود البحرية، وتركيا لها نفوذ كبير حاليا هناك، والبلدان يطمعان في أخذ أكبر نصيب من الثروات الليبية، ويعتبرانها بوابة سهلة للسيطرة على البحر المتوسط من ناحية، وللتوغل داخل إفريقيا من ناحية أخرى.

وفرنسا، إضافة لمصالحها أيضا في البحر المتوسط، تهتم بجنوب ليبيا لاشتراكه في الحدود مع دول في الساحل الغربي لإفريقيا، حيث تتمركز قوات فرنسية تحت اسم قوة برخان.

ووفقا لدراسة صدرت حديثا لمركز دراسات الوحدة العربية بعنوان محددات وقضايا التنافس الفرنسي الإيطالي في ليبيا ، فإن العلاقات الفرنسية الإيطالية شهدت تنافسا سياسيا ملحوظا حول ليبيا بعد إطاحة نظام العقيد معمر القذافي سنة 2011، وظهر تضارب مصالحهما مما انعكس على صراع المبادرات الذي تم بين باريس وروما حول الحل الأنسب لأزمة ليبيا

وأوضحت الدراسة أن الخلاف الأمني هو الأبرز بين البلدين، فتقوم الرؤية الفرنسية على أولوية أمن منطقة الساحل ومنع نقل الأسلحة عبر الحدود الليبية إلى الجماعات التي تستهدف المصالح الفرنسية في إفريقيا، فيما تتركز الرؤية الإيطالية الأمنية على منع تدفق عبور المهاجرين عبر البحر المتوسط إلى السواحل الإيطالية.

وكذلك هناك صراع نفوذ بين فرنسا وتركيا، دفع الأخيرة إلى التوافق مع إيطاليا في ملفات كجزء من التعاون لإزاحة النفوذ الفرنسي من جنوب ليبيا.

انقلاب جديد في مالي: الأسباب والتداعيات؟

1180-b58814af-2c93-4067-a673-59fa8ce3c5ef_16x9_1200x676.jpg

دعاء عويضة

باحثة في الشؤون الإفريقية - مصر

في ظلّ الأزمات المتتالية التي تشهدها دول منطقة الغرب والساحل الإفريقي؛ تطل أزمة جديدة على المشهد السياسي في إحدى تلك الدول. ففي مالي –الدولة التي لم تتعافَ بعدُ من تداعيات الانقلاب على الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا-؛ فاجأ قادة الجيش الجميع بانقلابٍ جديدٍ على رؤوس النظام هناك. فكيف هو الوضع في مالي؟ وما أسباب وأبعاد هذا الانقلاب؟ وماذا كانت ردود الفعل عليه؟ تلك هي التساؤلات التي سنسعى للإجابة عليها من خلال هذا التقرير.

الوضع الحالي في مالي:

في أغسطس 2020م، أطاح الجيش المالي بالرئيس كيتا، وأجبَره على الاستقالة. وتم تشكيل الحكومة المؤقتة بقيادة نداو وأوان في سبتمبر، وتم تكليف الإدارة بتنفيذ الإصلاحات وإجراء الانتخابات في نهاية المطاف. ينتمي العديد من القادة الرئيسيين للحكومة المؤقتة إلى الجيش، وقد عمل نداو نفسه ضابطًا في الجيش.

في مساء يوم الاثنين 24 مايو، احتجزت عناصر من جيش المجلس العسكري السابق -الذي قاد العملية الانقلابية ضد الرئيس المعزول إبراهيم بوبكر كيتا في أغسطس 2020- كلًّا من الرئيس الانتقالي باه انداو ووزيره الأول مختار وان ووزير الدفاع الجديد، سليمان دوكوري، وتم اقتيادهم إلى ثكنة كاتي العسكرية، التي تبعد عن العاصمة باماكو 15 كيلومتر. واستقال الاثنان يوم الأربعاء أثناء وجودهما قيد الاعتقال، وتم إطلاق سراحهما فيما بعدُ. وقالت المحكمة: إنه يجب أن يشغل غويتا الفراغ الذي خلَّفته استقالة نداو "لقيادة العملية الانتقالية إلى نهايتها"، وحمل لقب "رئيس المرحلة الانتقالية، رئيس الدولة".[1]

أسباب الأزمة:

كانت هناك خلافات بين الرئيس ورئيس الحكومة من جهةٍ، والعسكر من جهة أخرى، متعلّقة بنية رئيس الحكومة لإبعاد بعض القادة الانقلابين من الحكومة الجديدة. أنصار الجيش يقولون بأنَّ سبب إبعاد هؤلاء القادة هو قربهم لروسيا، ويتّهمون رئيس الحكومة بأنه عميل لفرنسا، بينما في الجهة الأخرى يرى أنصار الرئيس ورئيس الحكومة بأن الأمر لا علاقة بذلك؛ فالعسكر يريدون فقط الحفاظ على مصالحهم.

وبينما يصف أنصار الرئيس الانتقالي الاحتجاز بمحاولة انقلابية؛ يصمّم المجلس العسكري السابق على كونها استشارة استجوابية.[2] وقال جويتا: إنه أطاح بالرئيس المؤقَّت ورئيس الوزراء لأنهما فشلا في التشاور معه بشأن ترشيح الحكومة الجديدة. وقال: إنَّ هذا ينتهك الميثاق الانتقالي -وهي وثيقة صاغها الجيش إلى حدٍّ كبيرٍ، والتي حدّدت المبادئ لعودة مالي إلى الحكم المدني-. وقال جويتا بأن قراراتهما أظهرت "نية واضحة لتخريب الانتقال". وقال: إن "هذا النوع من الخطوات يشهد على رغبة واضحة لدى الرئيس الانتقالي ورئيس الوزراء بالسعي لخرق الميثاق الانتقالي".[3]

تداعيات الأزمة:

 يُعَدّ هذا الوضع محطَّة جديدة في الانقسام السياسي الذي تعيشه مالي منذ 2012م؛ حيث واجهت مالي العديد من الأزمات الأمنية والإنسانية، وتشنّ الجماعات الانفصالية والإسلامية تمرُّدًا مُسلّحًا ضد الحكومة منذ عام 2012م. وأدَّى القتال إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص، وامتدَّ العنف إلى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين. كما أدَّت القضايا المتعلقة بالمناخ إلى تعطيل الإمدادات الغذائية والقطاع الزراعي في البلاد، كما تسبَّبت جائحة كوفيد -19 في زيادة الضغط على نظام الرعاية الصحية المتهالك في مالي.[4]

أما الآن؛ فهناك خطر تعرُّض مالي للعقوبات الاقتصادية الشاملة، والتي من شأنها –حال حدوثها- أن تسبّب ضربةً شديدةً للسكان وتعطيلًا خطيرًا للاقتصاد الذي تضرَّر بالفعل من الأزمة الأمنية المستمرة منذ فترة طويلة والوباء. بالرغم من كون هناك شكّ في مدى فاعلية العقوبات الموجَّهة ضد عدد قليل من قادة الانقلاب في هذا الوضع. علاوةً على ذلك، فإذا كانت مالي محكومة مِن قِبَل نظام غير مُعتَرَف به دوليًّا على أنه شرعيّ، فقد يُعيق ذلك بشدة التعاون بين الجيش المالي والقوات العسكرية الفرنسية والأوروبية الأخرى المنتشرة الآن في البلاد في عمليات ضد الجماعات المسلحة.[5]

المواقف الداخلية والخارجية:

على المستوى الداخلي؛ لم تُصدر الأحزاب السياسية ولا حركات المجتمع المدني أيّ بيان رسميّ، ولكنَّ بعض الشباب الناشطين دعوا إلى الخروج لساحة الاستقلال لرفض ما يحدث، وإعلان دعم الشعب للرئيس ورئيس الحكومة.[6] أما على المستوى الخارجي؛ فقد أصدرت لجنة متابعة المرحلة الانتقالية في مالي المكونة من: الإيكواس، الاتحاد الإفريقي، البعثة الأممية في مالي، ودول عظمى كفرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية بيانًا بإدانتها لما يَحْدُث، وعن ضرورة الإفراج الفوريّ عن الرئيس ورئيس الحكومة، وعن دَعْمها الكامل للسلطات، وعن ترحيبها بمجيء مُمثّل منظمة غرب إفريقيا إلى البلاد. وفي بيان سباق أعلنت البعثة الأممية في البلاد عن إدانتها لما يحدث، وطالبت بسرعة الإفراج الفوري عن الرئيس ورئيس الحكومة، ومعاقبة المسؤولين.[7]

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل: إنَّ القادة الأوروبيين أدانوا بأشد العبارات اعتقال رئيس مالي ورئيس وزرائه. ووصف ماكرون الخطوة بأنها "غير مقبولة"، وحذَّر من أن الكتلة المكوَّنة من 27 عضوًا ستفرض "عقوبات محدَّدة الهدف" على المسؤولين. كما دعت بريطانيا إلى الإفراج الفوري عن قادة مالي في المرحلة الانتقالية، ووصفت اعتقالهم بأنه "مقلق للغاية".

وقال وزير إفريقيا البريطاني جيمس دودريدج في بيان: "تدين المملكة المتحدة اعتقال الرئيس ورئيس الوزراء وأعضاء آخرين في الحكومة في مالي، وندعو إلى الإفراج الفوري والآمن وغير المشروط عن جميع المعتقلين". وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية: إنَّ اعتقال الزعيمين "يرسل إشارة كارثية إلى الشعب المالي والمجتمع الدولي".[8]

وطلب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي. وزار وفد من الهيئة الإقليمية الرئيسية لصنع القرار -المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (الإيكواس)- مالي، وفقًا لبيان مشترك صادر عن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، والأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، والاتحاد الأوروبي، والعديد من الدول الأوروبية.[9]

وجاءت جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن مالي بناءً على طلب من فرنسا والنيجر وتونس وكينيا وسانت فنسنت وجزر غرينادين بعد أيام من إعلان الرجل القوي في مالي العقيد أسيمي غويتا أنه أطاح بالرئيس المؤقَّت للبلاد ورئيس الوزراء؛ لأنهم فشلوا في التشاور معه بشأن ترشيح حكومة جديدة. وأثارت الخطوة إدانة دولية واسعة وتهديدًا بفرض عقوبات؛ حيث أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن باريس طلبت عقد اجتماع خاص لمجلس الأمن الدولي بعد "الانقلاب". ولم يكن هناك ما يشير إلى فرص اعتماد إعلان مشترك خلال هذا الاجتماع الطارئ.[10]

الأبعاد الدولية للصراع:

 يَعتبر البعض أن سحب الحكومة الانتقالية لمناصب الجيش الرئيسية من أركان الانقلاب، أتى بعد أخذها توجيهات من فرنسا بإقصائهم بسبب ولائهم لروسيا. خاصةً أن كلًّا من العقيد ساديو كمارا والعقيد كوني وآخرين تلقّوا تدريبهم العسكري في روسيا. ويحاولان هندسة المرحلة الانتقالية بطريقة تسمح لهما باستبدال الحليف الفرنسي بالحليف الروسي في مكافحة الجماعات المسلحة، ففرنسا بنظرهم جزء من المشكلة وليست الحل. ومن ثمَّ فإن عملية إقصاء كمارا وكوني، ردة فعل فرنسية على الموالين لروسيا في منطقة الساحل. بينما لا يزال الغموض يكتنف حقيقة أضلاع الطرفين في الأزمة الراهنة، والواقفين وراء التشكيلة الحكومية الجديدة؛ إلا أن التكالب على إفريقيا واضح في كلّ صراعات إفريقيا جنوب الصحراء بين فرنسا وحلفائها من طرف، وروسيا والصين من طرف ثانٍ، وتركيا من طرف ثالث. [11]

الخُلاصة:

يرى البعض أن تلك الخطوة لا تَرْقَى إلى مرتبة الانقلاب العسكري؛ إلا أنها من المؤكّد تَنصبّ في مناورة سياسية عالية وحرب إرادات بين الجيش من جهة، والرئاسة المدنية من جهة أخرى. وهو ما يؤكّد أن كل ما جرى في الأسابيع القليلة الماضية من شرخ سياسي بين الجيش والرئيس الانتقالي ووزيره الأول، بمثابة صراع على الإرادات؛ لتهيئة البيئة المناسبة لما بعد المرحلة الانتقالية.

ويسعى الجيش من خلال هذه المناورة إلى تثبيت عناصره عبر التمسُّك بمناصب وزارية سيادية وحيوية في منظورها، وبالتالي تحقيق أهدافه عبرها على الصعيد الأمني، والترويج لمرشّحه فيما بعد على كونه الضامن لأمن جمهورية مالي الذي يُعتبر المعضلة الحقيقية للبلاد الذي فقد سيطرته على أكثر من ثلث أراضيه منذ 2012م. وهذا قد يُعَدّ مُؤشِّرًا لدخول مالي في نمط تسلسلي من الانقلابات، كلما حدث تغيير لا يصبُّ في صالح الجيش، وبما أن الجيش له الحقّ الشرعيّ لحمل السلاح، فسيسعون إلى توظيفه لحسم أيّ نزاع لصالحهم

ما وراء زيارة الوفد الأمريكي رفيع المستوى إلى ليبيا؟

منقول…

زيارة خاطفة أجراها وفد أميركي رفيع المستوى إلى ليبيا، تحمل في ظاهرها رسائل دعم لحكومة الوحدة الوطنية وخارطة الطريق، إلا أنها تركز بالأساس على ملف إخراج الميليشيات المسلحة من البلاد.

وزار وفد أميركي برئاسة النائب الأول لمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط جوي هود، طرابلس، الثلاثاء، حيث التقى رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ووزيرة الخارجية نجلاء المنقوش.

وتأتي الزيارة في توقيت حساس بالنسبة لليبيا، خاصة بعد أيام من اقتحام ميليشيا مسلحة في الغرب فندق كورنثيا بطرابلس الذي يجتمع فيه المجلس الرئاسي الجديد، احتجاجا على تصريحات وزيرة الخارجية المطالبة بطرد المرتزقة من ليبيا، مما عرض خريطة الطريق إلى خطر استشعرته واشنطن.

كما أن الزيارة جاءت بعد أيام من تعيين السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، مبعوثا أميركيا خاصا إلى البلاد، بالإضافة إلى مهمته كرئيس للبعثة الدبلوماسية، بهدف تعزيز الدعم الدولي لإيجاد حل سياسي وشامل ومتفاوض عليه يقوده الليبيون وتيسره الأمم المتحدة، بحسب بيان سابق للخارجية الأميركية.

وخلال مؤتمر صحفي جمع الوزيرة مع هود، جددت المنقوش مطالبتها بخروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من بلادها.

وأكدت وزيرة الخارجية الليبية أنها اتفقت مع المسؤول الأميركي على “ضرورة الحفاظ على بلادها موحدة وخاضعة للسيادة الوطنية، وإطلاق مصالحة وطنية شاملة” في البلد الذي مزقته سنوات من الاقتتال الداخلي.

وقال المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الزيارة الأميركية الخاطفة تدل على تعرض جهود واشنطن نحو إعادة الاستقرار في ليبيا إلى الخطر، مشيرا إلى أن حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة “لم تتقدم خطوة واحدة في خارطة الطريق التي أقرها ملتقى الحوار”، مما جعل إجراء الانتخابات في موعدها المقرر، 24 ديسمبر المقبل، محل شك.

وأوضح المرعاش أن “الزيارة تأتي بعد الهجوم الميليشياوي على مقر إقامة رئيس المجلس الرئاسي، ورفض كيانات ميليشياوية قرارات المجلس الرئاسي بشأن التعيينات في أجهزة أمنية حساسة، في محاولة من هذه العناصر للسيطرة عليها”.

وأشار إلى أن واشنطن دشنت بالزيارة بداية عمل نورلاند كمبعوث أميركي خاص إلى ليبيا، في محاولة لـ”الانفراد بالأزمة الليبية وتوظيفها في صراع النفوذ مع روسيا”، محذرا من “عواقب الممارسات الأميركية التي ستزيد أمد الأزمة وتعمق الانقسامات الدولية، مما يجعل من الصعب على الأطراف المحلية التوصل الى تسويات ترضي الجميع”.

وحول دعوة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش لافتتاح السفارة الأميركية في ليبيا، قال المحلل السياسي إن “الخطوة إن تمت فستمثل رمزية قوية بأن الولايات المتحدة متمسكة بالانفراد بالملف الليبي، خصوصا بعد تعيين رجل أميركا القديم-الجديد ريتشارد نورلاند، الذي بات الآن بريمر ليبيا”، تشبيها له بمبعوث واشنطن إلى العراق بعد الغزو الأميركي بول بريمر.

طرد المرتزقة

من جهة أخرى، قال المحلل السياسي الليبي أيوب الأوجلي إن الزيارة تضع إشارات عدة حول الدعم الذي ستقدمه الولايات المتحدة لحكومة الوحدة الوطنية في هذه المرحلة، بدءا من العمل معها على ملف خروج المرتزقة وصولا للانتخابات المرتقبة.

وأشار الأوجلي في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”، إلى أن هذه الزيارة تعد رسالة لكافة الدول المتدخلة في ليبيا بأن الملف “أميركي بامتياز”، لا سيما قبيل انعقاد مؤتمر برلين الثاني في النصف الثاني من شهر يونيو المقبل، مما سيؤثر بشكل مباشر على مخرجاته.

ومن جهة أخرى، توقع المحلل السياسي أن يشهد ملف خروج المرتزقة تطورا بعد هذه الزيارة، فالضغوط الأميركية ستكون كبيرة تجاه هذا الملف الذي يعد أحد العراقيل أمام إجراء الانتخابات.

واعتبر أن واشنطن قدمت “دفعة كبيرة” لوزيرة الخارجية الليبية في موقفها الثابت من أزمة المرتزقة، مما “سيخفف الضغط عليها بشكل كبير عقب الحملة الإعلامية الشرسة التي شنها تنظيم الإخوان وقادة الميليشيات في ليبيا”، متوقعا إغلاق ملف المرتزقة وحسمه قريبا بعد التوافق الليبي الأميركي.

توحيد الجيش

أما عن توحيد المؤسسة العسكرية، فرغم استبعاد الأوجلي أن تؤثر الزيارة بشكل مباشر عليه كونه معقدا ويرتبط بشكل رئيسي بحل الميليشيات المسلحة في المنطقة الغربية، فإنه عبر عن اعتقاده بـ”حلحلة قريبة لفتح الطريق الساحلي، التي ربما تكون بداية لتوحيد المؤسسة العسكرية”.

وفي السياق ذاته تحدث المحلل السياسي الليبي رضوان الفيتوري لموقع “سكاي نيوز عربية”، مشيرا إلى إن “واشنطن تقصد برحيل القوات الأجنبية من ليبيا المرتزقة والقوات التي جلبتها تركيا بموجب اتفاقية أثارت ردود فعل غاضبة في حينها”.

وتساءل الفيتوري عن كيفية تسمية القوات التركية التي وصفها بـ”المحتلة”، بقوات شرعية، مشيرا إلى أن “الزيارة جاءت لدعم الموقف الليبي ممثلا في وزارة الخارجية المطالب بإخراج فوري للقوات الأجنبية”.

ورغم تفاؤله بأن حلحلة ملف القوات الأجنبية في ليبيا سيؤثر إيجابا على خارطة الطريق، فإنه أكد أن بلاده أصبحت “لا تنخدع كثيرا بتصريحات العمالقة الكبار مثل أميركا وروسيا”.

وقال المحلل السياسي: “القوات الأجنبية لن تخرج من ليبيا إلا بالقوة، سواء بقوة السلاح التي سيقودها من الداخل الجيش الليبي، أو بضغط المجتمع الدولي على تركيا الذي سيكون نابعا من تخوفات اشتعال المنطقة”.

اثنان وعشرون دولة افريقية تستورد عملتها المحلية من بريطانيا والمانيا؟

ا

بقلم: إلياس زواري *

 تُواصل غينيا وإثيوبيا ورواندا و14 دولة إفريقية أخرى -بعد عدة عقود من استقلالها- طباعة أوراقها النقدية في المملكة المتحدة، بينما تلجأ دول إفريقية أخرى إلى ألمانيا، غير أن معظم سكان هذه البلدان الإفريقية غير مدركين حقيقة أن عُمْلتهم يتمّ إنتاجها في الخارج، على عكس بلدان منطقة CFA (فرنك سيفا) التي لديها معلومات أفضل عن هذه المسألة.

17 دولة إفريقية تستورد عُمْلتها من المملكة المتحدة

وفقًا للبيانات المتاحة -نظرًا لنقصٍ معيَّن في الاتصال في هذا المجال، سواء من الدّول والشركات المصنّعة-؛ فقد تم رصد 17 دولة إفريقية تطبع أوراقها النقدية في المملكة المتحدة، وتلك البلدان بالترتيب الأبجدي هي التالية: أنغولا، بوتسوانا، الرأس الأخضر، إثيوبيا، غامبيا، غينيا، ليسوتو، ليبيا، ملاوي، موريشيوس، موزمبيق، أوغندا، رواندا، سان تومي وبرينسيبي، سيشيل، سيراليون. بالإضافة إلى تنزانيا التي تطبع أيضًا أوراقها النقدية في دولتين أخريين.

لكنَّ القاسم المشترك بين كافة هذه البلدان هو استيراد عُمْلتها من شركة De La Rue البريطانية، التي تُصنّع أيضًا معظم عملات المملكة المتحدة، والتي تُعَدّ رائدة عالميًّا في هذا المجال. والدول المعنية مقسمة بشكل أساسي بين المستعمرات البريطانية والبرتغالية السابقة، والتي تُضاف إليها غينيا ورواندا وإثيوبيا وليبيا (التي تستورد من روسيا أيضًا). وفيما يتعلق بعملية الإنتاج، تجدر الإشارة إلى أنه تم مؤخرًا افتتاح موقع في نيروبي، في عام 2019م، كجزء من مشروع مشترك مع الحكومة الكينية لضمان جزء من تصنيع العملات.

وعطفا على ذلك، تجدر الإشارة إلى خصوصية حالة أرض الصومال التي تشكّل إقليمًا يُغطّي شمال غرب الصومال والذي أعلن استقلاله. وعلى الرغم من عدم الاعتراف به مِن قِبَل المجتمع الدولي بأكمله تقريبًا إلا أن الإقليم ابتكر عملته الخاصة للانفصال عن الصومال وصُنعت العملة من قبل المملكة المتحدة التي كانت ذات يوم تدير الإقليم (على عكس بقية الصومال، التي كانت مستعمرة إيطالية).

وقد يكون استخدام كيان خارجي مفاجئًا لبعض هذه البلدان على غرار إثيوبيا وتنزانيا اللتين تضمان عددًا كبيرًا من السكان أو غينيا ورواندا، نظرًا إلى بعض الخطاب السياسي، ولكن ربما تكون الحالة الأكثر إثارة للدهشة هي حالة ليبيا؛ نظرًا لقدراتها المالية الكبيرة جدًّا، والتي تفوق كثيرًا تلك الموجودة في البلدان الإفريقية القليلة التي تنتج عملاتها الوطنية على غرار المغرب وجنوب إفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية (ليبيا دولة منتجة رئيسية للنفط وذات أكبر الاحتياطيات في القارة). وفي الواقع، يبدو أن ذلك يبرز عدم صدق نظام القذافي السابق عندما قدَّم نفسه على أنه بطل الوحدة الإفريقية واستقلال الشعوب الإفريقية

عادات الاحتفال بالعيد عند قبائل التبو من القرعان…منقول من صفحة احمدالموساوي

للعيد بالصحراء طعم خاص ورائحة عبق تلامس الأنوف من بعيد، وهي التي تجعل أبناء الصحراء ومهما طال بهم بعد المسافات، يبذلون كل رخيص وغال، في سبيل أن يقضوا أيام العيد مع أسرهم وعائلاتهم الكبيرة بالقرى والمدن الصحراوية، فهناك، حيث الكلام القرعاني الهادي، وحيث ثقافة "المعنى" أو الإحترام والتقدير وحسن التعامل مع الغير، وهناك أيضاً روابط مجتمعية تقوي البنيان الأسري وتحفظه من مآسي العولمة وصداع التقنية.

عادات وتقاليد تتحدى الزمن

تختلف العادات والتقاليد من مكان لآخر ببلادنا الحبيبة، وللبدو بالأقاليم الشمالية عاداتهم الخاصة في الإحتفال بأيام العيد كباقي المناسبات الأخرى، فاحتفال ساكنة الصحراء بعيد الفطر يبدأ عندهم منذ الصباح الباكر حيث تستيقظ الأسرة بالكامل ويتناولون التمر قبل الذهاب لصلاة العيد بالمصلى .

ويقوم الأطفال تقديم السلام والتهاني لوالديهما ، ويخرجون جميعا بعد ارتداء ملابس العيد لأداء صلاة العيد، وبعدها يعودون للمنزل ويستعدون لاستقبال أي زائر بتجهيز صينية الشاي الأخضر واللبن والعطور والبخور .

اللباس التقليدي عنوان الأناقة والتباهي

فالمرأة تشتري لباسها التقليدي "الملحفة أو الثوب"، وهو عبارة عن قماش تلفه عليها بالإضافة إلى لوازم أخرى تتناسب مع لون الملحفة وحقيبة يد وكسوة ترتديها تحت الملحفة ثم نعل، وتختار الفتيات أو الشابات الملحفة ذات الالوان المزركشة الفاتحة، والفتيات ينتقين ملابسهن بأنفسهن من السوق، أما النساء "الكهلات" او المرأة الكبيرة سنا فجرت العادة أن لا يذهبن للسوق، فغالبا ما يتلقين لباسهن كهدايا للعيد من زوجات أولادهن أو أقاربهن،

نفس الشيء بالنسبة للباس التقليدي للرجل "القرانبوبو"، فهي لباس الرجل الصحراوي التقليدي الذي لا يمكن أن يتجنبه في المناسبات العائلية والأعياد، وغالبا ما يستعمل الشباب اللون الأبيض أو الأزرق،

الحنه من العادات الأصيلة عند النساء بالصحراء :

وتقوم الفتيات غير المتزوجات بتزيين الأيدي فقط بنقوش ورسومات الحناء التقليدية، أما المتزوجات فيقمن بنقش الأيدي والأرجل بالحناء أما النساء الكبريات سنا في سن الكهولة أو الجدات فيقمن "برفي" أرجلهن وأيديهن وتكون بدون نقوش أو رسومات .

ربات البيوت تبدعن في تجهيز البيت لاستقبال الضيوف قبل نهاية شهر رمضان بأيام قليلة، تقوم ربات البيوت بتجهيز المنزل وتزيينه ليظهر بأبهى حلة للضيوف، وتبدع في ذلك النساء في الاحتفال بعيد الفطر، حيث تقدم أفضل الأواني ، خاصة أواني الشاي وتحضر الحلوى والتمر. ويوضع على المائدة التي تتوسط قاعة الضيوف عطور وبخور، وذلك من صميم العادات أهل الصحراء .

العيد فرصة للم شمل العائلة ولقاء الأحبة

ومن عادة القرعان كذلك في العيد، الاجتماع بالدار الكبيرة والتي تضم الأجداد أو أحدهما إن توفي الآخر. وتناول الغذاء مجتمعين، وتقوم بعض الأسر الميسورة بذبح رأس من الغنم وتدعوا افراد من الاسرة أو الجيران، أما الاسر ذات الدخل المحدود فتشتري مقدار من اللحم يكفيها ذلك النهار وتقوم بشوائه أو طهيه مع المرق.

تستغرق الزيارات طول النهار لمدة 3 أيام العيد، ويقوم الشباب واليافعين عشية يوم العيد بالتجوال في شوارع المدينة الرئيسية التي تمتلئ عن آخرها، كما تمتلئ الساحات بالأطفال والأمهات لتبادل التحايا، ويباركون العيد لبعضهم البعض، وغالبا ما يلتقي أصدقاء بالصدفة في الشارع فرقت بينهم الدراسة أو العمل، ليجمعم العيد ليتبادلو أطرف الحديث ويطمئنوا على أحوال بعضهم البعض .

ليبيا ومعضلة تشاد بعد ديبي.. حدود التأثير والتأثر

th.jpg



آية بدر

باحثة ماجستير علوم سياسية، جامعة القاهرة - متخصصة بالشأن الليبي

تمهيد:

برغم مما تحقّق في ليبيا من إنجاز تاريخي بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار أعقبه حراك وحوار سياسي أفضى لتأليف حكومة وحدة وطنية إلى حين إجراء الانتخابات بحلول نهاية العام، إلا أن البلاد لا تزال تواجه العديد من التحديات على الصعيد الأمني والعسكري، والتي تُعدّ من أبرز المُهدِّدات لمستقبل العملية السياسية الليبية في ظل استمرار الانقسام والفوضى الأمنية، وفي ظل استمرار وجود المرتزقة والمقاتلين الأجانب، وهو الأمر الذي لا يقتصر خطورته على الدولة الليبية وحدها، بل يمتد إقليميًّا وإلى دول الجوار الليبي.

فما يحدث في تشاد يعكس مدى التأثر بالتداعيات الإقليمية للأوضاع الأمنية والعسكرية في ليبيا التي شهدت عقدًا زمنيًّا من الفوضى والاقتتال منذ سقوط نظام "القذافي"، مع الوضع في الاعتبار الوضع الإقليمي المتأجج في إقليم الساحل الإفريقي على صعيد الممارسات الإرهابية والتوترات الأمنية والسياسية.

ومع مقتل الرئيس التشادي "إدريس ديبي" خلال مُواجهات مع الحركات المُتمرِّدة في معارك بشمال البلاد، فمن المتوقع أن يزداد الوضع السياسي والأمني سوءًا وتعقيدًا؛ سواء داخل تشاد أو في المجال الإقليمي لها، وكذا في دول الجوار التي تشهد بالأساس حالة من عدم الاستقرار على مختلف الأصعدة خلال المرحلة الانتقالية شأن دولتي السودان وليبيا.

th.jpg

وفي هذا الصدد؛ تُلقي الدراسة الراهنة الضوء على مستجدَّات الوَضْع عقب مقتل الرئيس "ديبي" من أجل دراسة التأثر بالوضع الأمني والسياسيّ في ليبيا، وانعكاس تلك التطورات على ليبيا وعلى الإقليم، مع التَّطرُّق للمسارات المستقبلية للوضع في ليبيا في ضوء تلك التطورات.

أولاً: نظرة عامة على التوترات التشادية الأخيرة:

حسبما أفادت الرواية الرسمية، فقد قُتل الرئيس التشادي "ديبي" خلال مواجهة مع المتمردين شمال البلاد، وذلك في أعقاب الإعلان عن فوزه بولايته الرئاسية السادسة. يأتي ذلك في الوقت الذي تتصاعد فيه موجات المعارضة والتمرد ضد نظام "ديبي" المنفرد بالسلطة لنحو 30 عامًا هيمن فيها على المجال السياسي بالبلاد، فضلاً عن الاستياء من تردّي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية برغم مما تمتلكه تشاد من ثروات طبيعية ونفطية. ووفقًا لتقرير حقوق الإنسان الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية عن تشاد لعام 2019م؛ فقد أشار إلى تصاعد ممارسات القمع والتصفية السياسية والاعتقال ضد معارضي حكم "ديبي"، مع تضييق الخناق في المجال العام على الحقوق والحريات، بالإضافة لاستمرار سياسات الإقصاء والتهميش ضد العديد من الفصائل والجماعات.[1]

وأعقب مقتل "ديبي" انتقالاً للسلطة عبر انقلاب عسكري على القواعد الدستورية؛ إذ حُلَّت الحكومة والبرلمان وتولَّى المجلس العسكري بقيادة نجل "ديبي" زمام الأمور لمدة 18 شهرًا حتى يمكن إجراء انتخابات ديمقراطية. مع تعهُّد نجله بالانتقام من المعارضة والجماعات المتمردة. ومن جانبها دعت المعارضة ومنظمات المجتمع المدني إلى عقد حوار وطني لإنهاء الاستقطاب والعنف واستعادة السلام والاستقرار وتجاوز تلك الأزمة.[2]

ثانيًا: الوضع الأمني والعسكري الليبي في أعقاب الاتفاق السياسي:

أما في ليبيا، فلا يزال الوضع الأمني والعسكري متفاقمًا بالرغم من تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بقيادة "عبد الحميد الدبيبة"؛ إذ لا تزال إشكالية انقسام المؤسسة العسكرية قائمة في ظل العراقيل التي تواجه عمل اللجنة العسكرية 5+5 المُشَكَّلَة في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار العام الماضي، وفي ظل الافتقار للثقة المتبادلة بين القوات العسكرية شرقًا وغربًا، فتكثف حكومة "الدبيبة" والمجلس الرئاسي جهودهما لرأب الصدع وتحقيق المزيد من الإنجاز في هذا الملف الشائك الذي ينطوي على العديد من أوجه الخلاف التي لم تُحَلَّ؛ مثل: إعادة فتح الطريق الساحلي، وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية، وسبل إدماج القوات غير النظامية.

ونشير في هذا الصدد إلى وجود المرتزقة والمقاتلين الأجانب، بالإضافة إلى الميليشيات والتنظيمات الإرهابية وخلاياها، فمن شأن تلك العوامل أن تُعرقل جهود استعادة الاستقرار أمنيًّا وعسكريًّا وإصلاح الأجهزة الأمنية وإنهاء الفوضى. فلا تزال الميليشيات تتقاتل، ولا يزال أمراؤها يُمثِّلون تهديدًا لمكتسبات مسار الحوار السياسي.[3]

كما أن حكومة الوحدة الوطنية الوليدة لا تزال تواجه العديد من العراقيل والصعوبات التي تَحُول دون تَمَكُّنها من بَسْط سيطرتها وممارستها السيادة على كافة ربوع الإقليم الليبي، فبسبب الصراع المسلَّح الممتد لأكثر من عقد من الزمان، تعاني الأجهزة الأمنية من الهشاشة والضعف، وهو ما انعكس في تفاقم الخروقات القانونية والجرائم وتفشّي الانفلات الأمني في العديد من المدن الرئيسية، خاصةً في ظل انتشار الأسلحة وانحسار دور الدولة الليبية بفعل الاقتتال والصراع. ويمكن الاستدلال على تلك الإشكالية من تعثر زيارة حكومة الوحدة الوطنية لمدينة بنغازي التي كانت مقررة في يوم الاثنين 27 أبريل، وما تبعها من بيانات للتعقيب على تلك الواقعة مِن قِبَل الحكومة والقوات المسلحة.[4]

كما أن مجلس الأمن قد اتخذ قرارًا (S/2021/367) بالإجماع ينص على دعم الأمم المتحدة لآلية مراقبة وقف إطلاق النار الليبية، ويتضمّن المشروع اقتراحًا من الأمين العام بنشر 60 مراقبًا دوليًّا لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار بالتعاون مع اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، فضلاً عن توفير كافَّة سُبُل الدعم اللازمة لإجراء الانتخابات في موعدها. إلا أنَّ العديد من الأطراف الخارجية المنخرطة في الصراع لم تمتثل لقرار مجلس الأمن بعد، شأن المرتزقة من قوات فاغنر الروسية وبعض العناصر الإفريقية والتشادية[5]. هذا بالإضافة لاستمرار رَصْد خرق حظر التسلح عبر استمرار إرسال الأسلحة وعناصر المرتزقة إلى الأراضي الليبية.[6]

وبالتالي، يمكن القول بأن الأوضاع الأمنية والعسكرية في ليبيا لا تزال شائكة وتنطوي على العديد من الألغام والقنابل الموقوتة التي قد تقوّض مسارات السلام والحلّ السياسي حال تجدُّد الخلافات والاقتتال إن لم تُحَلّ تلك العراقيل والتحديات عبر استعادة وحدة المؤسسة العسكرية، وإصلاح الأجهزة الأمنية، وحلّ أزمة الميليشيات، وإخراج كافة العناصر الأجنبية والمرتزقة.

ثالثًا: العناصر التشادية في معادلة الصراع الليبي:

وجدَت العناصر المتمردة في الجنوب الليبي أرضًا خصبة للتمركز بها والانطلاق منها نحو تشاد لشَنّ العمليات المختلفة ضد النظام التشادي، واستفادت من حالة الفوضى الأمنية وانفتاح الحدود الليبية وسيولة التسليح بفعل سقوط نظام القذافي وما صحبه من تدهور أمني وعسكري، فضلاً عن استغلال التشعُّب والتشابه العِرْقِيّ والقَبَلِيّ بين تلك العناصر المتمردة وبين المكونات الليبية القاطنة جنوبًا في مدن إقليم فزان، مثلما هو الحال للمكون القبلي والعرقي للتبو المتشعّب في الجنوب الليبي والعديد من دول الجوار، ومنها تشاد، ويستغله العديد من التنظيمات المتمردة المتواجدة بالجنوب الليبي.[7]

وتختلف تلك العناصر المتمردة في انتمائها العرقي والقبلي، إلا أنها تسعى لتعزيز نفوذها وتمركزها في شمال التشاد والنيجر والسودان، وكذلك في مدن الجنوب الليبي مثل أوباري وإجدابيا والكفرة وتازروبو ومرزق وسبها وأم الأرانب، من أجل تحقيق أهدافها الاستراتيجية ضد النظام التشادي. وحاولت تلك العناصر استغلال حالة الفوضى والهشاشة التي شهدتها ليبيا في السنوات الأخيرة من أجل إحكام هيمنتهم على أراضي مدن الجنوب الليبي وثرواته النفطية والمعدنية مستغلين انحسار سيادة الدولة الليبية وغياب الدور العسكري عن كل أرجاء الإقليم الليبي، إلا أن بعض القبائل الجنوبية -مثل قبلية الزوية-، بالإضافة لبعض العمليات العسكرية قد عملت على رَدْع تلك الهجمات.[8]

تتسم العناصر التشادية بالمرونة في موقفها وتشابكاتها مع أطراف النزاع الليبي وتكوين شبكة تحالفاتها وفقًا لمصالحها وأهدافها وارتباطاتها الخارجية وأهدافها الإقليمية، والبعض منها غيّر تحالفه وانتقل من تأييد طرف ما إلى القتال ضدّه، والبعض الآخر تحالف مع التنظيمات الإرهابية المتطرفة التابعة للقاعدة مثل تنظيم سرايا الدفاع عن بنغازي، فضلاً عن أن العديد من تلك العناصر تستغل الفوضى الأمنية في جنوب ليبيا وتمارس العديد من الأنشطة الإجرامية والإرهابية.[9]

ومن ناحية أخرى، تُشير التقارير إلى التحالفات المتشابكة للعناصر والقوات المرتزقة التشادية مع طرفي النزاع والداعمين الخارجيين لكلّ طرف من طرفي النزاع، فالبعض منها يتحالف مع قوات "حفتر"، فيما يتلقى البعض الآخر دعمًا مِن قِبَل حكومة الوفاق الوطني.[10]

 وفي هذا الصدد، يمكن الإشارة بإيجاز إلى بعض أبرز العناصر التشادية المتمركزة في الجنوب الليبي والتي يتمركز البعض منها هناك منذ عهد القذافي:

-تجمُّع القوى من أجل التغيير: يغلب عليها انتماءات لعرقية الزغاوة التي ينتمي لها "ديبي"، ويقودها "تيمان أردمي" أحد أشهر المنشقين عن الرئيس التشادي، وكان من قبل مدير مكتب رئيس الجمهورية، وعمل على إسقاطه من قبل في عام 1998م.

-المجلس العسكري لإنقاذ الجمهورية: يتمركز بجنوب سبها، يضم العديد من المنشقين عن "ديبي"، وينتمون لعرقية الدزقرا.

-الحركة من أحل الديمقراطية والعدالة: ينتمون إلى عرقية التبو، وتستوطن في جنوب ليبيا، وتعتمد على العديد من العناصر من عِرْقية التبو ويزعمون أنهم ليبيون، ودخلت تلك الحركة في مواجهات مع نظام القذافي من قبل.

-جبهة الوفاق من أجل التغيير (FACT): تتمركز في سبها وخاصة أم الأرانب، ويقودها وزير سابق منشق عن الرئيس التشادي، وتشكَّلت إثر الانشقاق عن اتحاد قوى الديمقراطية والتنمية المدعومة من السودان، وتنتمي قبليًّا وعرقيًّا للتبو.[11]

جدير بالذكر أن جبهة الوفاق من أجل التغيير التي لعبت دورًا رئيسًا في حركة التمرد الأخيرة ضد الرئيس "ديبي" تتخذ من الجنوب الليبي معقلاً لها، واستغلت الأوضاع في ليبيا من أجل اكتساب خبرات في القتال؛ إذ دعمت تلك الحركة في البداية مقاتلي مصراتة ضد الجيش الوطني الليبي التابع لـ "خليفة حفتر" قبل أن تتحالف معه، وهو الأمر الذي عزَّز من قوة تلك الحركة التي استفادت من الأسلحة والمعدات الثقيلة التي حصلت عليها من قوات "حفتر" خلال معاونتها له -غير المباشرة- في معركته لتحرير طرابلس، وقد رُصِدَتْ تحركات تلك الجبهة تجاه شمال تشاد منذ 11 أبريل لتبدأ بعدها المواجهات بينها وبين الجيش التشادي وتنتهي بمقتل "ديبي".[12]

هذا، وتجدر الإشارة إلى إرهاصات تاريخية للتشابك بين ليبيا وتشاد، والتي تعود بجذورها إلى عهد "القذافي"، فثمة خلاف وتوتر في العلاقة بين البلدين وصلت إلى حدّ المواجهات والتدخلات العسكرية بفعل السياسات التوسعية تعرضت على إثرها ليبيا للعقوبات، ولكن منذ أن تولى "ديبي" الحكم في انجامينا تحوَّل نظام "القذافي" إلى وسيط بين النظام التشادي والعناصر المتمردة في ظل تدهور علاقة تشاد بالسودان، لكن لم تُفلح الجهود الليبية في الحيلولة دون تفاقم الخلافات وإرساء السلام وتحقيق إصلاحات داخلية.[13]

رابعًا: حدود التأثير والتأثر:

يمكن للعوامل القَبَلِيَّة أن تُلْقِي بظلالها وتُؤثِّر على تشاد ودول الجوار، وخاصة الجنوب الليبي والسودان، وذلك بفعل التشعب والارتباطات والتداخلات القَبَلِيَّة والعِرْقِيَّة في تلك المنطقة.[14]

ومن المتوقع أن يتسبّب مقتل "ديبي" في تأجيج المزيد من الإشكاليَّات والصراعات على السلطة داخل تشاد من أجل ملء الفراغ، وهو ما سيعزّز حالة الفوضى الأمنية داخل البلاد مع تزايد فعالية القوات المتمردة والمعارضة لسيطرة نجل الرئيس الراحل على السلطة والانقلاب على بقايا مؤسسات الديمقراطية والقواعد الدستورية عبر الاستقواء بالقوات المسلحة، والتي لا تزال محلاً للتساؤل حول إن كانت ستظل موالية للقائد الجديد أم لا، ومِن ثَمَّ فمن المتصوّر أن تؤدي تلك التطورات الداخلية إلى انشغال تشاد عن القيام بدورها الإقليمي بشراكتها في مكافحة الإرهاب؛ حيث كان الغرب يغضّ الطرف عن اعتبارات الديمقراطية والحريات مقابل أن يُعوّل على "ديبي" كفاعل مُهِمّ في مكافحة الإرهاب وإرساء السلام والأمن في المنطقة المتهددة بخطر الإرهاب والتطرف مِن قِبَل بوكو حرام ومثيلاتها؛ فقد كان جيشه شريكًا رئيسًا في عملية برخان الفرنسية في الساحل.[15]

وبالتالي، يترقب جميع الفاعلين الإقليميين جنبًا إلى جنب مع الشركاء الغربيين، وفي مقدمتهم فرنسا، من أجل تدارك تأثير رحيل "ديبي"، وبحث إمكانية التعويل على السلطة الانتقالية الجديدة للوفاء بالتزامات الشراكة الأمنية إقليميًّا فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، في ظل التقديرات بشأن تداعيات الفوضى والاضطرابات داخل تشاد، وما قد تسفر عنه من فتح مجال لتنامي التهديدات الأمنية إقليميًّا حال تراجع تشاد عن مهماتها الأمنية.[16]

فقد أثبت "ديبي" أنه حليفٌ لا يُقَدَّر بثمنٍ في الحرب ضد التيارات الإرهابية والمتطرفة بمنطقة الساحل الإفريقي في ظل ضعف كافة جيوش تلك المنطقة، وهو ما تجلَّى في محورية الدور الذي لعبه في التصدي لتوغل متمردي بوكو حرام في عام 2015م داخل الأراضي النيجيرية، بالإضافة للمشاركة مع القوات الفرنسية في مالي عام 2013م للحيلولة دون استيلاء الجماعات المتمردة على السلطة.[17]

وذلك الاختلال في معادلة الأمن إقليميًّا من شأنه أن ينعكس على ليبيا، وخاصةً الجنوب الليبي، وهو ما ينطوي على العديد من التهديدات بشأن تجدد الاقتتال في ليبيا التي لا تزال تلتمس المسار نحو العبور من المرحلة الانتقالية نحو الاستقرار؛ إذ يُخشَى أن يتحوَّل الجنوب الليبي إلى ساحة لتنامي المعارضة التشادية تتلقى فيها التدريب والسلاح عبر الحدود المفتوحة، أو أن يتحول إلى بؤرة للجماعات المتمردة المستنفرة في إقليم الساحل الإفريقي ودول الجوار مثل القاعدة وبوكو حرام، خاصةً وأن الحركات المتمردة التشادية على دراية جيدة بالجنوب الليبي، ولها علاقات متشعبة بقوى قبائلية وعصابات وتشكيلات مسلحة تهيمن على أنشطة التهريب عبر الحدود، وسيتوقف الأمر على مستقبل التيارات المتمردة في معادلة الصراع على السلطة في انجامينا. كما أن مهمة تأمين الحدود الليبية الجنوبية لن تكون يسيرة بفعل اتساع تلك الحدود، مع غياب التنسيق الأمني المشترك بين ليبيا وتشاد واللتين تعانيان من الهشاشة الأمنية والفوضى الداخلية، بما يجعل ليبيا وتشاد بؤرتين للتوترات الأمنية إقليميًّا ومعقلاً محتملاً للعديد من التهديدات الأمنية.[18]

كما أن الأوضاع في كل من ليبيا وتشاد من المتوقع أن تتأثر بالتوازنات والأدوار الإقليمية والدولية للأطراف المنخرطة في المنطقة، ونشير في هذا الإطار إلى التحركات التركية والروسية والفرنسية والأمريكية والتي تعكس تنافسًا استراتيجيًّا بين تلك القوى، فتشير التقديرات إلى أن التنافس التركي الفرنسي قد ينعكس على الصراع في تشاد، ومِن ثَمَّ على الجنوب الليبي، فقد تعمل تركيا على إزعاج الوجود الفرنسي عبر دعم المتمردين التشاديين ضد الجيش التشادي فضلاً عن استمرارية سياستها التوسعية، وتعزيز نفوذها في ليبيا ومختلف أنحاء إفريقيا.[19] هذا بالإضافة للتنافس بالوكالة على النفوذ في الإقليم بين فرنسا وروسيا، وهو ما تجلَّى في الدعم الروسي غير المباشر للمتمردين عبر دعم قوات "حفتر" في النزاع الليبي من خلال التمويل والعتاد والقوات مثل فاغنر، وهو ما ينطوي على ضغط روسي ضد المصالح الفرنسية في تشاد.[20] كما أن الولايات المتحدة من جانبها تمارس ضغطًا ضد التوغل الروسي، بالإضافة لمطالبتها بإخراج جميع القوات الأجنبية من الأراضي الليبية[21].

التداعيات المستقبلية المحتملة:

وفقًا لتلك المستجدات والتطورات التي تشهدها تشاد مؤخرًا، والتي يمكنها أن تتأثر وتؤثر على الجارة الليبية، وخاصة الأجزاء الجنوبية منها، فيمكن الإشارة فيما يلي إلى بعض التداعيات والتقديرات المحتملة مستقبلاً لما يمكن أن تؤول إليه الأمور، فإما أن تؤول الأمور للاستقرار أو أن تستمر الفوضى.

إلا أن تحقيق الاستقرار يتوقف على أن تتوقف الفصائل المتقاتلة في تشاد عن الاقتتال، وتعود إلى مسار الديمقراطية عبر إرساء القواعد الناظمة للمرحلة الانتقالية في البلاد، وهو الأمر الذي سينعكس إيجابًا على ليبيا؛ حيث سيؤدي ذلك الاستقرار في تشاد لتحجيم التهديدات الأمنية على الحدود الجنوبية، مما يعزّز من فرص اهتمام الحكومة الانتقالية بإصلاح الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة والتصدّي للتهديدات الأمنية داخليًّا فضلاً عن أولويات السياسة الداخلية الأخرى, كما يتوقف ذلك على النجاح في إنهاء فوضى الميليشيات والمرتزقة وتوحيد القوات المسلحة الليبية من جديد، وهو ما يعتمد على نجاح الجهود والدعم الدولي والضغط لإخراج كل العناصر الأجنبية للقضاء على تلك الفوضى تحت مظلة قرار مجلس الأمن في هذا الشأن، وما استتبعه من جلسات مغلقة لمناقشة معوقات التطبيق؛ وذلك من أجل إنجاح إجراء الانتخابات في موعدها المقرر بنهاية العام الجاري.

وقد تستمر الفوضى على الحدود الليبية التشادية بسبب تفاقم النزاع على السلطة بين نجل "ديبي" والقوات المتمردة، فضلاً عن إمكانية تزعزع الاستقرار داخليًّا حال وقوع خلاف بينه وبين القوات المسلحة التي كانت موالية لوالده، وهو ما يؤدي لاستمرار تنامي فعالية وخطورة الجماعات المتمردة في الجنوب الليبي وما تمارسه من جرائم وما تُشكّله من تحالفات مع التنظيمات الإرهابية. بل قد يؤدي ذلك إلى تجدُّد القتال في ليبيا حال تزايدت خطورة تلك التنظيمات للحدّ الذي يقوّض سيادة حكومة الوحدة الوطنية التي لا تزال تواجه العديد من التحديات من أجل بَسْط سيطرتها أمنيًّا، خاصة وأن حركات المعارضة التشادية كانت تعمل مرارًا على إحياء النزعات الانفصالية بالجنوب الليبي بالتعويل على العوامل العِرْقِيَّة والقَبَلِيَّة والخصوصية الثقافية لإقليم فزان. وقد عانى الإقليم من التهميش خلال عهد القذافي وما بعده، فضلاً عن غياب دور الأجهزة الأمنية والعسكرية ما بعد سقوط القذافي لتتحمَّل القبائل مهمة حفظ الأمن في الإقليم، وما استتبعه من تعميق الصراعات القبلية في الإقليم والمتأججة بالأساس منذ ما قبل 2011م، شأن الصراع بين أولاد سليمان والتبو على سبيل المثال لا الحصر. [22]

تعقيب ختامي:

يتبين مما سبق مدى التشابك والتداخل والتأثير المتبادل لما يحدث في ليبيا وتشاد، وهو ما يستلزم توحيد الجهود والتنسيق في مواجهة التهديدات الأمنية والسياسية بين البلدين اللتين تَمُرّان بمرحلة انتقالية حَرِجَة تتطلب وجود الإرادة السياسية اللازمة لاستعادة الاستقرار تحت مظلة الدعم الدولي للقضاء على المُهدِّدات الأمنية والعسكرية المتمثلة في المرتزقة وفوضى التسلح والإرهاب، فمثل تلك المُهدِّدات تَعُوق جهود الاستقرار وإرساء السلام، ليس في ليبيا وتشاد وحدهما، بل في النطاق الإقليمي الأوسع.

كوبا تمضي قدماً بصنع لقاحها الخاص..

th.jpg

النضال من اجل الحرية لا يتحقق الا بالاعتماد على النفس؟

ال

تعد كوبا دولة صغيرة، إذ يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة فقط، وتعاني من نقص مستمر في السلع الأساسية مثل الأرز والباراسيتامول بسبب العقوبات والاقتصاد المنهار. لكنها تمتلك تاريخاً طويلاً من البحث الطبي وجيشاً من الأطباء المكافحين، جعلها في وضع جيد خلال جائحة كورونا. وهي الآن تمضي قدماً في تجاربها حول لقاحاتها الخاصة المضادة لكوفيد-19، أبرزها لقاح (Soberana-2) أو "السيادة"، فهل تنجح كوبا الفقيرة بذلك، وتصبح أصغر دولة في العالم تصنع لقاحات كورونا؟

بداية، ما حكاية القطاع الطبي القوي في كوبا الذي نجا من الانهيار الاقتصادي؟

بعد الثورة الشيوعية عام 1959، فر نصف أطباء جزيرة كوبا إلى الخارج. رداً على ذلك، قام فيدل كاسترو بضخ الأموال في قطاع الرعاية الصحية؛ حيث كان يأمل في أن تكون الأدوية قابلة للتصدير، مثل السكر.

وأنشأ كاسترو سريعاً نظاماً تدريبياً محلياً جديداً، ليعوض سابقه، وأولاه عناية خاصة، وهو ما مكَّن البلاد من توفير عدد هام من الأطباء الأكفاء الذين تلقوا تعليماً معروفاً بالانضباط والجدية؛ حيث يخضع الأطباء الكوبيون إلى نظام صارم تشرف عليه الدولة، ولا يتلقى أولئك الذين يعملون منهم داخل البلاد سوى أجور جد منخفضة لا تتجاوز 60 دولاراً في الشهر.

مركز علم المناعة الجزيئي (cim) في كوبا/ nature

وأثناء الانهيار الاقتصادي الذي أعقب نهاية الاتحاد السوفييتي في أوائل التسعينيات، حيث تقلص الناتج المحلي الإجمالي بمقدار الثلث في ثلاث سنوات في كوبا، كانت الدولة الفقيرة تفتتح مركز علم المناعة الجزيئي (cim) في هافانا. وفي الوقت الذي لم يكن هناك فيه مال لشراء الطعام، كان هناك مرفق جديد تماماً قد أنشئ لأبحاث السرطان، وهو ما يفسر الرغبة في التقدم الطبي لهذه الدولة الفقيرة.

وتعد كوبا من الدول التي تمتلك جيشاً من الأطباء ذوي الكفاءة العالية، بل ويشكل قطاع الطب أحد المجالات الأكثر تطوراً في البلاد. فرغم أن هذا البلد الصغير يعتبر فقيراً ويبلغ متوسط الراتب الشهري فيه نحو 20 دولاراً فقط في الشهر، فإنه يوفر لسكانه نظاماً صحياً جيداً ومجانياً وأطباء من ذوي الكفاءة العالية، وذلك انسجاماً مع طبيعة نظامه الاشتراكي، وتطبيقاً للدستور الكوبي الذي ينص على الحق في الصحة إلى جانب التعليم.

والنظام الصحي في كوبا مجاني حتى بالنسبة للأعراض البسيطة للمرض، وهو ما يدفع المواطنين إلى زيارة الأطباء بشكل مستمر. ففي المجال الصحي، تعتمد كوبا على مبدأ: الوقاية أفضل من العلاج. ويركز الأطباء الكوبيون على النظام الوقائي لوقف الأمراض قبل انتشارها والحد من مضاعفاتها. 

فالبلاد توفر لكل 150 مريضاً، طبيباً، وهي نسبة عالية لا توجد حتى في دول متقدمة. وقد انعكس هذا الأمر بشكل كبير على الوضع الصحي في البلاد، وحتى على معدل العمر الذي يصل إلى 77 عاماً للرجال و81 عاماً للنساء، وهو ما يقارب النسبة في المملكة المتحدة التي يبلغ فيها معدل العمر إلى 79 عاماً بالنسبة للرجال و83 بالنسبة للنساء.

أطباء كوبيون يستعدون للتوجه لإيطاليا للمساعدة في مواجهة الجائحة، مايو 2020/ رويترز

الطب مقابل النفط

ويعمل عشرات الآلاف من الأطباء الكوبيين في الخارج، وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 50.000 طبيب كوبي يعملون في أكثر من 77 دولة ويضخون نحو مليار دولار سنوياً في خزينة الدولة، وهو ما يشكل أحد المصادر الرئيسية للاقتصاد الكوبي.

ويشارك الأطباء الكوبيون في المهام الإنسانية العديدة التي ساهمت فيها كوبا منذ عام 1963. وقد كانت البلاد تُقدّم هذه الخدمة بشكل مجاني، لكنها بدأت منذ عام 2000 في طلب رسوم من الدول الغنية، بعدما أُنهك اقتصادها بسبب الأزمة الاقتصادية الناجمة عن انهيار الاتحاد السوفييتي السابق.

ومن بين الدول التي يوجد فيها أطباء كوبيون، اليمن وغينيا وإثيوبيا وغينيا بيساو وأوغندا وغانا وغامبيا وغينيا الاستوائية، حيث أنشأت هافانا مرافق صحية مختلفة، خاصة في الفترة ما بين عامَي 1963 و2004. ويعمل أكثر من 10.000 طبيب كوبي في فنزويلا، مقابل حصول كوبا على 100 ألف برميل نفط يومياً بأسعار مخفضة من كراكاس. أيضاً يوجد الآلاف منهم في دول إفريقية ومنها الجزائر، التي وقعت مع كوبا اتفاقية "النفط مقابل الأطباء" توفد بموجبها كوبا الطواقم الصحية مقابل حصولها على الوقود الجزائري.

وخلال جائحة كورونا، سارعت كوبا لإرسال عشرات الأطباء لمختلف الدول التي عانت من نقص الأطباء، أبرزها إيطاليا في مايو/أيار 2020، حيث تابع الآلاف من المشاهدين صور 52 من الأطباء الكوبيين وهم ينزلون بفخر من على طائرة حملتهم إلى إيطاليا حين كانت البلاد تئن تحت جائحة كورونا. ورأى الكثيرون في إيطاليا ذلك عملاً بطولياً وصفقوا له.

وقبل كورونا، تعودت مناطق الأوبئة على وصول فرق أطباء من كوبا، كما حدث مثلاً، في هايتي زمن الكوليرا وفي دول إفريقية، في مواجهة فيروس إيبولا، وغيرها.

ما حكاية اللقاحات الكوبية؟ وهل تنجح هافانا بامتلاكها؟

وقد يبدو من غير المعقول أن جزيرة فقيرة تعاني من نقص في الغذاء والأدوية الأساسية مثل المسكنات والمضادات الحيوية يمكن أن تنتج لقاحاً متطوراً، لكن كوبا تنتج لقاحاتها الخاصة منذ عقود، بحسب تقرير لمجلة Nature العلمية.

وقال علماء كوبيون الشهر الماضي لشبكة CNN الأمريكية إن "نفس العقوبات الأمريكية التي عزلت الجزيرة أجبرت كوبا على أن تصبح رائدة في الطب الحيوي". وتتابع كوبا البروتوكولات المعمول بها وتقدم تحديثات بشأن تطوير لقاحها وفقاً لمراقبين دوليين. 

علماء كوبيون يحملون عينات من لقاح (Soberana-2) الذي تصنعه كوبا بالكامل/ رويترز

وبحسب هؤلاء العلماء، فإن كوبا على الأرجح لا تستطيع تحمل تكاليف استيراد لقاحات من الخارج، وإذا انتهى الأمر بنجاح الجزيرة في أكثر من لقاح، فقد يسمح ذلك للأطباء بامتلاك "أكبر ترسانة للقضاء على كورونا". ومنذ ظهور الفيروس، أصيب في كوبا 51 ألفاً و587 شخصاً، توفي منهم 328 شخصاً.

في السياق، يقول تقرير لمجلة Economist البريطانية، إنه منذ سنوات طويلة، تنتج كوبا نحو 5 ملايين جرعة من اللقاحات البسيطة أو المركبة للأمراض المختلفة للاستخدام المنزلي، كل عام. والآن، تقوم كوبا بالاعتماد على ذاتها في تطوير خمسة لقاحات محتملة لفيروس كوفيد -19.

وتم تطوير لقاح Soberana-2 بواسطة شركة التكنولوجيا الحيوية المملوكة للدولة BioCubaFarma، حيث تم تطعيم أكثر من 44000 مشارك في تجارب المرحلة الثالثة من اللقاح حتى الآن، وتم شحن 100000 جرعة من اللقاح إلى إيران لإجراء مزيد من التجارب. وتأمل الحكومة الكوبية أن تتمكن، إذا نجحت، من إنتاج 100 مليون جرعة بحلول نهاية العام. كما يمكن بيع أي لقاحات لا تُستخدم محلياً إلى حلفاء، مثل فنزويلا. ويدرس المسؤولون أيضاً في تقديم اللقاحات مجاناً للسياح، لكسب العملة الصعبة.

وتقول المجلة البريطانية إن العديد من الكوبيين يأملون في أن يكونوا متطوعين لاختبار لقاح (Soberana-2) أو "لقاح السيادة"، المرشح الأكثر تقدماً للقاحات كورونا في كوبا، وتعلق هافانا الكثير من الآمال عليه. وإذا نجحت التجارب، فإن اللقاحات الكوبية ستكون أول لقاحات يتم تطويرها في أمريكا اللاتينية، وستكون كوبا أصغر دولة في العالم تصنع لقاحات كورونا.

معوقات أمام نجاح كوبا بامتلاك لقاحها

لكن خلف هذه المثابرة، تظهر صورة أكثر تعقيداً. فحالات الإصابة بفيروس كوفيد-19 المبلغ عنها باتت في ارتفاع مؤخراً، وذلك على الرغم من أن أعداد الإصابات الاجمالية صغيرة مقارنة بمعظم البلدان. وهناك الآن حوالي 1000 حالة في اليوم، وهو أعلى 20 مرة مما كان عليه في نهاية عام 2020. ويرجع بعض هذا الارتفاع إلى تدفق الزائرين الكوبيين الأمريكيين من الولايات المتحدة بعد إعادة فتح المطارات في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وتقول المجلة البريطانية، إنه حتى إذا أثبت أحد هذه اللقاحات فاعليته، فمن غير المرجح أن تجني الحكومة الكثير من المال منه، كما يقول تقرير مجلة الإيكونومست؛ إذ إن تطوير الأدوية الحديثة هو عمل ينطوي على مخاطر عالية ويتطلب الكثير من رأس المال؛ أكبر بكثير مما يستطيع الاقتصاد الكوبي المقيد توفيره. 

ممرضة تحمل جرعة من لقاح Soberana-2 خلال استخدامها في تجارب المرحلة الثالثة السريرية، هافانا، كوبا/ رويترز

كما أن تكاليف التصنيع مرتفعة؛ لأن كوبا تصنع بعض المكونات محلياً، وبدلاً من ذلك تعتمد على الواردات باهظة الثمن. وقد يكون نقص قوارير المطاعيم، على سبيل المثال، عائقاً أمام كوبا لتلقيح سكانها سريعاً ضد كورونا. بنفس الطريقة التي يؤدي بها نقص الزجاجات البلاستيكية في كثير من الأحيان إلى صعوبة العثور على مشروبات مثل المياه المعدنية في كوبا.

وستستغرق التجارب السريرية عدة أشهر أخرى، على الرغم من أنه قد يتم تقديم اللقاح إلى المزيد من الأشخاص قبل ظهور جميع النتائج. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيتم التصنيع محلياً أو الاستعانة بمصادر خارجية جزئياً إلى إيران أو الصين أو تايلاند.

وتفرض الولايات المتحدة حظراً تجارياً على كوبا منذ الستينات من القرن الماضي، ولا يزال قائماً حتى الآن. وتواجه الجزيرة هذا العام أعمق ركود لها منذ التسعينيات، بسبب العقوبات والانخفاض المرتبط بإغلاق السياح بسبب الجائحة؛ لذا فإن نجاح اللقاحات المحتمل هو قصة "أخبار سارة" تشتد الحاجة إليها لدى الكوبيين، برغم ظروفهم الاقتصادية الصعبة.

جيل ثان من لقاحات كورونا..حبوب وبخاخات سهلة التخزين

20210504-202747covid04.jpg


تعمل شركات أدوية ومختبرات حكومية أمريكية على تطوير لقاحات ضد فيروس كورونا المستجد تؤخذ بشكل حبوب أو بخاخات الأنف، وتكون أسهل في تخزينها من اللقاحات الحالية التي تؤخذ عن طريق الحقن.

وتقول الشركات المطوِّرة إن هذه اللقاحات ستكون لديها القدرة على توفير استجابات مناعية تدوم فترة زمنية أطول وستكون أكثر فاعلية ضد السلالات المتحورة، ما قد يساعد على تجنب الأوبئة في المستقبل.

واللقاحات المصرح باستخدامها حالياً في الولايات المتحدة مثل "فايزر" و"موديرنا" تحتاج إلى درجات حرارة شديدة الانخفاض لتخزينها ونقلها ويأخذ الشخص الذي يتلقى اللقاح جرعتين على فترات متباعدة.

أما اللقاحات الجديدة فسوف تتجاوز هذه القيود، وتستطيع الحكومات الوصول بها إلى المناطق الريفية بسهولة أكبر، بحسب غريغوري بولاند، الباحث في اللقاحات في "مايو كلينك".

ويقول التقرير إن معظم اللقاحات التي يتم تجربتها حالياً حول العالم تؤخذ عن طريق الحقن، لكن هناك لقاحين يتم تطويرهما للأخذ عن طريق الفم وسبع تركيبات أخرى لبخاخات الأنف.

والعديد من لقاحات الجيل الثاني هي حالياً في المرحلة الأولى إلى المتوسطة من الاختبارات على البشر، لذا قد لا تصبح متاحة إلا في وقت لاحق من عام 2021 أو في عام 2022، كما أنه لا توجد ضمانات على نجاحها أثناء الاختبارات، كما أن بعض الشركات التي تطورها ليس لديها تاريخ في تطوير أي لقاحات من قبل.

وتقوم شركة "آلتي ميون" ومقرها ولاية ميريلاند، بتطوير بخاخ أنف، على غرار لقاح الإنفلونزا "فلو ميست" الذي تنتجه أسترازينيكا.

ونظراً لأنه يؤخذ عن طريق الأنف، فإنه يستطيع تحفيز ما يسمى "المناعة المخاطية" التي تساعد في إزالة الفيروس من الجهاز التنفسي، وبالتالي خفض فرصة انتقال العدوى، بحسب سكوت روبرتس، كبير العلماء في "آلتي ميون".

وتتوقع الشركة الحصول على نتائج أولية بحلول منتصف العام الجاري، حول ما إذا كان اللقاح يحفز الاستجابة المناعية المطلوبة بأمان.

وتطور شركة "فاكس آرت"، في ولاية كاليفورنيا، لقاحا في شكل حبة دواء، وقد أظهرت دراسة صغيرة قامت بها الشركة، في فبراير الماضي، نتائج إيجابية فيما يتعلق بقدرته على توفير استجابة مناعية والحماية من السلالات المتحورة. وتخطط الشركة للقيام بالمرحلة الثانية من التجارب، بحلول منتصف 2021.

ويقول تقرير الصحيفة إنه إذا ثبتت قدرة الجيل الثاني من اللقاحات على توفير المناعة من الفيروس، فقد تستخدم كمعززات في الولايات المتحدة، بعد تلقيح الناس باللقاحات المصرح بها حالياً.

ويمكن استخدام هذه اللقاحات أيضاً في البلدان التي لم تستطع القيام بحملات تطعيم باللقاحات الحالية، بالنظر إلى أن نقلها وتبريدها سيكونان أسهل.

ويقول تقرير الصحيفة إن باحثين في الجيش الأمريكي يأملون أيضاً في صنع لقاح يوفر مناعة من جميع أنواع فيروسات كورونا ويؤخذ عن طريق حقنة واحدة.

مقتل أدريس ديبي وتأثيراته على الداخل والخارج

8068-1-1432142.jpg

الوضع التشادي المُعقد؛ سيفتح ملف الصراع القَبَلِيّ الحَادّ الذي تُعبِّر عنه واجهات سياسية وعسكرية كثيرة في تشاد، ومن المتوقع أن يمتد هذا الصراع القَبَلِيّ إلى مناطق الحدود التي تتداخل فيها القبائل مع بعضها في العديد من دول الجوار، ولعل أكثر الدول تأثرًا ستكون ليبيا والسودان، والتي ربما تُعيد شبكة تحالفاتها من جديد؛ بحثًا عن مصالحها الجهوية والقَبَلِيَّة. الأمر الذي سيُفْضِي بالضرورة إلى تدهور الوضع في الداخل التشادي؛ لا سيما بعد ما اعتبره البعض انقلابًا على الدستورية بتعيين ابن الرئيس السابق إدريس ديبي خلفًا له؛ ناهيك عن الانقسام السياسي والوضع الأمني المُتأزم هناك. إلا أن كل ذلك لا ينفي وجود جيش قويّ لتشاد قادر على الإمساك بزمام الأمور؛ إلا أنَّ وجود حالة من الانقسام داخل صفوف الجيش نفسه –كما تردد على لسان بعض القادة-؛ سيطرح تساؤلاً جديدًا حول مستقبل الدولة التشادية ما بعد ديبي، ومدى قدرتها على مواجهة تحديات الداخل والخارج.

اقرأ التفاصيل على الرابط ادناه…

https://www.qiraatafrican.com/home/new/%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84-%D8%AF%D9%8A%D8%A8%D9%8A-%D9%88%D8%AA%D8%A3%D8%AB%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC#sthash.fmcsc0Yj.dpbs

ماذا يحدث في تشاد ؟!

176935001_1873718269450975_235121373094962247_n.jpg

حمد قذاف الدم Ahmed Gaddaf Addam

منقول من صفحة احمد قذاف الدم

المبعوث الشخصي للقذافي سابقا

لعل الكثير من الناس وحتى بعض الليبيين من هذا الجيل لا يعرفون علاقة ليبيا بالشقيقه تشاد ،، ولا الديموجرافيا أو الإختلاط القبلي ،، والعرقي الذي جمعنا منذ قرون .

فنحنُ إمتداد واحد .. منذُ الفتح الإسلامي إلى إنتشار الدعوه السنوسيه إلى الكفاح المشترك ،، والهجرات نحو الشمال ،، والجنوب منا ومنهم ،، ولعل قبائل الزويه ،، والمغاربه ،، والقذاذفه ،، والتبو ،، وأولاد سليمان ،، والمجابره ،، وغيرهم ،، وحتى تجار طرابلس ،، وقابس مروا من هناك ،، وإستوطنوا .. كذلك النيجر .

كُنتُ فتى صغيراً يوم أن علمت بأن سلطان وداي والد الرئيس كوكوني فيما بعد ..سيحل ضيفاً في منزلنا ،، وعرفتُ من والدي بأن علينا تقديم الدعم .. ورد الجميل لتشاد التي إستقبلت عشرات اللاف من الليبيين الذين طردهم الإستعمار التركي والإيطالي ،، وجاء الوقت الذي نقف إلى جانبهم ضد الإضطهاد .

كان ذلك في العهد الملكي ،، وكان والدي قائد القوه المتحركه في الجنوب ،، ومسئول عن حدود ليبيا الجنوبيه ،، وتشمل جزء من الجزائر ،، والنيجر وتشاد ،، ورغم وجود قواعد فرنسيه في ذلك الوقت كان العمل لدعم الثوره الجزائريه ،، وحركات تحرير تشاد مستمره ،، وبشكل رسمي .

قامت ثورة الفاتح زاد زخم الدعم ،، وإزدادت فاعليته ،، وفٌتحت المعسكرات ،، وأبواب ليبيا الجنوبيه لكل جيراننا ،، وأفاق كبيره للعمل ،، والتجاره ،، والتعليم ،، والعلاج .

وكانت ثورة الفاتح تعي أهمية تأمين محيط ليبيا ،، ولن يتم طالما هناك دول تقع تحت سيطرة القوى الإستعماريه ،، وإكتشفنا أن الكثير من الحكومات محميه من الدوله العبريه .. بل ،، وتستخدمها لشق صف أفريقيا ،، وخلق التوترات والإنقلابات فيها ،، وهذه الرحله إستمرت لعقود ،، ولم ينتهي هذا الصراع إلا بعد تحرر جنوب أفريقيا .. في معركه بدأت في تشاد من بحر غزال ،، ولم نتوقف في منتصف الطريق وإنما سعت ثورة الفاتح نحو توحيد القاره .

وبالدعم الليبي المباشر .. أوصلنا الرئيس كوكوني إلى سدة الرئاسه ،، وكان ذلك أهم أسباب الخلاف مع فرنسا بل ،، والولايات المتحده .. خاصة عندما كانت مكاتب حركات التحرر تنتشر من روديسا ،، وحتى الصحراء الغربيه مروراً ببحيرة فيكتوريا في أوغندا ،، وجبال أثيوبيا .

وقد تطوع شباب ليبيا ليساهموا في هذه الملحمه ،، وتم تأسيس القوات الإنتحاريه لتكون الذراع العسكري .. الذي ساهم في تنصيب أكثر من عشرين رئيس دوله من أمريكا اللاتينيه ،، وحتى جنوب القاره ،، وأصبحت ليبيا رقماً صعباً ،، وعُقدة العُقد للقوى الإستعماريه وقبله لأحرار العالم .

إن تشاد اليوم تمر بمرحله حرجه بعد وفاة الرئيس " إدريس ديبي " الذي إلتقيته أول مره في قلعة سبها في مكتب العقيد " مسعود عبدالحفيظ " ،، وأبلغني يومها بأن نظام الرئيس " حسين حبري " يرفض الإفراج عن الأسرى بعد هزيمة " وادي الدوم " رغم كل الوساطات ،، وأوامر القياده بالإستعداد للزحف على " إنجامينا " مره أخرى ،، وكانت الخطط هذه المره تأخذ شكلاً تعبوياً مختلفاً .. حيثُ تم تكليف المرحوم اللواء " حسن الكاسح الحاسي "بمشروعات إستثماريه في غرب السودان ،، وكلف بإستقبال وتدريب مُقاتلي أخونا " إدريس " ،، وكُلف العقيد " عبدالسلام الحاسي " ،، ومجموعات قتاليه تحت أمرة العقيد مسعود عبدالحفيظ تتسلل عبر الأراضي السودانيه بعد سقوط " جعفر النُميري " بثورة الشعب السوداني بعد أن إكتشفوا أنه يُهرب " يهود الفلاشا "من عاصمة اللاءات الثلاث ،، ويستقبل شارون فيها ،، وأصبح أخونا " الصادق المهدي " رئيساً للوزراء .

وقبل ساعة الصفر بثلاث أيام إستدعاني القائد ،، وحملني رساله سريه للرئيس الفرنسي " فرنسوا ميتران " .. الذي إستقبلني ،، وفي نهاية القاء فاجئني بسؤاله عن معلومات عن وجود قوات ليبيه على الحدود التشاديه السودانيه ،، ومدى صحة هذه المعلومات .. كانت مهمتي التأكيد على علاقات إقتصاديه ،، وتعاون ،، وتنسيق مع فرنسا ،، وكنت أعرف أن النشاط من الصعب إخفائه مع الأقمار الصناعيه ،، والجواسيس .. فأكدت الخبر .

وطلبت مهله أسبوع لتأكيد المعلومات ،، وفور عودتي إنطلق الهجوم الخاطف تجاه العاصمه ،، وأسقطت المفاجئه أي إمكانيه لدعم " حبري " الذي أستشعر بالخطر ،، وتوجه نحو الجسر متجهاً إلى الكاميرون ،، وأصبح " إدريس ديبي " رئيساً منذ ذلك التاريخ .. تعرض خلالها للكثير من المحاولات لإسقاطه .. لعل أخطرها وصول المتمردين إلى أسوار القصر ،، وهنا صدرت الأوامر للوقوف دون سقوطه ،، وتمكنت ليبيا مره أخرى بتثبيت إدريس الذي إستطاع أن يُبقي تشاد دون صراعات تهددنا ،، وخلق إستقرار لأول مره مُنذ عقود .. بل حلقه مهمه في مجموعة " س.ص " .

2011 توقع الليبيين أن يقوم برد الجميل ،، وكان إمتحاناً عسيراً .. حيث أنه سيدخل معنا في مواجهه مع فرنسا ،، والحلف الأطلسي ،، ولم يكن يملك حاملات طائرات ،، ولا صواريخ .. أو طائرات مسيره ،، ولم يكن القذافي يحتاج للرجال ،، ولم يكن ليزج بتشاد في محرقه لا قبل لها بها .. كغيرها من الدول الحليفه لأفريقيا ،، والتي لم يسمح الغرب حتى لمبادرتها للسلام في ليبيا أن تستمر ،، وبالنسبة لنا والكثيرين بأن الرئيس إدريس إنتحر يوم أن راهن على إسرائيل .. وسقط عندما راهن على طرف أجنبي ليعزز قيمته ففقدها وسيبقى درس لنا جميعاً .. الغريب لم نسمع في إسرائيل أحداً يحتج على تدخلات أسرائيل أو تكاليف ذلك ؟! .. كما يحدث عندنا .. مما جعل دولنا كالنعاج تساق للذبح كل صبح .

لقد قرر الحلف الشيطاني بحسم معركة إستمرت 40 عاماً من المواجهات مع القذافي .

واليوم نتوجه بالنداء لكل إخوتنا وأهلنا في تشاد بالعمل على عدم الإيقاع بهم ،، وحتى لا تصبح تشاد مركزاً لزعزعة وسط أفريقيا وشمالها.

ينبغي أن يتم تطويق النيران وذلك بالإلتزام بالدستور الذي يتطلب أن يستلم رئيس البرلمان الرئاسه حتى مرحلة الإنتخابات ،، وإلا سوف ندخل سيناريو التوغو بعد وفاة الرئيس " إياديما " .. حيثُ نصب الجيش أبنه بعد وفاته ،، وجمد الإتحاد الأفريقي عضويته وتمت مقاطعته وفقاً لقرار قمة الجزائر.

كُنا يومها في القاهره في زياره غير مُعلنه لساعات ،، وبعد إجتماع مُصغر مع " الرئيس مبارك والفريق طنطاوي وأسامه الباز وعمر سليمان" ،، ومن الجانب الليبي "القذافي والفريق أبوبكر يونس "وسفيرنا في مصر ،، وبعد اللقاء طلب مني القذافي أن أتوجه إلي نيجيريا للقاء الرئيس " أوباسانجو " ،، وكان وقتها رئيس الإتحاد الأفريقي لمعالجة الموقف .. فطلبت أن يذهب معي د. أسامة الباز ممثلاً للرئيس مبارك .. إلتقينا الرئيس أوباسانجو وكان منفعلاً وقلقاً .. ولم يكن أمامنا من حل إلا أن أن يتنحى فوراً إياديما الرئيس الحالي للتوقو .. فذهبنا إلى التوقو وطلبت منه ذلك قال لي أن هنا بطلب من الجيش .. فقالوا لقد وعدنا الرئيس إياديما بأن ننصب أبنه ،، ونحن ملتزمين بالوعد ،، وبعد نقاش أكدت لهم بأنهم التزموا وكفى ولن يستمر التوقو تحت المقاطعه ،، وعلينا أن نطبق خطوات سليمه ،، ويترشح بعد شهرين ،، وسنسانده ،، ونجنب التوقو الفوضى وسيكون الإتحاد الأفريقي إلى جانبكم ،، وودعنا قائد الجيش ،، وقبل إقلاع الطائره صعد إلينا ،، وقال لي لنفرض أنه خسر الإنتخابات قلت له مازحاً عندها يصبح الإنقلاب مشروع ،، وتكون أنت الرئيس .. بعد الإقلاع قال لي د . أسامه الأن عرفت مصدر نقوذكم في أفريقيا تستخدمون قواعد غير متوقعه ترهق خصومكم .

أسرد ذلك ناصحاً إخوتنا في المجلس الجديد في تشاد على الحفاظ عن مؤسسة البرلمان والحكومه وعدم إحراج الإتحاد الافريقي ،، وتجنب الصدام العسكري ،، وهذه الخطوات كفيله بإيقافه .

يبقى التواصل مع فصائل المعرضه ،، وليس سراً بأننا نعرف معظم الفاعلين ،، وفي إجتماع واحد في عاصمة أفريقيه سيتم دمج القوى المسلحه والقيادات السياسية والإستعداد ليوم جديد ومرحله جديده في تشاد قبل أن تتدخل قوى الشر ليتحول إلى بؤره لن يسلم أحداً من جيرانها ،، وقبل ذلك أهلنا في تشاد الذين سيتحولون لوقود لمخططات لا تخدمهم ولا تخدم أفريقيا التي عليها أن تتحرك الأن وقبل ذلك جيرانها .

أحمد قذاف الدم

المسئول السياسي لجبهة النضال

22 أبريل 2021

منقول

محمد "كاكا".. من أتون القتال إلى زعامة تشاد؟

61-153437-whatsapp-image-2021-04-21-at-3.28.56-pm_700x400.jpg


==========================

أعلن الجنرال محمد إدريس ديبي نجل الرئيس التشادي الراحل توليه مهام رئيس الجمهورية في البلاد، إلى جانب رئاسته المجلس العسكري الانتقالي.

واختار جنرالات تشاد قائد الحرس الرئاسي ونجل الرئيس إدريس ديبي، الذي قتل أمس الثلاثاء متأثرا بجروح أصيب بها أثناء معارك مع متمردين من المعارضة المسلحة، بعد يوم من فوزه في الانتخابات الرئاسية بولاية سادسة.

وقوف جنرالات الجيش التشادي خلف القائد العسكري الشاب، هو اعتراف بتجربة ثرية لنجل ديبي في دهاليز الحكم، وخبرة عسكرية طويلة، في مقارعة خصوم الدولة التشادية، ومحاربة الإرهاب في المنقطة.

من هو "كاكا"؟

ويلقب الجنرال محمد إدريس ديبي بـ"كاكا" والتي تعني الجدة باللغة التشادية وأطلق عليه لأنه تربى على يد جدته.

وكان كاكا صغيرا حين تولى والده السلطة مطلع التسعينات؛ لكنه ترعرع في القصر الرئاسي، ووضع والده العسكري المخضرم، قدوته، لذلك تعلق بالتقاليد العسكرية مبكرا.

تعلّقُ محمد ديبي بوالده كان واضحا حين أصر على أن يكون عسكريا مثله.

ولد محمد ديبي عام 1983، حين كان والده مستشارا للرئيس التشادي الأسبق حسين حبري قبل أن يدب الخلاف بين الرجلين، وينتهي بسيطرة ديبي الأب على الحكم عام 1990.

تدرج محمد ديبي في المناصب العسكرية، حيث التحق مبكرا بالتجمع المشترك للمدارس العسكرية في تشاد، ثم سافر إلى فرنسا لتلقي دورات عسكرية في المدرسة العسكرية هناك بـ"إيكس إن بروفانس".

وبعد أن عاد من فرنسا التحق محمد كاكا بمدرسة الضباط الداخلي في تشاد، وفور التخرج عين في فرع القوات الخاصة المعروفة بـ (SERS).

شاب في أتون القتال

في عام 2006 وعمره حينها لا يتجاوز 23 عاما خاض محمد ديبي أولى تجاربه القتالية الأولى في الميدان، وتصدى لمتمردي المعارضة في هجومهم على القصر الرئاسي.

كما شارك لاحقا في قتال المتمردين شرق تشاد، ورُقي بعدها إلى رتبة رائد، ليلمع نجمه عام 2009 ، بعد استبساله في معركة أم دام الشهيرة، التي ألحقت الهزيمة بالمتمردين، بقياده تيمان إرديمي، ابن شقيق الرئيس الراحل، الذي تمرد عليه.

وترقى ديبي الابن في القوات الخاصة، وعين في المرتبة الثانية عام 2003.

بدأ صيت كاكا يسمع في الخارج حين شارك ضمن القوات التشادية الخاصة في مالي، وقاد جيشه ضد المتمردين في جبال أدرار إيفوغاس في شمال البلد الذي يعاني من نهش الفصائل الإرهابية.

وقضى محمد ديبي وقادة الجيش التشادي في معركة الإيفوغاس الشهيرة، على قاعدة للمتمردين قيل حينها إنها ذات "أهمية كبيرة" ، وألحقوا خسائر فادحة بالمتشددين.

لكن الجيش التشادي فقد في هذه المعركة 26 مقاتلا بينهم قادة، أبرزهم عبد العزيز حسن آدم، قائد القوات الخاصة؛ ليخلفه محمد ديب في المنصب، ويستمر منذ ذلك الحين في قيادة العمليات ضد المتمردين في شمال البلاد إلى جانب والده.

وفي عام 2018 تمت ترقية الجنرال محمد ديبي إلي رتبة فريق أول ، وهي أعلى رتبة يصلها ضباط الجيش الأفارقة، وكان إلى حين مقتل والده على رأس هرم قيادة الحرس الرئاسي، الجهاز المهم في القوات المسلحة التشادية.

ويترك الرئيس التشادي الراحل لنجله المقرب محمد ديبي تركة ثقيلة من المسؤوليات، والتحديات الداخلية والخارجية.

فما يزال شبح المتمردين من المعارضة المسلحة يخيم على العاصمة أنجامينا، وشمال البلاد، كما أن السلطات العسكرية تحت إمرته ستكافح للاعتراف الإقليمي والدولي، وتسيير الفترة الانتقالية التي حدد المجلس الانتقالي الجديد ا بـ18 شهرا.

منقول...

1